استقبل بائعو سوق الخيام موسم التخييم بمشاعر متباينة يغلب عليها الإحباط نظراً للإقبال الضعيف من الزبائن، غير فاقدين الأمل في تزايد الشراة خلال الفترة المقبلة مع دخول الموسم حيز التنفيذ إثر تحديد البلدية لآلية تنظيم التخييم وتحديدها المواقع المناسبة له في انتظار استخراج التراخيص.وشكا الباعة ومعظمهم من الجنسية الباكستانية قلة المبيعات التي لا تغطي الإيجارات ورواتب العمال، مرجعين ذلك إلى ضوابط التخييم الجديدة وعدم وجود سيولة مالية لدى الزبائن إلى جانب عدم سقوط أمطار تضفي على ارتياد البر رونقاً وتمنحه طابعاً ترفيهياً ممتعاً بامتياز.«الراي» شاركت الباعة همومهم، وبحثت في ما يعتريهم من توجس، عبر ارتياد سوق الخيام الذي يمثل مدخلاً واسعاً من مداخل ارتياد البر، فلاحظت ندرة الزبائن ما يعكس حالة العزوف الجزئي عن التجهيز لبدء التخييم، في صورة ربما تمثل فراراً من موسم البر -على الأقل في الأيام الحالية- ليصبح سوق الخيام «مدخل البر الذي يعاني من الفر».ورغم ما ذكره بعض المتابعين لأنشطة موسم التخييم من أن ضعف الإقبال على سوق الخيام قد يعود إلى تنظيم تلك العملية عبر تحديد أماكن بعينها للتخييم ما قلل عدد المرتادين علاوة على امتلاك الكثير من المخيمين لخيام من العام الماضي، سارع الباعة إلى القاء اللوم على الضوابط الجديدة للتخييم، وإن كان بعضهم قد أشار إلى عدم ملاءمة الوقت للحكم على تزايد الإقبال من عدمه لا سيما أن موسم التخييم في مرحلة التسخين الآن و«المباراة لم تبدأ بعد»، غير أن آخرين كان لهم رأي مغاير يظهر من خلال العرض التالي:بدت على ملامح البائع مبارك الإحباط والحسرة من ندرة الزبائن وكثرة الالتزامات، قبل أن يبادر إلى إبداء ما في نفسه لـ«الراي» بالقول: «الإقبال قليل جدا لعدة أسباب أهمها اشتراطات التخييم»، مضيفا أن «أسعار الخيام لم ترتفع بطريقة مصطنعة بل يعود إلى بلد المنشأ وأيضا حسب نوع الخيام ومقاسها، ومعظم الأسعار تتراوح بين 250 و500 دينار».والتقط البائع أرشد أكرم طرف الحوار مشيرا إلى أن «أسعار الخيام مناسبة ولا تظلم البائع ولا المشتري، وارتفاع الاسعار نتيجة ارتفاع عالمي في الأسواق العالمية ونتيجة ارتفاع سعر المواد التي تدخل في صناعة الخيام من قماش ومعادن وحديد».وأفاد بأن «الشباب يقبلون على شراء خيام الشراع لعمل ديوانيات وجلسات عربية بحيث تكون مفتوحة من الجهة الأمامية بالكامل أما النساء فيقبلن على خيام الصباح التي تمتاز بجودتها وسمكها ويفضلن المقاسات المتوسطة واللون الأصفر من الداخل»، لافتا إلى أن «أنواع الخيام جميعها من باكستان باستثناء خيام الصباح التي يتم تفصيلها في الكويت ولها زبائن من دول الخليج، فكل يوم يتم تصدير كميات كبيرة لدول الخليج التي يفضل أبناؤها ارتياد سوق الخيام الكويتي».من جانبه يؤكد بائع الخيام محمد شنو ان «خيام الصباح المحلية الصنع تبقى الاكثر طلبا من الزبائن خاصة انها تمتاز بالمتانة والقوة والصمود امام الاتربة والامطار، بينما تنافسها الخيم الباكستانية الصنع التي تأتي في 3 درجات بحسب الخام المستخدم».ولفت شنو الى ان «سوق الخيام ينشط في موسم البر في شهر نوفمبر وديسمبر من كل عام علاوة على نشاطه الجزئي قبل رمضان او في وجود انتخابات برلمانية ونيابية»، مبينا أن «زبائن السوق ليسوا من الكويت فقط وانما هناك زبائن من السعودية والبحرين وقطر».وأوضح ان «السوق ما زال في مرحلة التسخين ويبدأ التدافع من الزبائن بعد الحصول على التراخيص من قبل البلدية اي مع بداية شهر نوفمبر ويستمر الاقبال الى نهاية شهر ديسمبر ثم يعود السوق للركود مرة أخرى».اما البائع محمد شفيق فقد اكد «حرص عدد كبير من الشركات التي تقوم بتصنيع واستيراد الخيام على عمل معارض للخيم على شكل مخيمات لابراز الجوانب الجمالية امام الزبائن حتى يكون الزبون على علم بشكل وتفاصيل الخيمة قبل الشراء حتى يمكنه تخيل منظر مخيمه واشكال الخيام التي يحتويها علاوة على الاضافات التي يرغب بوضعها في الخيام كالوسائد والكنفات والطربال وغيرها».وذكر شفيق ان «معظم الزبائن يكون لديهم خيام من الاعوام الماضية بعضها صالح للاستخدام والاخر لا يصلح فيقوم بالاستعاضة عنه بخيم جديدة من السوق بينما هناك زبائن اخرى تفضل شراء خيام المخيم بالكامل جديدة خاصة اذا كان المخيم لمجموعة مشتركة من الاصدقاء حيث لا يمثل تكلفة عالية اذا ما تم توزيع التكلفة الاجمالية عليهم جميعا».اما بائع الخيام احمد السوداني فقد اوضح ان «الزبائن ليسوا فقط من الرجال بل ان هناك نساء تأتي لشراء الخيام، ليس هذا فحسب فهي تفاصل في السعر اكثر من الرجال»، لافتا الى ان «حركة البيع والشراء في السوق مع بداية قدوم الزبائن تبين انه افضل من العام السابق الذي شهد اول اجراء رسمي من البلدية تجاه منح تراخيص للمخيمات الامر الذي اثر على حركة السوق وقتها، وان كنا نطمح الى ان يعود السوق الى الاعوام الماضية من حيث كثرة الزبائن».واشار السوداني الى ان «الخيام الباكستانية تأتي جاهزة ولا تحتاج سوى الى التركيب، لكن بعض الزبائن تطلب اضافة اشياء عليها فتتم الاستعانة بالخياط لاضافتها اما خيام الصباح فهي تفصال لكنها تبقى المفضلة لكافة الزبائن لقوتها وجودتها العالية وارتباطها بالتراث».بدوره، أكد البائع ابوليد ان «الزبون لا يأتي إلا نادرا، لكن بمجرد ان تبدأ البلدية في منح التراخيص بالاماكن والمساحات التي يرغب بها مرتادو البر فإنهم يقررون عدد الخيام التي يتم شراؤها، وكما هو معتاد من الزبائن لا تأتي السوق إلا بعد نزول المعاشات والرواتب الذي يأتي بالتزامن مع بداية نوفمبر وهو الموعد السنوي لانطلاق البر».ولفت الى أن «سوق الخيام في الكويت يتميز بشهرته بين دول الجوار فكان الزبائن يحضرون من السعودية لشراء لخيام من هنا في الاعوام الماضية لكن شيئا فشيئا بدأت الزبائن القادمة من الخارج في الندرة لا سيما بعد التشديد الامني الحادث في كافة الدول الان على الحدود والمنافذ كما ساهم في اضعاف السوق ما قامت به البلدية باشتراط الترخيص قبل التخييم الامر الذي ادى إلى عزوف عدد كبير من الشباب عن التخييم والاكتفاء بالعزومة من بعض الاصدقاء».وأوضح ابوليد أن «اسعار الخيام تراجعت الى حد ما عن اسعارها العام الماضي فالخيمة مقاس 5 ×8 متر بـ160 دينارا بينما كانت العام الماضي بـ175 دينارا أما مقاس 4×6 متر فهي بـ140 ديناراً بعد أن كانت العام الماضي بـ160».من جهته، لفت بائع الخيام مبارك إلى أن «عدم سقوط أمطار تضفي على ارتياد البر رونقا وتمنحه طابعا ترفيهيا ممتعا بامتياز وراء ندرة الزبائن في الوقت الحالي ولكن ربما بعد سقوط الامطار في الأيام المقبلة ترتفع أعداد الزبائن ويمتلئ السوق بالمشترين»، مشيرا إلى أن «حركة السوق ما زالت في بدايتها ولا يمكن الحكم على قوة السوق من عدمه إلا بوجود موسم البر فعليا خاصة مع نزول الرواتب».وعن الأسعار، قال: «إن اسعار الخيام مقاس 4×4 امتار (عمود) الباكستاني الدرجة الاولى بـ90 دينارا، مقابل 60 للدرجة الثانية، و160 للخيمة 4×6 أمتار، أما مقاس 6×12 فهي بـ350 دينارا، ومقاس 5×10 بـ260، ومقاس 5×9 بـ240، ومقاس 5×8 امتار بـ225».وبين صانع الخيام كليم احمد ان «صناعة الخيام شهدت تطورا ملموسا في السنوات الاخيرة وهناك خامات واقمشة مختلفة دخلت في باب المنافسة واصبحت القاعات اقرب منافس لسوق الخيام التقليدية»، قائلا: «إن القاعات تتميز عن الخيام بالمساحات الكبيرة بحسب الطلب، فأكبر خيمة في السوق تعتبر من مقاس 8 ×18 وسعرها 600 دينار، وهي خيمة الضيافة التي تضم الكنفات وأدوات التسلية والترفيه وان كان البعض يستعيض عنها بالخيام مقاس 6×12 نظرا لأن تكلفة الاولى مرتفعة جدا وبنفس التكلفة تقريبا يمكن شراء خيمتين من الاخيرة».ولفت الى أن «سوق الخيام يحتوي على كل ما يرغب فيه الزبون من الابرة الى الصاروخ فهو يشتري الخيام ومن بعدها يمكنه شراء لوازم البر من سوق بسطات الجمعة بالجوار اما عن نقل وتركيب الخيام فهناك عمالة مهيأة لهذه العملية».

أسعار الخيام

المساحة السعر بالدينار4×4 م 60 - 904×6 م 1605×8 م 2255×10 م 2606×12 م 3508×18 م 600