«قرقعة بلا طحين» بهذه العبارة لخص عدد من المتطوعين في مجال البيئة مشهد بعض الفرق التي تعمل في تنفيذ المشاريع البيئية وعبروا عن استيائهم من انحرافها عن مسارها حيث رأى البعض انها تحولت إلى «بيزنس» وتجارة للبعض فيما اتخذها البعض الآخر منصة لتحقيق الشو الإعلامي وتجاهل الخوض في عمق العمل التطوعي السامي.ورأى متطوعون ان بعض الفرق التطوعية البيئية أضحت مرتعاً للشللية وتصيد أخطاء الآخرين كما لجأ أغلبها «للتحلطم».«الراي» سلطت الضوء على عمل الفرق التطوعية البيئية مالها وماعليها في السطور التالية.بداية قال رئيس مركز 25 الاجتماعي طلال الفضلي ان العمل التطوعي سمة انسانية قبل ان تكون ظاهرة اجتماعية وتعود بالفائدة للفرد والمجتمع وخدمة الوطن.وعن سلبيات وايجابيات الفرق التطوعية بين الفضلي «ان اللوم يقع على الجهات الحكومية التي شتت المتطوعين وتتسابق على تجميع أكثر عدد منها تحت ادارتها وتقييدهم من دون الاستفادة من القدرات والمواهب أو حضهم على الانجاز والابتكار، والعمل التطوعي أثبت ركيزته بعدما أطلقت إدارات تسمى بادارة العمل التطوعي في وزارتي الشؤون الاجتماعية والعمل والشباب والهيئة العامة للشباب والرياضة وبعض جمعيات النفع العام والفرق التطوعية شاركت في الأزمات الأخيرة وساهمت بالمشاريع الخيرية وتقوم بحملات توعوية وبرامج اجتماعية وأخرى شبابية وأما التنافس هو ميزة في كل شيء والتطوع خير كما ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه «ومن تطوع خيرا فهو خير له».من جانبها، قالت عضو فريق التطوع في مجال البيئة مرضية حسين «لا أستطيع تقييم مستوى الفرق التطوعية بشكل دقيق لأنه ليس لدي الخبرة الكافية للحكم عليها».من جهتها نفت عضو في أحد الفرق التطوعية حصة جمعة عدم وجود خلافات بين الفرق التطوعية البيئية ومن خلال مشاركتي في أكثر من مجموعة تطوعية ثمة تعاون وترابط بناء فيما بينها وان كان ليس بالمستوى المطلوب.وأشارت جمعة إلى ان من أبرز الصعوبات التي تواجه الفرق التطوعية عدم وجود مواقع لإقامة الفعاليات.وبدورها قالت عضو أحد الفرق التطوعية البيئية شيخة الكندري «أحياناً يشتد التنافس بسبب ان كل فريق يبي يطلع مرة واحدة وبسبب الغيرة بين البعض ليش هالقروب ناجح واحنا لا ومن هنا تبدأ المشاكل والأزمات».من جانبه،قال عضو أحد الفرق التطوعية الإعلامية عبدالله العريفان والذي يدرس في الجامعة العربية المفتوحة إن «الفرق التطوعية تتصارع فيما بينها ولابد ان تكون هناك نقابة لتنظيم العمل التطوعي التي تحولت إلى تجارة المتطوعين».وأضاف العريفان ان العمل التطوعي بات عملاً لمن ليس له عمل ولكل من هب ودب م.من جانبه، قال عضو أحد الفرق التطوعية البيئية ناصر الفهيد إن «العمل التطوعي وفرقه المتنوعة يجب ان يكون الهدف منه التطوع وليس الشو الإعلامي».وأشار الفهيد إلى أن الهدف السامي للعمل التطوعي غائب في الكويت ناهيك عن الممارسات الخاطئة التي تصاحب بعض الأنشطة التطوعية.المعلم في وزارة التربية مشاري الأسود كان له رأي مختلف حيث قال «انه عندما تم اختيار الكويت مركزاً للعمل الإنساني وسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد قائداً للعمل الإنساني لم يكن هذا الاختيار من فراغ بل من حقائق ومعلومات متمثلة بأن هذا البلد مليء بالرحمة والمودة بين أبناء شعبها ».وتابع «لقد ظهر دور الفرق التطوعية في البلاد واضحاً في الآونة الأخيرة ما يؤكد معدن الشاب الكويتي الأصيل، حيث انتشرت في كافة المؤسسات والمجالات منها في دار المسنين والمرافق التعليمية والجامعية والطبية والرياضية».وقال ان البعض يعيب على بعض هذه الفرق التعصب الشديد للفرقة المنتمية إليها ما يخلق خلافات شديدة قد تصل أحياناً إلى المشاجرات والألفاظ النابية وتبادل الشتائم رغبة منهم بإظهار بأن فريقه هو الأفضل في سباق الأخير ولكن طريقة توصيل ذلك الأمر يصل في معظم الأحيان إلى طريق غير مقبول.وطالب الأسود الدولة بإقامة دورات تدريبية للفرق التطوعية لتفادي أي أمور قد تعكر صفو العمل الخيري التطوعي، حيث يجب تدريبهم على تحمل وجهات نظر الآخرين، وتقبل النقد بصدر رحب.ورأى ان بعض الفرق التطوعية تعاني من التشتت الذي يجعلها أكثر عرضة للمشاحنات والتفرق وعدم الاستمرار لسنوات طويلة، حيث من المفترض على المؤسسات الحكومية حضهم على الدخول ضمن منظومة تضمهم جميعهاً للارتقاء بالعمل التطوعي الخيري إلى أفضل مستوى لتحقيق المستوى المنشود.ودعا الحكومة بتوفير الدعم المادي والمعنوي للفرق التطوعية الخيرية خصوصاً أنها تضم شبابا في عمر الزهور مقبلين على الخير بشكل واضح ويشكرون عليه، حيث ان مثل هذه الأمور تنمي الروح الايجابية لدى الشباب وكذلك الاقتداء بمثل هؤلاء الأشخاص الذين نتمنى على الجميع سلك طريقهم ومساعدتهم بكل القدرات المادية والمعنوية.الإعلامي نواف العصيمي استهل حديثة قائلاً «إنه لابد في البداية ان نفهم فلسفة العمل التطوعي القائم على العطاء والتفاني من غير مقابل للوطن والدين والمجتمع مؤكداً أننا لابد أن نفترض دائماً النية الطيبة لدى الشباب الكويتي المعطاء الذي يتسابق على عمل الخير دائما بشكل شريف».وأشار العصيمي أنه «بحكم التقائي بالكثير من الفرق التطوعية من خلال عملي الإعلامي استشعرت عدة أسباب لانحراف مسار بعض هذه الفرق عن وضعها الصحيح، منها قلة الخبرة، والفهم الخاطئ لمعنى العمل التطوعي بأن يعتبرها البعض مصدر رزق أو شهادة تضاف إلى سيرته الذاتية». وأضاف العصيمي «لابد ان ننظر الى هذه القضية من جانبين، الأول هو استقبال بعض المجاميع التطوعية للشباب المتطوعين الجدد من منطلق ايديولوجي أو طائفي أو مذهبي والجانب الثاني دعم بعض الجهات للأعمال التطوعية بناء على تصنيفات ايديولوجية ودينية، وهذا أمر خطير أتمنى الا ينجر إليه محبو عمل الخير الجميع من الفرق والمؤسسات لأنه يفسد العمل التطوعي ويسيء اليه». وزاد أن «ثمة أسباب أخرى منها عدم وجود هدف ورؤية واضحة لدى البعض، وغياب الثقافة التطوعية السليمة لدى بعض المتطوعين، وتشابه الأفكار وتعارض الأهداف، وتعامل بعض المؤسسات التجارية والمعارض التجارية بعض المجاميع لعملية التنظيم من منطلق تجاري، وحينما تدخل المنفعة في العمل التطوعي تنتهي روحه وتذهب ريحه، لذلك نحتاج كمجتمع صغير لتعريف واضح للعمل التطوعي وفي أي المجالات والجوانب يكون».وطالب وزارة الشباب بتنظيم العمل التطوعي والتعامل مع جميع الفرق بمسطرة واحدة بناء على معايير محددة وسليمة.
محليات
البعض اتخذه منصة للتكسب و«الشو الإعلامي»
العمل التطوعي البيئي... قرقعة بلا طحين
12:52 م