كونا - أكد وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح، أن الكويت ترحب بكل المستثمرين ورجال الاعمال من بريطانيا والاتحاد الاوروبي، للمساهمة في خطة الدولة الطموحة لتنويع اقتصادها في مختلف القطاعات.وقال العبدالله في كلمة مسجلة له بثت خلال افتتاح أعمال مؤتمر «التوعية الاستثمارية بالكويت 2015» في لندن، إن الكويت وضعت خطة تنمية متكاملة تهدف لاجتذاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة ما يسمح لها برفع مساهمات القطاعات غير النفطية في اجمالي الناتج العام الى اكثر من نسبة 60 في المئة.واضاف ان من الأهداف ايضا رفع قدرات البحث العلمي وزيادة حصته في الناتج السنوي للبلاد الى واحد في المئة بحلول عام 2020، معتبرا ان تدفق الاستثمارات الأجنبية سيسمح لاجتذاب التكنولوجيا التي ستسمح بدورها بالحفاظ على التنوع الاقتصادي على المدى الطويل.ورأى العبد الله ان الاستثمارات الأجنبية يمكنها ان تدعم الصادرات المحلية، وتعزز مكانة وإسهامات الشركات الكويتية الصغيرة والمتوسطة في السوق الداخلي وتقوي تنافسيتها مع الشركات الأجنبية.وبين ان الحكومة الكويتية أعدت التشريعات المناسبة التي تدعم خطة التنمية لتنويع مصادر الدخل الوطني، مشيرا الى ان الكويت لديها ايضا طاقات بشرية مؤهلة قادرة على رفع التحدي ومسايرة التطورات الاقتصادية التي تشهدها البلاد.ودعا العبدالله رجال الأعمال والمستثمرين الدوليين الى الاستفادة من الامتيازات القانونية التي اعتمدتها السلطات الكويتية لتسهيل المشاريع الاستثمارية في مختلف القطاعات والمجالات كالنقل والتعليم والسكن والصحة، إضافة إلى السياحة والطيران والاتصالات والإعلام والبيئة والطاقة المتجددة وغيرها.واكد ان عقد هذا المؤتمر في لندن يعتبر لبنة جديدة في صرح العلاقات القوية التي تربط دولة الكويت مع بريطانيا، مضيفا ان زيارة الدولة التاريخية التي قام بها سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح الى المملكة ساهمت في تعزيز هذه العلاقة التاريخية بين البلدين الصديقين.النمشبدوره، أكد رئيس هيئة مكافحة الفساد المستشار عبدالرحمن النمش ان الاقتصاد مرتبط بتنوع فرص وخيارات الاستثمار وكلاهما يلزمه وجود بيئة مناسبة يتوافر فيها الاستقرار السياسي والأمني ووجود منظومة مؤسسية وتشريعية تؤمن الحماية والرعاية لمصالح المستثمرين والدولة على حد سواء.وقال النمش ان أحد أهم وأبرز أهداف إنشاء الهيئة العامة لمكافحة الفساد هو المساعدة بشكل فاعل في تهيئة البيئة الاستثمارية والاقتصادية والإدارية المناسبة لجذب وإنماء واستقطاب رؤوس الأموال من خلال الفرص الاستثمارية المتاحة.واضاف ان للهيئة دورا في الوقاية من أسباب الفساد التي قد تسبب إعاقة لمسيرة التنمية الاقتصادية والاستثمارية اضافة الى دورها في العمل على تجفيف منابع الفساد في كافة مؤسسات وأجهزة الدولة.وذكر ان «سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح ادرك بحكمته المعهودة ضرورة دعم الاقتصاد وتوفير الفرص الاستثمارية فكانت مبادرته بتحويل الكويت إلى مركز مالي عالمي».وقال النمش ان «سمو امير البلاد بين الإطار العام لتحقيق هذه المبادرة فكان من أهم ما عزز به سموه هذه المبادرة إنشاء الهيئة العامة لمكافحة الفساد».وأوضح ان «الهيئة» تسعى من خلال أهدافها واختصاصاتها إلى طمأنة المستثمرين على رؤوس أموالهم والتأكيد على مراقبة كافة المعاملات المالية والاقتصادية التي تكون الدولة طرفا فيها بما يضمن الوقاية من جميع مظاهر الفساد.وذكر «اننا اليوم اذ نقدم لكم كل المحفزات لضخ استثماراتكم في السوق الكويتية، يهمنا أن نؤكد لكم على أن دولة الكويت تمتاز برسوخ مؤسساتها بشكل عام والرقابية منها بشكل خاص فالقضاء الكويتي العريق يمثل الضمانة للجميع».وأكد في هذا الصدد أن الأحكام القضائية في الكويت تنفذ على الجميع وبشكل مجرد دون تفرقة، كما أن ديوان المحاسبة يلعب دورا رائدا في رقابة تصرفات مؤسسات الدولة والتأكد من سلامة إجراءاتها المالية والمحاسبية، مبينا ان الهيئة لها دور فاعل في تطبيق مبادئ النزاهة والشفافية في كافة العقود التي تبرمها الدولة.وأشار النمش الى ان الهيئة تعتزم تخصيص مكتب لتلقي بلاغات وشكاوى المستثمرين لتوفير الوقاية والحماية والطمأنينة لدى كل من يرغب في الاستثمار بدولة الكويت.وذكر ان الهيئة تعمل بأقصى طاقة على استكمال المتطلبات التشريعية لعملها من خلال إدخال التعديلات اللازمة على قانون إنشائها وقانون الجزاء فضلا عن حث الحكومة على سرعة إنجاز مشروعي قانوني الحق في الاطلاع على المعلومات العامة ومنع تضارب المصالح.وأكد ان هذه التشريعات بلا شك ستزيد من الوقاية من الفساد وتقلل أسباب ظهوره، ما يرسخ للبيئة الجاذبة والمشجعة للاستثمار.وقال النمش «لا شك في ان تقديم رؤساء سلطات الدولة الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية لإقرارات الذمة المالية الخاصة بهم يمثل حدثا فرديا على المستوى الإقليمي، ويؤكد هذا الحدث على جدية تعامل سلطات الدولة مع كافة جهود الوقاية من مظاهر الفساد وإزالة أسبابه، مشيرا الى ان هذه الخطوة تبعث برسالة للمستثمرين الكويتيين والأجانب بالطمأنينة.الدويسانمن جهته، أوضح سفير دولة الكويت لدى المملكة المتحدة خالد الدويسان ان الحكومة الكويتية لديها خطة طموحة لجذب الاستثمارات الخارجية الأجنبية وتقديم التسهيلات اللازمة للمستثمرين.وبين الدويسان خلال حفل العشاء الذي أقامه الليلة قبل الماضية على شرف الوفد الكويتي المشارك في اعمال مؤتمر (التوعية الاستثمارية بالكويت 2015).وأكد اهمية زيادة نطاق التعاون الاقتصادي والتجاري بين دولة الكويت والمملكة المتحدة والحاجة لزيادة فرص الاستثمار بين البلدين.وقال ان«الاستثمارات في مشاريع البنية التحتية ستدعم النمو غير النفطي في المدى المتوسط والحكومة الكويتية تدرك التحديات في تنويع الاقتصاد والحاجة إلى تحسين مؤشرات الأعمال التجارية والحوكمة».وقال ان الحكومة ترى ان تنشيط الاستثمار الأجنبي المباشر يعتبر هدفا أساسيا واستراتيجيا حيث تتمثل حاجة دولة الكويت الى الاستثمار الأجنبي المباشر ومساهمته في تقديم قيمة مضافة للاقتصاد المحلي.وأشار الى ان الجهود التي بذلت حديثا تشمل وضع اللمسات الأخيرة على تشريعات الاستثمار الخارجي والمشاريع الصغيرة والمتوسطة وتبسيط إجراءات التسجيل والترخيص للمستثمرين.ولفت الى ان الحكومة تعتزم طرح مشاريع تنموية بالشراكة مع القطاع الخاص مثل مشروع محطات المترو التي تبلغ تكلفتها ما يقارب 20 مليار دولار ويصل عددها الى 61 محطة موزعة على 3 خطوط تغطي جميع مناطق ومحافظات الكويت.واضاف ان مشروع ربط دولة الكويت بدول مجلس التعاون الخليجي عبر سكك الحديد من المشاريع المهمة التي ستبلغ قيمتها ما يقارب 8 مليارات دولار.وقال ان الكويت تعتزم بناء مبنى جديد في مطار الكويت وهناك مشاريع لتوليد الطاقة وتوسيع شبكة الصرف الصحي.وأضاف ان المشاريع المقبلة تشمل ايضا تطوير مساكن منخفضة التكلفة وبناء ميناء جديد للحاويات في جزيرة بوبيان ومدينة الحرير الى جانب تطوير السياحة في جزيرة فيلكا.وبين الدويسان ان البنك الدولي صنف دولة الكويت في المرتبة 86 من مجموع 189 من حيث سهولة ممارسة الاعمال وفي المرتبة 131 لانفاذ العقود، في حين ان مؤشر الشفافية الدولية لعام 2014 للفساد وضع الكويت في المرتبة 67 من بين 175 دولة.من جانبها، قالت الشيخة انتصار سالم العلي الصباح على هامش حفل العشاء انها قدمت مشاركة بسيطة عبارة عن تسجيل وعرض لتاريخ الكويت لمدة خمس دقائق أظهر المصاعب التي واجهت الشعب الكويتي على مدى التاريخ وكيف تغلبوا عليها.وأضافت الشيخة انتصار انها هدفت من خلال التسجيل التلفزيوني الذي شاهده الحضور الى إظهار إيجابية وقدرة الشعب الكويتي على تخطي الصعاب وانه قادر على النهوض ومواصلة العمل بعد كل كبوة تواجهه.

التأشيرات الإلكترونية إلى بريطانيا تنطلق تجريبياً هذا الشهر

أعلن السفير البريطاني لدى دولة الكويت ماثيو لودج استعداد السفارة لبدء المرحلة التجريبية لتطبيق النظام الإلكتروني الذي يسهل للمواطنين الكويتيين الحصول على تأشيرات بريطانيا قبل نهاية نوفمبر الجاري.وأكد لودج في تصريح لـ«كونا»ان السفارة البريطانية ستبدأ بالتعاون مع وزارة الخارجية الكويتية والجهات الاخرى في اختيار عينة لا تتجاوز ألفي مواطن كويتي ممن يعتزمون السفر لبريطانيا خلال ديسمبر ويناير المقبلين بهدف تمكينهم من تقديم طلبات التأشيرة الكترونيا قبل نهاية نوفمبر الجاري. واوضح ان الذين يتم اختيارهم سيمنح لهم كودا خاصا يسمح لهم بتقديم طلب الحصول على التأشيرة البريطانية بالنظام الالكتروني الجديد، مضيفا ان العملية التي تستمر شهرين تهدف الى تجريب النظام والتأكد من جهوزيته التامة قبل تعميم استخدامه على جميع المواطنين الكويتيين في حدود شهر فبراير المقبل. من ناحية أخرى، أكد لودج وقوف الحكومة البريطانية بجانب الكويت لتحقيق خطتها التنموية التي ستسمح لها بتطوير اقتصادها وتنويع مصادر دخلها باشراك مختلف القطاعات ودون الاعتماد على قطاع النفط بشكل حصري. واعتبر لودج خطة الكويت بأنها«طموحة وقوية» وتعتمد على رؤية متكاملة تأخذ بعين الاعتبار كل الجوانب الضرورية كالتشريعات والطاقات الفنية والبشرية، مضيفا ان الحكومة البريطانية تعمل على تشجيع رجال الاعمال البريطانيين للاستفادة من هذه الامتيازات.