أشاد وزير الصحة الدكتور علي العبيدي بما حققته الوزارة في مجال صحة القلب من خلال المراكز المتخصصة والمنتشرة في البلاد، «حيث ساهمت في تحقيق إنجاز كبير في مجال التدخل الفوري لأمراض القلب انعكس خفضا في معدلات الوفيات جراء هذه النوعية من الامراض» مشيدا بالجهود التي بذلت في هذا الصدد سواء من وزراء سابقين أو من كافة المسؤولين أو العاملين الحاليين في الوزارة.واستعرض العبيدي، في تصريح صحافي على هامش افتتاحه مركز هشام حمد الصقر لامراض القلب أمس، آخر المستجدات على صعيد افتتاح مكتب خاص بالأمراض المزمنة غير المعدية، من خلال مخاطبة ديوان الخدمة المدنية وفي انتظار الرد لاستكمال جميع جوانبه.وثمن الوزير التعاون المثمر بين المجتمع المدني ووزارة الصحة، مؤكدا ان هذا التعاون ليس وليد اللحظة فأهالي الكويت من اصحاب الأيادي البيضاء جبلوا على فعل الخير دائما، لافتا الى ان «التبرع الكريم من خالد عبدالله حمد الصقر والذي بلغت قيمته 5 ملايين دينار يجسد قيم التكافل والتعاون بين المجتمع الكويتي، ويؤكد روح المواطنة الإيجابية التي جبل عليها اهل الكويت، فخالص التقدير والامتنان للمتبرع الكريم».وأوضح الوزير في كلمته التي ألقاها بهذه المناسبة «ان مركز هشام حمد الصقر تبلغ مساحته 5 آلاف متر مربع وبمساحة بناء اجمالية بلغت 16 ألف متر مربع وتنفيذه بدءا من يناير 2014، ويضم أقسام العيادات الخارجية واعادة التأهيل والمختبرات والفحوصات والابحاث موزعة على 4 طوابق».ولفت الى ان «عدد العيادات الخارجية بالمركز 16 عيادة تحتوى كلا منها على غرفتين للفحص ومكتب للاستشارات ويضم قسم التأهيل صالات للرياضة والمسبح ومضمار المشي كما يتضمن المبني غرفا لتخطيط القلب والتخطيط لمدة 24 ساعة ومختبرا لسحب وفحص الدم وغرفا للمجهود وللملاحظة وقاعة للمحاضرات وصيدلية وغرفا للطوارئ بالاضافة الى غرف المعالجة الكهربائية والرياضية وتوعية وتثقيف المراجعين وقسم للابحاث يضم مختبرا للقسطرة وغرفا للفحص وللمحاكاة والتصوير النوعي ما يعد بذلك مركزا متميزا من حيث التصميم والتنفيذ ومراعاة احتياجات المرضى بالخصوصية والراحة والهدوء».وأضاف «ان تصميم المركز حاز على جوائز للتميز في مجال التصميم المعماري للمستشفيات» لافتا الى ان «المركز الجديد يعتبر اضافة جديدة ونقلة نوعية برعاية امراض القلب بوزارة الصحة بدولة الكويت والتي تقدم من خلال العديد من المراكز التخصصية المتميزة التي تحمل اسماء اصحاب الايادي البيضاء من أهل الكويت الاوفياء، وفي مقدمة تلك المراكز مركز صباح الاحمد للقلب ومركز الدبوس واقسام ووحدات القلب بمستشفى الامراض الصدرية وبالمستشفيات العامة والتي يعمل بها نخبة متميزة من الاطباء وافراد الهيئة التمريضية والفنيين والاداريين».وأشار العبيدي الى «إجراء 2014 نحو 4200 قسطرة قلب تشخصية وعلاجية في مركز صباح الاحمد للقلب، و335 عملية قسطرة قلب فورية بالاضافة الى العديد من الاجراءات والعمليات الجراحية الاخرى لعلاج حالات القلب، ونحو 7693 قسطرة قلبية في مستشفى الامراض الصدرية الى جانب اجراء 972 عملية لجراحة القلب واجراء نحو 2000 قسطرة تشخصية في مركز الدبوس بمنطقة الاحمدي الصحية ونحو 1200 قسطرة تداخلية، وبالمراكز السابقة أكثر من 200 عملية جراحة قلب مفتوح» مؤكدا ان التدخل السريع لانقاذ الحالات اثمر خفض معدلات الوفيات بسبب الازمات القلبية وهو ما يعد انجازا طبيا تعتز به الوزارة.واردف «ان التبرع الكريم بإنشاء مركز هشام حمد الصقر للقلب بمستشفى الامراض الصدرية يتكامل مع خطة واستراتيجية الوزارة لتطوير منظمومة الطوارئ الطبية والانقاذ العاجل والتدخل السريع لانقاذ حالات الازمات القلبية وتقديم العلاج اللازم وتأهيلها حسب أحدث المواصفات والمعايير العالمية، وبما يتفق مع ما تمثله امراض القلب من تحدٍ رئيسي أمام النظام الصحي بدولة الكويت كأحد الامراض المزمنة غير المعدية الرئيسة المرتبطة ارتباطا وثيقا بعوامل الخطورة التي يمكن تجنبها والوقاية منها.ونوه الوزير بأن الوزارة ادرجت الوقاية والتصدي لعوامل الخطورة وللامراض المزمنة غير المعدية ضمن برنامج عمل الحكومة والخطة الانمائية للدولة كأولوية تنموية رئيسية تلتزم بالتصدي لها ضمن الاهداف والغايات العالمية للتنمية المستدامة خلال الفترة من 2015 الى 2030. وأضاف «ان مؤشرات عوامل الخطورة بأمراض القلــــب وفــــــي مقدمـــــتها التدخين والتعرض للتبغ التي أظهرها المسح الصحي العالمي بدولة الكويت عام 2013 والمسوحات الصحية الاخرى للشباب ولطلبة المدارس تدعو للقلق وتضعنا جميعا امام مسؤلياتنا لحماية حياة وصحة الاجيال القادمة».واردف «ان ما يدعو للقلق ايضا مؤشرات ومعدلات الخمول البدني والتغذية غير الصحية ذات المحتوى المنخفض من الفواكه والخضراوات والتي تعد أيضا عوامل خطورة للاصابة بأمراض القلب والوفيات المبكرة الناتجة عنها.من جانبه، قال رئيس العيادات الخارجية في مركز هشام الصقر لأمراض القلب الدكتور صلاح الغول ان الدور الارضي من المركز مخصص لاجراء الفحوصات والاشعة والتخطيط للقلب والدم، كما ان الدور الاول فيه 8 عيادات للقلب وغرف للاطباء والفحص للمرضى، بالاضافة الى تأهيل المرضى بعد اجراء العمليات الجراحية او الجلطات، مبينا وجود 8 عيادات بالدور الثاني ايضا لعلاج وتأهيل المرضى، فضلا عن وجود أقسام اخرى وحمام سباحة بالدور الثالث، حيث تبلغ تكلفة المشروع 5 ملايين دينار تم دفعها من قبل المتبرع.وقال الغول انه تم نقل العيادات الخارجية من مستشفى الامراض الصدرية الى مركز هشام الصقر قبل اسبوعين تقريبا، حيث تم استغلال ايام عطلة رأس السنة الهجرية، موضحا ان المبنى القديم بالصدري تم انشاؤه في عهد الوزير عبدالرحمن العوضي، وكان يستقبل انذاك 35 ألف مريض بالقلب، مشيرا الى ان العيادات الخارجية الحالية تستقبل مايقرب 217 ألف مريض بالقلب خلال فترات متفاوتة بالسنة، وذلك في الصدري فقط، مضيفا ان هناك مرضى اخرين يراجعون مراكز في مستشفيات الاميري والجهراء والعدان، مؤكدا ان مركز الصقر يعد نقلة نوعية في مستوى الخدمات الصحية بالكويت.وقال المتبرع خالد الصقر، نطمح أن يتم إدارة قسم الأبحاث في مركز هشام الصقر من قبل مؤسسة الكويت للتقدم العلمي من خلال أحد أذرعها وهو مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع وبموافقة وزير الصحة الدكتور علي العبيدي.وقال الصقر إن المساهمة ببناء المركز تعد من صفات أهل الكويت الذين جبلوا منذ القدم على العطاء، متقدما بالشكر لكل من ساهم في إنجاز المشروع، مثمنا دور وزارة الصحة ودور وزير الصحة الأسبق الدكتور هلال الساير.من جانبه، قال عضو مجلس الامة السابق محمد الصقر ان المركز يأتي بتبرع كريم من ابن الكويت خالد عبدالله الصقر الى موطنه، لافتا الى ان الكويت من افضل الدول في مجال الرعاية الصحية، مؤكدا ان مثل هذه المشاريع الحيوية تخدم الوطن والمواطن والمقيم، متمنيا التوفيق لوزارة الصحة في ادارتها. يذكر ان تصميم المركز حاز على المركز الثاني في مسابقة عالمية خاصة بتصميم المستشفيات نظمت في سنغافورة.