أحدث التدخل العسكري الروسي في سورية ارتباكاً دولياً، مع أنه لم يكن مفاجئاً بالنسبة إلى البعض، إذ إن موسكو وقفت منذ بداية الأزمة السورية إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد ودافعت عن أساليبه بقمع ثورة الشعب السوري في مجلس الأمن وغيره، وسعت إلى تفكيك المعارضة السورية، وأخذت بعضها بعكس التيار لتضعها في جانبٍ معارِض للائتلاف الوطني السوري وصولاً إلى نزولها على أرض المعركة وسط توقعات البعض بأن «قيصرها» لن يستطيع أن ينجح حيث فشل حلفاؤه الإيرانيون قبله. مع المعارض السوري فؤاد إيليا القيادي في حزب «الشعب الديموقراطي السوري» السياسي الناشط في مجال حقوق الإنسان والسياسي المخضرم، والذي يقيم حالياً في تركيا في مدينة غازي عينتاب وكان غادر مدينة حلب إلى خارج سورية في العام 2013 نتيجة الضغوط والملاحقات الأمنية تجري «الراي» قراءة في هذا التدخل الروسي وتبعاته محلياً وإقليمياً ودولياً.وفي رأي إيليا أن «التدخل الروسي في سورية ليس مفاجئاً، فقد وقفت روسيا مع النظام السوري القاتل لشعبه منذ أول فيتو استخدمته في مجلس الأمن، وكان من الطبيعي أن يكتمل هذا الموقف بالتدخل السافر بعدما ادركت عدم قدرة النظام على حسم الأمر عسكرياً، بالرغم من استعانته بإيران الملالي وميليشياتها في المنطقة».ويقول إيليا «إن النظام الروسي، الشمولي ضمناً والديموقراطي شكلاً، ورث تاريخاً مليئاً بالقمع منذ عهد القياصرة مروراً بحكم السوفيات ولا بد تالياً أن يقف إلى جانب الأنظمة الاستبدادية الشبيهة به، مبرراً سلوكه بشعارات لا تمت إلى الواقع غير مكترثٍ بإرادة الشعوب ورغباتها في الحرية والكرامة، ولم يكن دعمه لحركات التحرر في مرحلة السوفيات إلا من باب الدفاع عن نفسه وإيجاد الحلفاء له في مرحلة ما سمي بالحرب الباردة بينه وبين الولايات المتحدة. أي لم يكن من أجل حرية الشعوب، مما أسفر عن أنظمة شمولية استبدادية شبيهة به».ويضيف إيليا «خشي النظام الروسي من انهيار نظام الأسد - حليفه على مدى عقود - لأن ذلك سيؤدي إلى خسارته موطئ قدم على ساحل المتوسط المهمّ استراتيجياً، كما خشي أن تكر السبحة فيتهاوى حليفه الآخر - نظام الملالي - في إيران مما يفقده حلمه التاريخي بالوصول إلى المياه الدافئة، وهو الحلم الذي عشش في أذهان الحكام الروس منذ عهد القياصرة حتى الآن، وقد يؤدي ذلك إلى فشل النظرية الأوراسية التي يعتمد عليها بوتين وفريقه الحاكم في موقفهم السياسي. وقد تتحرك الشعوب في دول المنطقة الجنوبية الشرقية (تركمانستان - كازخستان - أذربيجان - الشيشان... الخ ) وتسعى للانعتاق من سيطرة روسيا الاتحادية مما يفضي الى تفككها كما تفكك الاتحاد السوفياتي سابقاً بعد سقوط جدار برلين، وبالتالي تتحول روسيا من دولة كبرى إلى دولة إقليمية وتنتهي مقولة الدولتين العظمييْن التي سادت خلال القرن الماضي».ويجد إيليا أن «هذا الدافع السياسي هو الذي حرّك بوتين للدفاع عن نظام الاسد المتهالك. فسقوط نظام الأسد سيكشف ضعف روسيا وقد يطيح بأحلام بوتين الذي يسعى إلى استعادة أمجاد وهمية لامبراطورية مترامية الأطراف، إضافة إلى عمق العلاقات بين نظامين مافيويين يعملان على نهب شعبيهما، وتَشابُه تفكير كلا الحاكمين باستخدامهما القوة المفرطة في القضاء على المعارضة».ويضيف: «التشابه واضح تماماً ويصل إلى حد التطابق بين سلوك بوتين في قمع الشيشان وتدميرها وبين سلوك بشار الذي يدمر بلاده في سبيل البقاء على سدة الحكم. وطبعاً لا يمكن ان نتجاهل المصالح الاقتصادية والرغبة في الحفاظ على مناطق النفوذ التي قد يخسرها في حال سقوط النظام السوري ورحيله. ويشكّل شعار محاربة الإرهاب المتمثل بـ(داعش) الذي يتلطى خلفه بوتين واجهة لجذب التأييد من الباحثين عن الأمان والاستقرار، كما أنه يفسح في المجال أمام الحاكم أن يتصرف بحرية دون أن يكشف كل النيات الأخرى التي تختبئ وراء هذا الشعار الذي من أجل رفع منسوبه، لا مانع من أخذ التأييد الديني له سواء من رأس الكنيسة الروسية المتحالفة مع النظام أو من غيره».ويتوقف إيليا عند زيارة الأسد المفاجئة إلى موسكو «والتي كانت في الحقيقة استدعاءً وليست زيارة بروتوكولية كما بدا من خلال وجوده وحيداً من دون أي أحد من أركان النظام خلافاً للاعراف البروتوكولية»، لافتاً الى «ان هذه الزيارة أثارت الكثير من التساؤلات. وقد يكون أهمّ ما لفت الانتباه هو توقيتها الذي جاء بعد خمسة عشر يوماً من القصف الجوي الروسي غير المجدي لفصائل المعارضة بحسب تصريح الجنرال الروسي بوريس داساييف قائد الحملة الجوية الروسية في سورية، إضافة إلى فشل إيران وميليشياتها بعد أربع سنوات من المعارك بحسم المعركة عسكرياً لمصلحة النظام، من دون إغفال انهيار جيش النظام وهروب الكثير من المجندين، وعدم التحاق الشباب بالخدمة الإلزامية مما يضعف إمكاناته البشرية».واعتبر إيليا أن «كل ذلك دفع بالروس إلى استدعاء الأسد على الشكل الذي تمّ ليوجهوا رسائلهم إلى العالم ويقولوا: نحن أصحاب اليد الطولى في سورية وليست إيران، وها هو بشار يقرّ بذلك من خلال كلمات الشكر للقيادة الروسية وليس لإيران التي قدمت العديد من القتلى على أرض سورية دفاعاً عن نظامه، وأن روسيا ما تزال دولة ذات شأن قادرة على فرض إرادتها على بعض الرؤساء كالأسد الذي بات وجوده عقدة أمام الحل السياسي وها هو الآن ورقة بيدنا وقد وضعناها في البازار السياسي الذي افتُتح في فيينا».وأضاف: «في ضوء ذلك علينا أن نترقب الأحداث خلال الأيام أو الأشهر المقبلة لتتوضح معالم الاتفاقات الدولية والإقليمية التي ستسفر عن المفاوضات الجارية بين الوزراء الأربعة (الولايات المتحدة - روسيا - تركيا - السعودية). هذه المفاوضات التي لاتزال في بدايتها والتي يبدو أن الفجوات فيها مازالت كبيرة، فهل ستتمكن الديبلوماسية من ردم هذه الفجوات أم أننا ذاهبون إلى مواجهات اكبر؟».وعن أن التدخل الروسي جاء بحجة الدفاع عن الأقليات في سورية، أكد أن «هذا لم يعد ينطلي على أحد، فهذه الحجة استعارها النظام الروسي من التاريخ، منذ أواخر القرن التاسع عشر حين هُمشت روسيا القيصرية من اللاعبين الدوليين حينها (فرنسا وبريطانيا) اللتين عملتا على تقاسم تركة الرجل المريض، فسارعت إلى الحصول على فرمان من السلطان العثماني يتيح لها حماية الأرثوذكس في فلسطين».مضيفاً: «قد يكون الرد على موقف بوتين ورئيس الكنيسة الروسية بما جاء في بيان مجلس الكنائس العالمي، وبيانات العديد من الجمعيات والمنظمات المسيحية أو الشخصيات المسيحية السورية التي دانت هذا الاعتداء السافر من الروس وسياسة القتل الممنهج الذي تمارسه الأسلحة الروسية الفتاكة على الشعب السوري استكمالاً لقتل النظام الممنهج لشعبه. هذه الاستعارات التاريخية لا يمكن أن تحقق نجاحاً، فالتاريخ لا يكرر نفسه، والحدث التاريخي وإن تَشابه شكلاً فهو مختلف مضموناً بحسب الزمان والمكان».وحول تبرير التدخل العسكري الروسي بالقضاء على «داعش»، أوضح إيليا أن «القصف الذي طال مناطق المعارضة المعتدلة والجيش الحر والمدنيين يعطي الدليل الواضح على أن الروس لم يأتوا بهدف محاربة الإرهاب الداعشي، وانما لتنفيذ برنامج آخر يحقق ضمان مصالحهم السياسية أو الاقتصادية، أو من أجل الحصول على مكاسب أخرى لا يعلنون عنها في حالة صراعهم مع الدول الأخرى. ويتضح ذلك بالتناقض في تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي أنكر وجود الجيش الحر في أول يوم من العدوان لكنه اضطر إلى الإعلان عن رغبته في الحوار مع الجيش الحر بعد ذلك والاعتراف بوجود معارضة مسلحة معتدلة لا مانع لديه من التحدث معها من أجل وضع حلّ للأزمة السورية على حد تعبيره».اما بالنسبة إلى المواقف الدولية والعربية من التدخل الروسي والتي تحتاج إلى قراءة متأنية بسبب تشابك المصالح الدولية والإقليمية وتباين وجهات النظر تجاه حل الأزمة السورية، فيشير إيليا إلى أن «الولايات المتحدة الأميركية التي تعتبر نفسها الآن القطب الوحيد في إدارة الصراعات الدولية والتحكم في سياسات العالم، تتبع استراتيجيتها التي اعتمدتها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 لتثبت للعالم أن الرأسمالية والنظم الحرة لا تزال قادرة على تجديد نفسها، وأن المقولة التي سادت في القرن الماضي، والتي تبنّتها حركات التحرر المتمثلة بما كان يسمى (سمة العصر) والتي تعني الانتقال من النظام الرأسمالي إلى النظام الاشتراكي قد سقطت بسقوط جدار برلين وتفكك المنظومة الاشتراكية بعده، وانتقال هذه الدول من النظم الشمولية إلى نظم تعتمد آليات ديموقراطية. ولا تزال هذه الاستراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة هي الأمثل، وهي تعتمد في تحقيقها على ما تملكه من مقومات القوة اقتصادياً وعسكرياً، وتحاول قدر الإمكان الابتعاد عن التدخل المباشر بقواتها العسكرية. وما حدث في التاريخ القريب من تدخل أميركي في فيتنام أو العراق هو استثناء وليس قاعدة».وعن موقف الاتحاد الأوروبي ممثّلاً خصوصاً بفرنسا وألمانيا الدولتين المؤثرتين فيه، يجد إيليا أن الاتحاد «غير قادر على تغيير هذه الاستراتيجية وهو يحاول بشكل ما أن يكيّف قراراته ومواقفه مع النظرة الأميركية للأحداث على الرغم من بعض التباينات التي تظهر هنا وهناك أثناء معالجة الأزمات الدولية».وحول موقف الدول العربية المؤثرة (السعودية، مصر، قطر، الإمارات العربية) يقول: «تنتظر هذه الدول التوافقات الدولية لتتخذ قراراتها في ضوء هذه التوافقات، محاوِلةً أن تذكّر دائماً بضرورة الحفاظ على أمنها وتحقيق أكبر قدر من الحماية لنفسها، وهذا ما يجعلنا نرى وبوضوح محاولات الانعطاف في سياساتها التي قد تصل إلى حد التناقض، مفسحة المجال للولايات المتحدة أن تلعب الدور الرئيس، ومذكّرة دائما بضرورة الانتباه إلى بقاء المصالح بينهما بهدف استمرار وجودها وعدم تعرضها لهزات سياسية قد تطيح بها».أما بخصوص موقفيْ تركيا وإيران فيقول إيليا «كل واحدة منهما تبني سياساتها على إيقاع تحالفاتها. فتركيا الطامحة إلى الانتقال لدور فاعل في المنطقة تتأثر بوجود روسيا في شمالها، كما تنظر إلى التحركات الكردية بعين الريبة لما تلحظه من رغبة بعض هذه الحركات باقتطاع جزء منها في الوقت الذي تعمل بآلية كبيرة على التنمية البشرية وتعزيز قدراتها الاقتصادية من جهة وقدراتها العسكرية من جهة أخرى لحماية وحدتها ونموها. لقد غيرت تركيا وجهة نظرها من التوجه نحو الشمال والدخول إلى الاتحاد الأوروبي الذي وضع العراقيل أمام دخولها إليه، وتوجهت نحو الجنوب الذي تُعتبر سورية بوابته، لكنها اصطدمت بإيران التي تلعب دوراً مهماً في كل من العراق وسورية. أما بالنسبة إلى إيران فهي تعاني أزمة اقتصادية خانقة بسبب العقوبات المفروضة عليها وهو ما انعكس على الحياة الاجتماعية فيها وصولاً إلى بروز الحراك المدني عام 2009 الذي قامت بقمعه بشدة تحت سمع وبصر المجتمع الدولي الذي لم يحرك ساكناً لحماية الانتفاضة المدنية التي لا تزال كامنة كالجمر تحت الرماد. وفي الوقت نفسه فإن طهران تخشى من تنامي القوة الاقتصادية والعسكرية للدولة الجارة المنافسة لها تركيا».ويضيف «هكذا تظهر اللوحة المعقدة في المجتمع الدولي، هذه اللوحة التي كشفتها الثورة السورية. وبانتصار الثورة قد تتغير الكثير من المعطيات على مستوى العالم. والخشية ألا تقف تأثيراتها على التحولات في سورية فقط إنما قد تطال دولاً أخرى أي الدول التي لا تزال تعيش حالات النظم الشمولية المحكومة بقانون القوة والاستبداد».ولكن هل تبدأ الحرب بين المسيحيين والمسلمين في المنطقة أو حرب دينية بين الشرق والغرب وسط التأجيج الديني الذي يتفاعل في المنطقة؟ لا يوافق إيليا على ذلك إذ يقول: «اللوحة التي تحدثنا عنها قبل قليل تظهر شكل التحالفات القائم على المصالح الاقتصادية والرؤى السياسية المتباينة في المجتمع الدولي. ولذلك فالقرن الواحد والعشرون بعيد جداً عن إمكان قيام حروب دينية بين مسلمين ومسيحيين، كما أن الصراعات المذهبية بين سنّة وشيعة ليست سوى صراعات سياسية وإن أُلبست لباساً مذهبياً أو طائفياً، فالحالة سياسية أكثر منها دينية أو مذهبية».وعن اعتبار البعض أن التدخل الروسي العسكري سيسرع من فرص التسوية في سورية، يجد أن «هذا التدخل يعقّد من ظروف التسوية، فقد أطاح بكل الأفكار التي كانت تطرح الحل السياسي للأزمة، وآخرها مبادرة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في سورية ستيفان دي ميستورا الذي بات يناشد العالم بضرورة أن يتفاهم الروس والأميركيون على الحل ومن ثم يدعوان الأطراف الأخرى لمناقشة هذا الحل. وهذا التصريح الذي أطلقه دي ميستورا يوضح تماماً تَعقُّد الأزمة السورية نتيجة التدخل العسكري الروسي»، موضحاً أن «هذا التدخل يسعى إلى فرض معارضة هي صنيعة روسيا كواقع جديد على الثورة، وهذه المعارضة رفضت رفضاً كبيراً من المتحكمين على الارض وفي أقل تقدير تلقى عدم قبول من الكثير من السوريين، مما يبقي التفتت قائماً في المجتمع السوري أو بين المكوّنات السياسية السورية حيث يرى الكثير من السوريين أن التسوية واستقرار الأوضاع لا يمكن أن يتم إلا برحيل هذا النظام الذي قتل أكثر من 300 ألف وهجّر أكثر من نصف سكان سورية».ويبدي إيليا اقتناعه بأن «الاحتلال الروسي لسورية لن يحقق نجاحاً مهما طال الزمن. وإفشاله يمكن أن يتم بتبني مشروع وطني جامع تحمله حاضنة شعبية واسعة ويتمسّك به السوريون جميعاً في اطار توحيد عمل القوى العسكرية والمدنية سوية، ويوضح تماماً رغبتهم بالحفاظ على بلدهم موحداً أرضاً وشعباً وأن الجميع متساوون أمام القانون حيث لا سلطة تعلو على سلطته».وقدّم إيليا سببين لتوقُّعه عدم نجاح الروس في سورية: «أولهما: في العلم العسكري هناك ما يؤكد أن قوة الطيران وحدها لا تربح حرباً فهي قوة نارية تمهّد للقوة البرية للإمساك بالأرض، وهذا ما لم يتحقق للروس بحسب تصريح الجنرال بوريس داساييف في لقائه مع صحيفة الإندبنت. وثانيها: الإصابات البليغة التي منيت بها الدبابات الروسية وجيش النظام وحلفاؤه من الميليشيات الإيرانية والعراقية و(حزب الله) في ريف حماه (دمر أكثر من خمسين دبابة) أو ريف حلب حيث تتهاوى الدبابات الروسية أمام صواريخ (التاو) التي باتت قوات المعارضة المسلحة تنشد لها الأناشيد».وإذ أشار إيليا إلى أن «عدد الشهداء السوريين المدنيين زاد بسبب القصف الروسي لمناطق متفرقة من سورية»، لاحظ ايضاً «ازدياد عدد الفارين طلباً للأمان ولجوء الكثيرين إما إلى دول الجوار أو إلى دول أوروبا التي باتت تشهد أزمة كبيرة في استيعاب هذا الكم الهائل من اللاجئين الباحثين عن الأمان»، لافتاً إلى أن «أحد دوافع روسيا في استمرار الحرب والتدخل في سورية هو الأكثار من عدد اللاجئين السوريين الفارين إلى أوروبا بحثاً عن الأمان ولقمة العيش مما يشكل ضغطاً على دولها فتسرّع بحل الأزمة السورية قبل أن تتفاقم أزمة اللاجئين في أوروبا أكثر فأكثر»، لافتاً إلى أن «لا أحد من السوريين يتوجه إلى روسيا أو دول المنظومة الاشتراكية سابقاً لإدراكهم عدم توافر الأمان فيها».