خطب عظيم يحير العقول ذلك الخطب الذي زلزل الكون فأصبح الفلك الدوار من شدتهِ محدودب الظهر، ذلك يوم عاشوراء الذي وقف فيه أبو الأحرار سبط رسول الله محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-وثيقة من رسول الله باقيةيعلو الحسين بها فوق السهى رتباًحسين مني سراج مشرقوأنا من الحسين فيا أكرم به نسباًالوحي أول ما أهدى صحائفهُكان الحسين من الأنوار مقترباًهذا التراث الذي فاز الحسين بهِعن جدهِ لم يرث مالاً ولا نشباًوقف أبو الأحرار يوم عاشوراء يهدي القوم ويعظهم ويرشدهم إلى الطريق القويم والسبيل المستقيم وهو يقول: «إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي»، وقف معه أهله وأصحابه وعائلته وأولاده وإخوته وطفله الرضيع قابل القوم بالموعظة والجدال بالتي هي أحسن ولكن قست قلوب القوم كقول الأديب:قست القلوب فلم تمل لهدايةتباً لها تيك القلوب القاسيةفما كان من الظالمين إلا أن ذبحوا طفلهُ الرضيع وقتلوا أصحابه وآل بيته وأسروا حرمه ورفعوا رؤوسهم على الرماح. إنها لمصيبة كبيرة تدمي القلب ولم تزل دماء أبي الاحرار ومن استشهد بين يديه ثورة على الظالمين إلى يوم القيامة وسيجد المظلوم أين ما وجد في أصقاع الدنيا أملاً في النصر من قبس أبي الأحرار، علم المظلوم كيف يكون مظلوماً فينتصر فاتبع خطاه كثير من المصلحين والمفكرين والأحرار فساروا على نهجه وانتفضوا فصار النصر حليفهم والصبر سبيلهم وهم يأخذون صبرهم من صبر أبي الأحرار على المحن يا سيدي يا أباعبدالله قدمت للبشرية أروع درس في البذل والعطاء والتضحية والفداء حفظت شريعة جدك عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم فانتصرت وحققت الخير لأمة الإسلام، ولايزال الذين ينهجون نهجك ويتبعون أثرك تنالهم رصاصات من متطرفين عاثوا في الأرض فساداً، فلم يفلحوا ولم ينتصروا وإن كثيراً يا سيدي في هذه الحقبة من الزمن ادعوا الإسلام فعاثوا في أرض المسلمين فساداً وأراقوا دماءهم وسبوا نساءهم وباعوهن في سوق النخاسة. ولم يزل الناهلون من معينك الصافي يا أبا الاحرار يجدون الخطى للقضاء على هذه الفئة الباغية التي عاثت في الارض فساداً وفجرت دور العبادة في أصقاع الدنيا وأزهقت الدماء فسلام عليك يا أبا الأحرار أبداً ما بقي الليل والنهار وعلى الدماء السائلات بين يديك نبراساً لجميع المظلومين حتى ينتصروا.وصدق الاستاذ الأديب علي نوح المهنا حيث قال في رائعته:وساروا للطفوف وللبلاياويحدو ضعنهم شبح المناياويقدمهم من الإصرار عزمُوبذل ليس تعرفه البراياحجيجاً في صعيد الطف أضحواشعائرهم دم فغدوا ضحاياكرام والنحور لهم عطاءٌوباذل نفسه جزل العطاياسراع للشهادة وهي مجدُيخلد بالمدى صحفا وآياتهون الروح لو قالوا حسينافما قدر التفخخ والشظايافداء للحسين نموت عشقاونحيا باسمه حتى المنايا