فيما لم يحتج طلبة المدارس والموظفون إلى منبهات لإيقاظهم من أجل الدوام صباح أمس، استفاقت الكويت على حالة أقرب ما تكون إلى «الغرقة» فالرعود التي قصفت مع فجر أمس تكفلت بإيقاظ الجميع، أما الأمطار فقد سدت على الناس مسالكهم، وحوّلت الشوارع إلى مجاري أنهار، لم تخل من «قفشات» الظرفاء الذين أخرجوا قواربهم المطاطية ليبحروا في «شوارع الكويت»!وأمام الحالة الاستثنائية لصباح أمس الممطر، سارعت وزارة التربية وجامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب إلى تعليق الدراسة قبل خروج الطلبة من بيوتهم، تحسبا للمشكلات التي ستواجههم في الطرق أو عند وصولهم إلى مقاعد الدراسة، في وقت اتخذت وزارة الداخلية، متمثلة في قطاعي المرور والدفاع المدني، كل التدابير اللازمة لتسهيل حركة المرور ومساعدة المحتاجين على الطرق، وسط تحذيرات الأرصاد الجوية من استمرار حالة عدم الاستقرار وهطول الأمطار حتى مساء غد الجمعة.وأعلن وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور حمد العيسى ان الدراسة ستعطل اليوم أيضاً في جميع مدارس التعليم العام والخاص بعد ان تأكد لدى الوزارة من خلال اتصالاتها بالأرصاد الجوية ان هناك فرصة لهطول الأمطار وسوء الأحوال الجوية، بينما تعود الدراسة في الجامعة وهيئة التطبيقي.وبعيدا عن تصريحات مسؤولي «التربية» عن تعطيل الطلبة «لصعوبة وصولهم إلى المدارس» فقد طفحت المدارس بالماء وتحولت ساحاتها الداخلية إلى مستنقعات، تماما كما تحولت شوارع كثير من المناطق إلى أنهار، وفيما تولى رجال الدفاع المدني «نضح المياه من الشوارع» عبر ماكينات كهربائية، لتسهيل حركة المرور، كان مسؤولو المناطق التعليمية منهمكين بالبحث عن «شفاطات» لسحب المياه من الساحات الداخلية ومن أمام مداخلها.الوزير العيسى تابع الموقف مع وكلائه لحظة بلحظة وكلف قطاع المنشآت التربوية باتخاذ اللازم فوراً في عموم المناطق التعليمية موضحاً عبر «الراي» أنه «لا تأخير في قرار تعطيل الدراسة فأحوال الطقس كانت مفاجئة لنا والتقلبات الجوية أمر ليس بيدنا».وأضاف العيسى «حتى لو كنا نعلم قبل يوم أو يومين بالأمطار فالأرصاد الجوية ليست بالضرورة أن تكون صادقة 100 في المئة فهذه أمور بيد الله سبحانه ولا نستطيع إصدار قرار مثل هذا ما لم نكن متأكدين تماماً من سوء الطقس وصعوبة استمرار اليوم الدراسي مؤكداً أن الوضع مطمئن الآن في جميع المدارس وقد تم تكليف فرق الصيانة ومهندسي وزارة التربية في المناطق التعليمية كافة لرصد الصورة وإعداد تقارير شاملة عن الأضرار ومعالجتها».وأوضح العيسى أن فرق الصيانة مشكلة مسبقاً في المناطق التعليمية كافة وفق رؤية قطاع المنشآت التربوية وذلك تحسباً للظروف الطارئة وتقلبات الطقس إضافة إلى دورها المعتاد في إجراء الصيانات المستعجلة للمدارس ومعالجة الخرير في الفصول الدراسية والمختبرات، مؤكداً استعداد الوزارة التام لمواجهة أي طارئ عبر مجموعة إجراءات اتخذتها مسبقاً أهمها تشكيل فريق التدخل السريع في كل مدرسة للتعامل مع أي حدث استثنائي التعامل الأمثل والأنسب.بدوره كشف وكيل وزارة التربية الدكتور هيثم الاثري ان اتخاذ قرار بتعطيل الدراسة امس ليوم واحد فقط بسبب سوء الاحوال الجوية، لم يأت من فراغ بل تم التأكيد من ذلك في الاتصال والتنسيق مع مسؤولي المناطق التعليمية ومدى صعوبة وصول الطلبة الى مدارسهم.وقال الاثري في تصريح للصحافيين امس انه بعدما تأكدنا ان هناك صعوبة في وصول الطلبة لمدارسهم خاصة بمنطقتي الجهراء والاحمدي التعليميتين بسبب الاثار التي تركتها الامطار اتخذنا قرارا بمنح اجازة يوم واحد فقط للطلبة والادارات المدرسية مشيرا الى ان القرار شمل جميع المناطق التعليمية حتى لاتكون هناك ربكة في بعضها عن الاخر.واضاف الاثري انه تم الطلب من المناطق التعليمية اعداد تقارير عاجلة حول اثار الامطار التي سقطت على المدارس منوها الى اننا ننسق حاليا مع ادارة الارصاد الجوية لمعرفة سلامة الاجواء لليوم الخميس مشددا على ان مصلحة ابنائنا الطلبة وسلامتهم فوق كل اعتبار.من جانبها قالت الوكيلة المساعدة للتعليم العام فاطمة الكندري لـ«الراي» أن فرق الصيانة في عموم المناطق التعليمية تجول منذ الصباح الباكر لإجراء الصيانة المستعجلة للمدارس المتضررة جراء الأمطار وبينت أن إدارات الشؤون الهندسية في المناطق الست لديها الخبرة الكافية في التعامل مع تلك الحالات حيث سبق لها وأن تعاملت بشكل جيد مع أمطار عام 2013 التي فاقت أمطار أمس بكثير مؤكدة أن قرار تعطيل الدراسة شمل الطلبة والهيئات التعليمية والإدارية أيضاً.وكشفت الكندري عن تنسيق ثلاثي بين قطاع التعليم العام وقطاع المنشآت التربوية وإدارات المناطق التعليمية كافة للوقوف على حجم الخلل ومعالجة الموقف في كل مدرسة وإن كانت أكثر الأضرار متمثلة في تجمعات المياه في ساحات العلم وبعض الممرات وفي صالات التربية البدنية لافتة إلى رصد الفرق للمدارس التي بها خرير وسوف يتم التنسيق بين قطاع المنشآت والجهات المنفذة لها لإجراء اللازم.وذكرت أن الوزير العيسى وجه نحو العمل سريعا على معالجة المشكلات التي تسببت بها الاحوال الجوية والامطار التي هطلت على البلاد صباح أمس، مبينة أن الوزارة قررت تعطيل الدراسية في جميع المدارس الحكومية والخاصة يوم أمس والذي يشمل الطلبة والهيئات التعليمية والادارية وذلك لضمان سلامتهم في ظل الظروف الجوية المتقلبة، لافتة إلى أن القرار جاء بعد التواصل مع الجهات المختصة في الأرصاد الجوية.بدوره أعلن الوكيل المساعد للمنشآت التربوية والتخطيط الدكتور خالد الرشيد لـ«الراي» عن رصد الصورة الكاملة لما خلفته الأمطار في جميع المدارس وتم تكليف فرق الصيانة بتقارير مستعجلة لتحديد حجم الأضرار والإجراءات المتخذة في كل مدرسة.وقال الرشيد ان قرار تعطيل الدراسة وخلو المدارس من الطلبة والهيئات التعليمية والإدارية سوف يساعد فرق الصيانة في إنجاز أعمالها على اتم وجه وبسرعة كبيرة وقال «لن أعتمد على صور المدارس التي تردني ولكن سوف أعتمد على تقارير المهندسين المتضمنة إجراءاتهم في كل حالة وسوف تكون هناك محاسبة للمقصرين».وبين الرشيد أن أكثر المشكلات الموجودة حالياً في المدارس تجمع المياه في الساحات والممرات وهذا أمر بسيط سوف تقوم فرق الصيانة في معالجته مبيناً الاستعانة بالتناكر لشفط المياه المتجمعة بكميات كبيرة في بعض المدارس ولكن في كثير من الحالات فإن الشمس كافية لمعالجة الموقف وتنشيف بحيرات الماء الصغيرة المتجمعة هنا وهناك.وفي الجانب الميداني زود كثير من المعلمين ورؤساء الأقسام «الراي» بصور تبين حجم الأضرار في مدارسهم وقالوا إن «كميات الأمطار كانت كبيرة في بعض المناطق ولم نتوقع أن تغرق مدارسنا خاصة وأن حضور الطلبة كان ضئيلاً جداً واتخذت بعض المدارس الغارقة قراراً ذاتياً منها بتعطيل الدراسة لاستحالة استئناف الدوام في مثل هذه الظروف».كما شكر أولياء أمور عبر «الراي» وزارة التربية على «قرارها الحكيم بتعطيل الدراسة بعد ليلة امس المروعة التي جمعت بين الأمطار والعواصف وإن جاء القرار متأخراً فبعد توصيل أبنائنا وذهابنا إلى أعمالنا عدنا مرة أخرى لأخذهم في الشوارع المغلقة بسبب سيارات الأشغال التي تقوم بالصيانة».بدوره قال مدير ادارة الشؤون الهندسية في منطقة حولي التعليمية عماد الفيلكاوي أنه وبتعليمات من مدير عام المنطقة منصور الظفيري تم تشكيل فريق عمل والتواصل مع جميع الادارات المدرسية لمعرفة ما تحتاجه مدارسهم في ما يخص الاعطال الكهربائية وعملية تصريف المياه وغيرها، لافتا إلى أن جميع مهندسي الادارة قاموا بعمل جولات ميدانية على مختلف المدارس لمتابعة الاوضاع والتواصل مع الشركات العاملة في المدارس لضمان سرعة انجاز الاعمال.وأضاف أن المشاكل انحصرت في انقطاع التيار الكهربائي في عدد بسيط من المدارس بسبب الامطار والرطوبة العالية التي تسببت في عمل القواطع الاوتوماتيكية لفصل التيار الكهربائي، لافتا إلى أن عمال الشركات المسؤولة عن الصيانة قاموا بفتح «المزاريب» وتصريف المياه المتجمعة.أمنيا، لم تنفع تحذيرات إدارة الإعلام الأمني في وزارة الداخلية لقائدي المركبات بالحيطة والحذر اثناء استعمال الطريق بسبب زخات الامطار التي ضربت البلاد امس، لم تنفع في تقليص معدل، بلاغات الاستنجاد التي وردت الي غرفة عمليات وزارة الداخلية وبلغ عددها 816 بلاغا والتي كان معظمها طلب مساعدة او طلب اسناد او طلب رفع مركبات عالقة بسبب الامطار او اغلاق طرق وزحام مروري لا سيما في محافظتي العاصمة وحولي والجهراء.قطاعا المرور والدفاع المدني في وزارة الداخلية كان لهما نصيب الاسد في تلك البلاغات التي تم تحويلها لهم حيث تم توزيع ما يقارب من 34 دورية في مختلف انحاء البلاد عند نقاط تجمع الماء التي أدت لعرقلة السير وتحريك 7 ونشات مرورية، لانتشال مركبات تعطلت بسبب نقاط تجمع مائي في انحاء البلاد، وكذلك القيام بعمل تغيير مسار للطرق بسبب بعض التجمعات المائية التي اغلقت الطرق، اضافة لدور رجال الدفاع المدني في المساعدة الفورية في عمليات انتشال المركبات المعطلة بسبب المياه داخل التجمعات المائيه الثابتة.وقام كل من وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون المرور اللواء عبدالله المهنا، والوكيل المساعد لشؤون العمليات اللواء جمال الصايغ، بالاشراف على عمليات التحرك والانتشار لقطاعي المرور والدفاع المدني ميدانبا عبر توجيه العمليات المساندة والاشراف عليها.مصادر مرورية، انتقدت بشدة وزارة الاشغال واستعداداتها بالقول «للاسف الشديد اننا في وزارة الداخلية نتحمل اخطاء وزارات اخرى فبالرغم من اعلان مسؤولي وزارة الاشغال ولاكثر من مرة عن استعدادهم لموسم الشتاء والامطار، الا ان ما حدث بالامس مؤسف عندما تسبب سقوط الامطار لمدة ساعة واحدة فقط فجرا في حدوث تجمعات مائية في الطرق الرئيسية والفرعية في معظم أنحاء البلاد، عرقلت مسار المركبات وادت لتعطيل السير، وذلك بسبب عدم عمل المناهيل الارضية بالطرق بسبب انغلاقها بالاتربة والرمال، الامر الذي يدل على ان عمليات صيانة المناهيل بوزارة الاسغال لم تتم بصورة متكاملة وكان فيها نقص واهمال».وعلى سياق الطقس، قالت إدارة الأرصاد الجوية إن البلاد تأثرت فجر أمس بطقس غير مستقر بدأ منذ ظهر أول أمس على شكل تكاثر الغيوم ثم هبوب رياح جنوبية شرقية شديدة السرعة فجرا ثم زخات أمطار رعدية على مناطق متفرقة، متوقعة ان تستمر الأجواء غير المستقرة حتى ليل غد الجمعة.وتوقعت الأرصاد في بيانها ان تستمر حالة عدم الاستقرار مع وجدود فرصة لسقوط أمطار متفرقة تكون أحيانا رعدية مصحوبة برياح جنوبية شرقية معتدلة السرعة، تنشط على فترات تتراوح، حيث متوقع ان تتراوح سرعتها مابين 15 إلى 50 كيلومترا تكون أحيانا مثيرة للغبار.وقالت ان الطقس يوم غد سيكون غائما جزيئا مع وجود فرصة لسقوط أمطار رعدية على يبدأ الطقس في التحسن التدريجي السبت المقبل، حيث متوقع ان تقل كميات السحب وتبدأ الرياح في الهدوء وتتحول من شمالية شرقية إلى شرقية خفيفة إلى معتدلة السرعة 15 إلى 38.وتوقعت الأرصاد ان تشهد درجة الحرارة السبت المقبل انخفاضا ملحوظا، حيث متوقع ان تصل درجة الحرارة العظمي ما بين 20 إلى 23 درجة مئوية.وذكرت أن أعلى نسبة أمطار سجلتها محطات الرصد كانت في منطقة ميناء الشويخ 18 ملم بينما بلغت في مطار الكويت 13 ملم وسجلت مدينة الكويت 12 ملم.وتسبب سوء الأحوال الجولة في تحويل طائرتين إلى مطار الدمام بين الساعة الخامسة والسادسة صباحا قبل أن تعود حركة الطيران إلى وضعها الطبيعي في مطار الكويت.
أخيرة
ليل وبرق ورعد وريح ...واليوم عطلة دراسية
09:08 م