أشادت ندوة «شهادات من الجبهة»، التي نظمها المكتب الثقافي المصري في الكويت، تزامنا مع ذكرى انتصارات أكتوبر، ببطولات الجيش الكويتي وما قام به من تضحيات مع اخوتهم في مصر العزيزة خلال حرب السادس من أكتوبر في العام 1973، لتصبح ملحمة خالدة تتوارثها الأجيال.وقال السفير المصري لدى الكويت ياسر عاطف، «يسعدنا أن نستمع الى بطولات استعادت لنا الكرامة العربية، وكانت دليلا على صمود وتحدي الشعب المصري من 67 وحتى 73 وتحقيق العبور بمعناه المادي والمعنوي وتحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر».وقال رئيس المكتب العسكري المصري العميد حاتم عاشور، إن «يوم السادس من أكتوبر لم يكن عنوانا لكبرياء الأمة بقدر ما كان تتويجا لسنوات من العمل والكفاح أبى فيه الجيش المصري ان يساوم على حبة رمل واحدة حتى وان كان الثمن هو الحياة».واضاف، «تحقق النصر المنشود يوم انصهرت الجيوش العربية في بوتقة واحدة فانتزعت فجر النصر من ظلام المِحنة واثبتت للعالم اجمع مدى كفاءة ومقدرة المقاتل العربي في مواجهة التحديات وتحطيم أسطورة اعلامية زائفة عن الجيش الذي لا يقهر».وأوضح عاشور، ان «الإرادة العربية انتصرت حين ادركت معنى التوجه الى المستقبل والاخذ بأسباب النجاح عملا وعلما وتضحية حين استخدمت كل الطرق والوسائل المتاحة لديها سواء كانت عسكرية او اقتصادية او سياسية لتقديم الدعم اللازم للجندي المصري فأحرز النصر وارتفعت الهامات والقامات الى عنان السماء».وتابع عاشور، «نجلس اليوم على أرض الكويت الطيبة لنعلم اولادنا وأحفادنا كما قال الزعيم الراحل انور السادات، كيف خرج الأبطال من هذه الامة ليحملوا مشاعل النور حتى تستطيع امتهم ان تعبر الجسر ما بين اليأس والرجاء».وختم كلمته بتوجيه التحية الى أرواح الشهداء والتحية لكل قطرة دم سالت لتروي شجرة الحرية في معركة العزة والكرامة.من جانبه، قال المستشار الثقافي المصري الدكتور نبيل بهجت، إن «جنودنا البواسل وقادتنا العظام اثبتوا بتضامن الاشقاء من الكويت ومختلف الدول العربية انهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فكان النصر حليفهم واستعادوا العزة والكرامة لأنهم اخلصوا النية والعمل لاستعادة الارض وتحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر».وقال العميد الركن عبدالله المقلد، إن «مصر هي قلب العرب وكانت دائما حامية العرب، وصدت على مدى تاريخها العديد من المخاطر عن الامة ومنها التتار وغيرهم».واضاف «مصر لها تاريخ وابطال ينحني لهم الناس على ما قاموا به في حرب 73»، داعيا الى ضرورة تأريخ تلك البطولات العظيمة، مشددا على ان الكويت دفعت المال والعيال دفاعا عن الامة العربية في مختلف الحروب ضد الكيان الصهيوني الغاشم وخصوصا في حرب 73.وتابع، «كنت ضابطا ضمن القوات التي قامت الكويت بإرسالها الى مصر، سواء في 67 او حرب الاستنزاف او حرب 73، وكذلك التي توجهت الى الجولان السورية»، مشددا على ان القوات الكويتية كانت تشارك القوات المصرية والعربية لاسترداد الكرامة العربية.ولفت المقلد، الى ان شعار الكويت الذي ما زال يحتفظ به وكان مطبوعا على اوراق الدولة الرسمية هو «الكويت بلاد العرب».واختتم بان «انتصارات الشعب المصري مازالت تتوالى ومنها افتتاح قناة السويس الجديدة والانجازات العظيمة التي يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسي».وقال العميد السابق علي كمال الجندي عن دوره في حرب 73 حيث كان ضابطا برتبة نقيب في الصاعقة، إنه «استطاع و3 جنود العبور الى الضفة الشرقية في مهمة خاصة حيث اخترق خطوط العدو وعبر قناة السويس سباحة هو وجنوده ورصد خزانات النابالم شديد الانفجار وحدد مواقعها وصورها بأجهزة تصوير ليلي كان ثمن الجهاز وقتها 3 الاف جنيه إسترليني، وكذلك اجهزة مسح لأنابيب النابالم تحت مياه القناة».واضاف، «النابالم من الأسلحة المحرمة دوليا لانها مادة شديدة الانفجار ومن الأسلحة البشعة التي تستمر مشتعلة حتى على سطح المياه ولا تنطفئ بها، ولذلك كان لابد من تعطيل هذا السلاح وتدميره، ولذلك كانت مهمتنا شديدة الخطورة نظرا للمخاطر الجسام التي تعرضنا لها ومنها اسماك القرش المتوحشة في مياه القناة نظرا لتوقف الملاحة بها بعد 67 ولذلك قام الأطباء بدهن أجسامنا بمواد تجعل اسماك القرش تنفر منا ولا تقترب من أجسامنا، وبالفعل قمنا بالسباحة في المياه وتحين الفرصة حتى تمر دوريات العدو والتسلل خلفها حتى وصلنا الى مواقع خزانات النابالم وتصوير المنطقة كاملة».وتابع الجندي، «لو تم القبض علينا كنّا سنعامل كمجرمي حرب لأننا كنّا نرتدي ملابس سباحة وليس ملابس عسكرية علاوة على اجهزة التصوير الليلي والماسح الضوئي لما تحت القناة من انابيب النابالم، وساعتها كان يمكن قتلنا او عدم تسليمنا الى مصر ثانية، ولكن ولله الحمد تم تنفيذ المهمة بسلام وتمت ترقية الجنود ترقية استثنائية وهنأتنا القيادة بهذا العمل العظيم».ولفت الى انه حينما ذهب الى منطقة الخطاطبة وجد مجسما كاملا لقناة السويس وخط بارليف بارتفاعاته كاملة وايضاً الخزانات التي سبق ان قام بتصويرها وتم وضع ذلك كله لتدريب الجنود والضباط حيث كان كل شيء موجودا وبدقة متناهية وهو ما كان مؤشرا على النصر.واوضح الجندي انه عاد من إجازته يوم 5 اكتوبر ليفاجأ بان وحدته تم نقلها الى قناة السويس ولم يكن يتوقع ان يكون هناك عبور نظرا لخطة الخداع الاستراتيجي التي اتبعها الرئيس السادات وقيادات الجيش والتي كانت تنتهي كل مرة بانها مشروع تدريب فقط.وبين الجندي انه لم يعرف بقرار الحرب الا الساعة 12 ظهرا اي قبل موعدها بساعتين فقط حيث قبّله القائد وقال له هذا دورك في العبور واعطاه ظرفا مغلقا به كامل تفاصيل الدور الذي سيقوم به هو وجنوده.واكد انه حينما عبر القناة وجد ما كان يتدرب عليه كاملا وكل موقع قام باستهدافه كان مخططا وتم التدريب عليه قبل الحرب بـ 6 أشهر وهو ما سهل المهمة عليهم خاصة مع الضربات الجوية المكثفة من قواتنا الجوية وعبور الدبابات الى الضفة الشرقية والتي كانت تحمي صدور الجنود المصريين.