قال لي أحد المدمنين و هو على يقين بما يقوله إن الحكومة هي المسؤول الأول عن تعاطيهالمخدرات، و يعلل ذلك أنه لولا وجود المخدرات في البلد و سهولة الحصول عليها لما تعاطى الكثيرون المخدرات، فالمسؤولية الرئيسة عن تفشي ظاهرة المخدرات تقع على الحكومة،كما أن هناك مَنْ يقول إن الأسرة لها الدور الكبير في تعاطي المخدرات، و ذلك من خلال التربية، و هناك أيضا مَنْ يقول إن الإعلام الفاسد له دور في نشر الفساد ومنه المخدرات بطريقة ماكرة للمشاهد و خاصة المراهقين.و الكل يبرئ نفسه من المسؤولية و أولهم المتعاطي للمخدرات.و لإحقاق الحق يجبأن نبيّن دور كل مَنْ له مسؤولية تجاه هذه المشكلة التي نرى أن الدور الأبرز في المسؤولية فيها يقع على الأسرة لأنها القاعدة و الأرض الصلبة التي يقف عليها الأبناء،و كما قيل تزرع تحصد، فإن تربية الأبناء يجب أن تكون على أسس إيمانية و قيم و مبادئ و أخلاق يحكمها الشرع منبعثة من الوسطيةمن غير غلو، و المنطقية في التعامل و إعطاء الحرية المعقولة و ليست الرقابة أعني التجسس مع الالتزام بالعادات و القيم و الأصول و جعل المنهج الإيماني هو الذي يحدد المسار للأبناء و سلوكهم القويم وحتى اختيار الصاحبومن يكون هذا هو منهجه في الحياة فإنه بلا شك يكون على أرض خصبة و زرعها مثمر، فالأسرة لها الدور الأساسي لتربية الأبناء، و كما قال الرسول - صلى الله عليه و سلم -: «كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه»،فالقدوة تؤخذ من الأسرة سلبا أو إيجابا و كأن المدمن يقول:إنه ليس له دخل في تعاطيه و ليس المسؤول عن إدمانه،لكنني أقول له لا تهرب من الحقيقة لأنك انت المسؤول عما أنت فيه ولا تلق باللوم و الأسباب على الآخرين و إن كان للأسرة دور،لكن بعدما يدرك المدمن الحق من الباطل و يكلف شرعا و يميز الخير من الشر يصبح هو المسؤول أمام الله عز وجل عن كل تصرفاته و سلوكه،وكما قال الله تعالى: «كل نفس بما كسبت رهينة»، و قال تعالى: «يأيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم إنما تجزون ما كنتم تعملون» ( التحريم7).و الحقيقة إن حب المدمن للمخدرات و عدم الرغبة في تركه يجعلانه يلقي باللوم على كل من حوله،لأنه لا يجد مبررا ولا بديلا له مهما كانت العواقب و الخسائر، فالمهم الاستمرار على ماهو عليه،قال الله تعالى:«بل الإنسان على نفسه بصيرة» ( القيامة 14 ).أسال الله العلي القدير أن يهدي كل ضال و يرده رداً جميلاً.* ناشط في مجال التوعية بأضرار المخدرات
متفرقات - إسلاميات
مَنْ المسؤول ؟
08:03 ص