مخطئ من يظن أن الأزمة الرياضية الحالية سببها عجز في اللوائح أو مخالفة القوانين الرياضية أو اتصالات في اللجنة الأولمبية الدولية وغيرها، بل إن ما يحدث هو صراع قديم منذ أن تشكلت الأندية والاتحادات الرياضية في الكويت بين أبناء أسرة الحكم وأعضاء من أبناء التجار على تولي رئاسة الأندية والاتحادات بحثاً عن الشعبية التي توصل إلى مراكز أعلى وكراسي أهم.هم يتحالفون أحياناً وبتحالفهم يسقط ضحايا، ويتخاصمون أحياناً أخرى، ولهم أيضا ضحايا وغنائم من مناصب وكراسي ومناقصات وصفقات، وقد يخسر من يخونه الحظ كل شيء من الوظيفة وحتى الحرية الشخصية، لذلك اعتاد بعض الوصوليين ممارسة تغيير الولاءات من شيخ لآخر، ومن غني إلى أغنى منه، فنرى «فدواية» اليوم هم أعداء الأمس والعكس صحيح، أما مصادر القوة والنفوذ في المال الذي قد لا يكون نظيفاً في شراء الأصوات وتسجيلهم في الجمعيات العمومية للأندية الرياضية التي توصل إلى السيطرة على الاتحادات الرياضية، أما «الدانات» في السوق فهي المناصب القيادية في أندية العربي، القادسية،الكويت، السالمية، وكاظمة، والاتحاد الأهم والأقوى فهو اتحاد كرة القدم تليه ألعاب اليد الثلاث السلة، الطائرة، واليد.وللأسف ليس للنتائج والكؤوس والميداليات دور في تجديد الثقة في مجالس إدارات الأندية والاتحادات، بل بما يملكون من أصوات داخل الجمعيات العمومية فيها، ومن المضحك المبكي معاً أن شخصاً يتعرض هذه الأيام لهجوم شرس من جهات عديدة واتهامات قاسية كان له دور كبير في تشكيل مجالس إدارات ثلاثة أندية من الأندية الخمسة الكبرى بما له من سلطة ونفوذ على مجاميع كبيرة من أعضاء الجمعيات العمومية أوصلت هؤلاء الإداريين إلى أعلى وأهم المناصب في الدولة، ولكن الحالة في الرياضة مثل الحالة في السياسة لا يوجد صديق دائم ولا عدو دائم بل مصلحة دائمة.وقد يقول القارئ العزيز اذكر لنا أسماء... فا أرد لا داعي لذلك لأننا أهل الكويت أهل قرية كل يعرف «خيَه»، ومن حسن الصدف أن مصائب الرياضة عند الحكومة فوائد، فقد شغلت الناس عن أزمات أشد وأخطر على البلد منها السياسية والأمنية والاجتماعية فارتاحت من مشاكل كثيرة.