أحيت المساجد والحسينيات في الكويت صباح أمس ذكرى استشهاد الامام الحسين (ع) في يوم العاشر من محرم، حيث امتلأت الحسينيات وباحاتها الخارجية بالحشود الغفيرة، التي استمعت لتفاصيل واقعة الطف.ووسط إجراءات احترازية مشددة وانتشار أمني مكثف، وعلى وقع نداءات وهتافات «لبيك يا حسين»، استقبلت الحسينيات حشود المعزين المتشحين بالسواد حزناً على ابن بنت رسول الله (ص)، حيث استمعوا إلى أحاديث الخطباء عن ذكرى عاشوراء وما تحمله من فلسفة ومعان.ونقل نائب رئيس مجلس الوزراء وزيـر الداخليــة الشيـخ محمد الخالد تحيات صاحب السمو امير البلاد القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ صباح الأحمد لفريق العمل الميداني وثنائه السامي للقادة الميدانيين وللضباط ولضباط الصف والأفراد والمتطوعين والمتطوعات تحياته الشخصية.وأعرب الخالد عن شكره وتقديره للجهود الامنية وعطائهم المتميز في تأمين المساجد والحسينيات والمصلين لأداء الشعائر بأمن وسلامة معاهدين سمو أمير البلاد «ان نظل على العهد أوفياء مخلصين لله ثم للوطن والأمير».وأكد أن «رجال الأمن دائما وأبدا محل ثقة واعتزاز سموه، وهم العين الساهرة التي تحمي وتصون أمن البلد الغالي ومواطنيه الكرام في ظل الرعاية السامية لصاحب السمو امير البلاد وسمو ولي العهد الأمين الشيخ نواف الأحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك».واشار إلى ان «عملهم يحظى بتقدير وثناء إخوانهم المواطنين والمقيمين، وأن أهل الكويت يقدرون عطاءهم وتفانيهم بأداء الواجب ومتفهمون لطبيعة الإجراءات الأمنية والمرورية المتبعة وأن سلامة المواطنين والمقيمين أمانة لدى رجال الامن ونحن من نسهر على راحتهم وأمنهم».وبناء على توجيهات سامية من صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد، واصل الخالد يرافقــه وكيـــل وزارة الداخليــة الفريق سليمان الفهد والوكلاء المساعدون الميدانيون جولاتهم لتفقد العمليات الأمنية الميدانية والتواجد بين إخوانهم وابنائهم رجال الأمن وغيرهم من أجهزة الخدمات وفرق المتطوعين والمتطوعات، حيث أكد الخالد لأصحاب الحسينيات والمصلين والعاملين وعموم أجهزة الأمن الميدانية المنتشرة خارج ومحيط الحسينيات أن «أمن المساجد والحسينيات وروادها من مسؤوليتنا وأنه لن يسمح مطلقــاً لأي شخص أن يمس أمن الوطن والمواطن والمقيم»، مشيداً بـ «الموقف الوطني لأصحاب الحسينيات وروادها وتعاونهم والتزامهم بالتعليمات والإرشادات الأمنية التي أدرك الجميع أهميتها في تفويت الفرصة ضد كل من تسول له نفسه بالمساس في مرتادي الحسينيات».وحرص الخالد خلال الجولة مساء أول من أمس على تبادل الحوار والاستماع إلى آراء ومقترحات المواطنين والمقيمين من رواد الحسينيات وتوجيه تعليماته مباشرة إلى القيادات الأمنية المتواجدة ميدانيا نحو تطوير الأداء دون أي أخطاء أو تجاوزات «التي لن نقبل بها مطلقاً».وشدد خطباء المنابر الحسينية على «أهمية موقعة الطف باعتبارها ملهمة لكل الثائرين»، مشيرين إلى ان «واقعة الطف لم تكن حدثا تاريخيا عابرا أو واقعة مأسوية كسائر الوقائع العادية، بقدر ما كانت تضحية للنهوض من أجل ارساء النظام الانساني العادل».وفي حسينية معرفي قال الخطيب الحسيني سيد داخل حسن ان «ثورة الإمام الحسين كانت من أهم الوقائع الكبرى التي يهتز لها الوجدان الانساني، وقد طبعت بصماتها في سجل التاريخ».وفي حسينية آل بوحمد قال الخطيب الحسيني صالح الفرحاني، ان «ثورة الإمام الحسين امتدت الى أقاصي أصقاع العالم لما لهذه الثورة من دروس يمكن ان يستفاد منها في كل وقت وزمان».وبين الخطيب الحسيني فاضل اليعقوبي في حسينية مجلس أبا ذر الغفاري في منطقة الشعب ان «لثورة الامام الحسين (ع) عظمة خاصة بدليل بقائها وخلودها واستمرارها الى اليوم».وأكد اليعقوبي ان «لأصحاب الحسين (ع) ايضا وفاء لم يملكه اي من البشرية فنادرا ما يضحي أحد بنفسه لأجل أصحابه».وقال وكيل المرجع الأعلي العراقي علي السيستاني في الكويت ابوالقاسم الديباجي في كلمة بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الحسين ان «الإمام يعد واحدا من ألمع القادة المصلحين بل هو امام المصلحين، الذين حققوا المعجزات على مسرح الحياة، وقادوا المسيرة الانسانية نحو أهدافها وآمالها، ودفعوا بها إلى ايجاد مجتمع متوازن تتحقق فيه الفرص المتكافئة التي ينعم فيها الناس على اختلاف قومياتهم وأديانهم».وأضاف الديباجي: «كان الامام من أكثر المصلحين جهادا، وبذلا وتضحية، فقد انطلق إلى ساحات الجهاد مع كوكبة من أهل بيته وأصحابه مضحيا بنفسه وبهم، ليقيم في ربوع هذا الشرق حكم القرآن وعدالة السماء الهادفة إلى تفويض الظلم، وتدمير الجور، وإزالة الاستبداد، واقامة حكم عادل يجد فيه الانسان أمنه وكرامته ورخاءه حسب ما تقتضيه عدالة الله في الارض ومن ثم كانت حياة الامام في جميع العصور والاجيال رمزا للعدل، ورمزا لجميع القيم الانسانية».واشار إلى ان «الوفاء، والإيثار، والشجاعة، وتجاوز الذات قيم مرتبطة بإنسانية الإنسان وقد سطرها آل الحسين وأنصاره في معركة القيم الخالدة، بينما اللؤم، والحسد، والجشع، والطمع، صفات دخيلة على إنسانية الإنسان وقد صرعها آل الحسين وأنصاره في مواجهتهم للعدو في يوم عاشوراء، لذا ينبغي علينا ونحن نعيش أجواء عاشوراء أن نتعرض لقيم عاشوراء فنصلح بها أنفسنا، فنحن اليوم أحوج ما نكون بأن نلتف حول الشعار الحسيني الخالد وهو قوله: (إني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر)، ونستخدمه لطلب الإصلاح في أمتنا».وزاد أن «للحسين (ع) رسالة تصلح لكل عصر ومكان وزمان، وفي هذا اليوم للحسين (ع) رسالة لكل مسلمي العالم وخاصة للكويت الحبيبة وهذا البلد الطيب والتي نلمس فيها العدالة والمساواة والحرية وحرية الفكر والتفكّر وإظهار العقيدة والترابط بين الحاكم والمحكوم وبين الأسرة الحاكمة والشعب والنظام الديموقراطي والدستور الكويتي الذي يجسد أحكام الاسلام وهي أن نقدّر النعمة التي أعطانا الله إياها ومنّ علينا بها وألا نتجاوز عن الحدود المعينة التي وردت في قوانين البلد».
محليات
الحسينيات أحيت العاشر من محرم وسط إجراءات أمنية طمأنت الحشود وسهلت المراسم
إشادة أميرية بجهود تأمين عاشوراء
07:16 م