اعتبر الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله ان الشعب الفلسطيني «دُفّع ثمن عاصفة الصحراء وغزو الكويت واحتلالها» من صدّام حسين.وجاء كلام نصر الله في كلمة ألقاها عصر امس عبر شاشة عملاقة امام الملتقى العلمائي الدولي لدعم فلسطين، بدأها بتأكيد «ان ما يجري اليوم في فلسطين يعبّر عن روح جهادية عالية وراقية، ونحن امام عمليات استشهادية يومية أو شبه يومية ونجد عدداً كبيراً من العمليات التي تعبّر عن اليقين والايمان الذي يمكن ان يدهش العالم، لأن عمليات الطعن او الدهس غالبا ما تنتهي بالشهادة»، لافتاً الى ان «هذه الانتفاضة الشريفة المتجددة ادخلت الرعب والخوف الى كيان الصهاينة واثرت على اوضاعهم الاقتصادية لأن هذا الامر لم يكن في صلب توقعاتهم»، ومشدداً على ان «هذه الانتفاضة تضع الامة من جديد امام مسؤولياتها تجاه فلسطين والاقصى».واذ لفت الى ان «الشعب الفلسطيني يناضل منذ عشرات الاعوام كممثل للامة وكنائب عنها وهو حاضر في الخط الامامي في الدفاع عن الامة ومقداساتها وخيراتها ومستقبلها»، أشار الى ان «هناك الكثير من الناس والشعوب بات عندها قناعة ان لا تكليف شرعياً او واجباً دينياً من جانبها ازاء فلسطين، وهذا نتيجة التضليل خلال العقود من الزمن»، مضيفاً ان «الانسان يتألم عندما ينظر ويرى كيف تنهض الامة في الماضي وترسل مئات الالاف من المجاهدين الى افغانستان، فهل افغانستان مقدسة اكثر من فلسطين؟ (...) ولو أحصينا العمليات الانتحارية منذ العام 2003 ضد الشعب العراقي وفي افغانستان وباكستان وفي سورية وفي نيجيريا ولبنان واليمن ولو أتينا بهؤلاء الشباب فإن هذا العدد من العمليات كان كافياً لازالة اسرائيل من الوجود، الا انها استخدمت لتدمير بلداننا ومواقفنا تجاه القضية المركزية اي قضية فلسطين».وتطرق الى العامل المتمثل بـ «العمل على ايجاد حالة عداء واسعة لدى عدد من الشعوب العربية والاسلامية تجاه الشعب الفلسطيني»، فقال: «بدل ان يتركز الجهد العربي والاعلام العربي على ايجاد حالة تعبوية تنتج عداءً لاسرائيل، قام بتحويل الشعب الفلسطيني الى عدو، او ان هذا الشعب لا يعنينا بشيء، واليوم يُعمل على ان تصل الشعوب العربية والاسلامية الى نقطة تشعر انها غير مبالية بمصير شعب». وأضاف: «عُمل في الأعوام الماضية على ان هذا الشعب تُهدم داره ونجد شتّامين وشمّاتين في العالم العربي والاسلامي. وتم استغلال احداث، وأنا هنا لا أحاكم ولا أريد ان أحمّل مسؤوليات انما أسرد نتائج. ففي بداية السبعينات قُدم الشعب الفلسطيني على انه عدو للاردن. وفي لبنان حدثت حرب اهلية تحت عنوان فلسطيني وتحول الشعب الفلسطيني والمخيمات الفلسطينية الى عدو. وفي مرحلة من المراحل وايضاً نتيجة أخطاء، في الحرب العراقية الايرانية هناك مَن عمل على تحويل موقف ايران وشعبها الى موقف عدائي ضد الشعب الفلسطيني مستغلين بعض الأخطاء، ان فلاناً او فلاناً أيّد صدام ودعمه في حرب الثماني سنوات على ايران».وتابع: «مثلاً في الكويت، ألم يَدفع الشعب الفلسطيني؟ دُفّع الشعب الفلسطيني ثمن عاصفة الصحراء وغزو الكويت واحتلالها. صحّ؟ خطأ؟ مَن المسؤول؟ هذا بحث آخر. اي شيء سواء خطأ ام لا كان يُستغل لتحويل الشعب الفلسطيني الى عدو لاخراجه من وجدان الشعوب وعقولها وعاطفتها وهذا ما يُعمل عليه اليوم ايضاً».