كونا- أعربت الكويت وفرنسا عن رغبتهما المشتركة في تعزيز التعاون الثنائي في المجالات المختلفة، واستمرار التنسيق والتعاون في الاطار الدولي، من اجل تعزيز السلم والأمن العالميين.وذكر بيان مشترك حول زيارة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الى باريس، على رأس وفد رسمي، لبحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين، ان الزيارة بدعوة من نظيره الفرنسي مانويل فالس، جاءت «انطلاقا من العلاقات التاريخية التي تجمع الكويت بالجمهورية الفرنسية والتي تجاوزت 51 عاما.واضاف ان سموه نقل خلال لقائه رئيس الجمهورية الفرنسية فرانسوا هولاند، رسالة خطية موجهة من صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، تضمنت دعوة هولاند لزيارة الكويت في أقرب فرصة ممكنة، كما التقى سموه بنظيره الفرنسي مانويل فالس.وذكر ان جلسة المباحثات الرسمية سادتها أجواء التفاهم المتبادل التي عكست عمق العلاقات الثنائية المتجذرة بين البلدين.واوضح ان الجانبين رحبا بالتوقيع على الاتفاقيات واعلانات النوايا في مختلف المجالات، كما اتفقا على توطيد التعاون المشترك في اطار المشاورات السياسية الثنائية وتعزيز العلاقات بين المسؤولين على المستويات كافة .الشينغنوذكر البيان ان الكويت اعربت عن شكرها لدعم الجمهورية الفرنسية لمساعيها للانضمام الى قائمة الدول التي يحصل مواطنوها على الاعفاء من تأشيرة الشينغن، معربة عن املها باستمرار الدعم الفرنسي في هذا الإطار، فيما وافق الجانب الفرنسي على التنسيق بفعالية مع شركائه الأوروبيين لاستكمال هذا الملف في أسرع وقت ممكن.وقال ان الجانبين تطرقا الى ضرورة استمرار التنسيق والتعاون في إطار الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية الأخرى، وسيوليان عناية خاصة لطلباتهما للدعم المتبادل للترشيحات لعضوية الهيئات الدولية.مكافحة الإرهابوحول التعاون الثنائي في مجال القضايا الاقليمية والدولية، اكد الجانبان في ما يتعلق بمكافحة الارهاب على الخطر الذي يمثله حاليا ما يسمى تنظيم «داعش» أو غيره من التنظيمات الإرهابية الاخرى، وما يمثلونه من تهديد للسلم والأمن، وأعربا عن رغبتهما في مواصلة التزامهما إلى جانب المجتمع الدولي، لمكافحة كافة أشكال التطرف والإرهاب ووأد وتجفيف منابع تمويله.سوريةوبشأن الأزمة السورية، جدد الجانبان تأكيدهما على الضرورة الملحة لتنفيذ الحل السياسي السبيل الوحيد لحل النزاع، كما أعربا عن مساندتهما لأي مبادرة ترمي إلى استئناف عملية الانتقال ذات المصداقية المبنية على أسس بيان «جنيف 1»، مع تقديم المساعدة للشعب السوري في مواجهة العنف الذي يمارسه نظام بشار الأسد وتنظيم «داعش» وتلبية تطلعات الشعب السوري في اقامة سورية موحدة وديموقراطية ومستقلة تحترم حقوق الإنسان ومختلف الجماعات.واضاف البيان ان الجانبين جددا في هذا الصدد دعمهما للجهود التي يبذلها المبعوث الخاص للأمم المتحدة، وكررا الاشارة الى أهمية تخفيف معاناة السوريين وزيادة المساعدات الإنسانية المقدمة لهم داخل سورية وفي الدول المجاورة.وذكر ان فرنسا اعربت عن تقديرها العميق للجهود التي تبذلها دولة الكويت في دعم الوضع الإنساني في سورية من خلال استضافة ثلاثة مؤتمرات للمانحين وتبرعها خلال تلك المؤتمرات بمبلغ مليار و300 مليون دولار كما اشادت بالدور الريادي لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه في مجال دعم العمل الانساني وتكريم سموه بلقب قائد للعمل الانساني والكويت مركز للعمل الانساني في سبتمبر 2014 من الأمين العام للأمم المتحدة.وأشادت الكويت بدورها في البيان المشترك بالمساعدات الإنسانية التي قدمتها الجمهورية الفرنسية للشعب السوري لإنهاء الأزمة الإنسانية.واشار البيان الى ان الجانبين ناقشا أزمة اللاجئين السوريين، وأكدا أهمية تضافر الجهود على المستوى الدولي من أجل الاستجابة للتداعيات الإنسانية المأسوية لهذا النزاع.العراقوحول الوضع في العراق شدد الجانبان على ضرورة دعم مساعي رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الرامية لاعادة الأمن والاستقرار، بما يحقق نجاح عملية المصالحة الوطنية، وضمان اشراك كافة أطياف الشعب العراقي في العملية السياسية والتصدي للارهاب الذي يمارسه تنظيم «داعش».واثنى الجانب الفرنسي في البيان على التطور في العلاقات الكويتية - العراقية، كما رحب بمبادرة الكويت بالاستجابة لطلب الحكومة العراقية للمرة الثانية تأجيل استقطاع مبالغ التعويضات التي ستدفع من العراق حتى عام 2017.اليمنوحول الوضع في اليمن أكد الجانبان أهمية العمل على تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 لإعادة إطلاق الحوار الشامل لجميع أطياف الشعب اليمني واستئناف العملية السياسية على أساس المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ونتائج الحوار الوطني.إيرانوفي الملف النووي الايراني ذكر البيان المشترك ان الجانب الكويتي اثنى على الجهود الفرنسية ضمن مجموعة (5+1) والتي ساهمت في إبرام اتفاق طويل الأجل في شأن الملف النووي الايراني الذي وقع في يوليو الماضي في فيينا، وأكد الجانبان أهمية امتثال إيران لالتزاماتها بموجب هذا الاتفاق وحرص جميع الدول على ضمان تنفيذه لطي صفحة هذا الملف نهائيا، مؤكدين في هذا الصدد على اهمية تعزيز العلاقات الخليجية - الايرانية وضرورة ان ترتكز على مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل بالشؤون الداخلية واحترام سيادة الدول.ليبياوبشأن الوضع في ليبيا عبر الجانبان حسب البيان عن دعمهما الكامل لقرارات مجلس الامن ذات الصلة بمعالجة الوضع في ليبيا وجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون، كما دعا الجانبان الاطراف الليبية المعنية الى اعتماد الاتفاق ومقترح المجلس الرئاسي اللذين قدمهما المبعوث الخاص للأمم المتحدة على وجه السرعة، بغية تشكيل حكومة وفاق وطني قادرة على استعادة السلم والأمن في ليبيا.عملية السلاموبشأن عملية السلام في الشرق الاوسط أكد الجانبان التزامهما بالتوصل إلى سلام عادل ودائم وشاملٍ في الشرق الأوسط على أساس قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ذات الصلة ومبادئ مدريد وخارطة الطريق والاتفاقات التي أبرمت سابقا بين الجانبين ومبادرة السلام العربية مع التشديد على أهمية مواصلة جهود المجتمع الدولي من أجل استئناف عملية السلام ذات المصداقية.وأشادت الكويت بالمبادرة الفرنسية الداعية إلى إقامة مجموعة دولية لدعم عملية السلام التي أتاحت عقد اجتماع للجنة الرباعية الموسعة التي ضمت الشركاء العرب والأوروبيين الرئيسيين ودعا الجانبان الى بذل جميع الجهود من أجل وقف دائرة العنف التي حصدت العديد من الضحايا.التعاون الثنائيوحول التعاون الثنائي في المجال العسكري والامني، اكد البلدان اهمية تعزيز التعاون المشترك في إطار اتفاق التعاون في مجال الدفاع الموقع بين البلدين والعمل على تقوية آفاق التعاون العسكري من خلال تعزيز الشراكة.وفي مجال التعاون الاقتصادي والتجاري رحب الجانبان في بيانهما بالتوقيع على اعلان نوايا في شأن التعاون بين المؤسسات المالية الكويتية و(بي بي آي فرانس) رغبة في إنشاء صناديق مالية فرنسية، باعتبارها استثمارا كويتيا بمبلغ يعادل 450 مليون يورو، بمساهمة من الطرفين من قبل المؤسسات المالية، وفقا لنظمهما.كما رحب الجانبان ببدء المفاوضات الرامية إلى إقامة آلية للتمويل المشترك بين الهيئة العامة للاستثمار وصندوق الودائع والأمانات الفرنسي، بحيث يكون الاستثمار الكويتي بما يعادل واحد مليار يورو.واتفق الجانبان على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين، من خلال الدخول في استثمارات متبادلة، وأكدا ارتياحهما العميق لحجم الاستثمارات التي تمتلكها الهيئة العامة للاستثمار في فرنسا والتي تجاوزت 10 مليارات يورو مع ابداء الرغبة المتبادلة بزيادتها.وشددا على اهمية تعزيز تواجد الشركات الفرنسية في الكويت مع التطلع للمزيد من المشاركة في السوق الكويتي.كما بحث الجانبان امكانية التعاون بين الكويت وفرنسا في القارة الافريقية، من خلال تمويل مشاريع تنموية مشتركة.وفي مجال التعاون الثقافي والاعلامي اتفقت الكويت وفرنسا على تكثيف التعاون بينهما، عبر اقامة المعارض الدولية والعمل معا لدعم تعليم اللغة الفرنسية في الكويت، والتي بدأت الكويت بتطبيق تدريسها في المرحلة الدراسية المتوسطة بشكل تجريبي للعام الدراسي 2015-2016، اضافة الى التزام الجانبين بتشجيع الاعتراف بالشهادات الفرنسية في الكويت، بغية زيادة عدد الطلاب الكويتيين الدارسين في فرنسا.وحول التعاون الصحي جدد الجانبان نيتهما تعزيز التعاون الثنائي خاصة في مجال التدريب الطبي وعلم الأمراض السرطانية، كما رحبا بالتوقيع خلال الزيارة الرسمية لسمو رئيس الوزراء على إعلان نوايا بين مركز غوستاف روسي والقطاع الخاص الكويتي، لتسهيل إنشاء المركز الطبي الكويتي - الفرنسي للأورام.كما ثمنت الكويت في البيان المشترك جهود الجمهورية الفرنسية لاستقبال المرضى الكويتيين في المستشفيات الفرنسية، مع الاعراب عن اهمية الاستمرار في تسهيل استقبالهم.وحول التعاون في مجال البيئة والزراعة والتنمية المستدامة، اتفق الجانبان حسب البيان على تعزيز التعاون في مجالات الحد من تداعيات تغير المناخ والتكيف معها والتنمية المستدامة والبيئة والزراعة والطاقة وتكنولوجيا المعلومات وعدد من المجالات الأخرى ذات الاهتمام المشترك.وحول مؤتمر المناخ الدولي المقرر في باريس بشهر ديسمبر المقبل، اتفق الجانبان على ان المؤتمر هو الوقت الذي يتعين فيه تأكيد الهدف الطويل الأجل المتمثل في مكافحة تغير المناخ، والذي يتم بلوغه عبر انتهاج نموذج انمائي يحقق الموازنة في انبعاثات الغازات الدفيئة قبل نهاية القرن، ويكون قادرا على مواجهة تداعيات تغير المناخ.وأكد الجانبان حرصهما على نجاح المؤتمر وانه يجب أن يمكن اتفاق باريس من احتواء ارتفاع معدل درجات الحرارة العالمية دون الدرجتين المئويتين، مقارنة بالحقبة ما قبل الصناعية ويدعم عمليات الانتقال الطويلة الأجل في جميع البلدان، نحو نموذج إنمائي يخفض الانبعاثات من حيث الغازات الدفيئة بحلول عام 2020 ويقوم على التنوع ولديه هدف بلوغ الاعتماد على الطاقة النظيفة بنسبة 100 في المئة في نهاية المطاف.وقدم الجانب الفرنسي للجانب الكويتي مشروع الترتيبات الإدارية بين وزارة الزراعة والثروة الحيوانية الفرنسية والهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية في الكويت، لوضع آلية تنفيذية للتعاون في المجال الزراعي بالإضافة الى القواعد الخاصة لتقوية قطاع الألبان في الكويت، فيما أبدى الجانب الكويتي رغبته في تعزيز هذا التعاون وموافاة الجانب الفرنسي برأيه حوله في أقرب فرصة ممكنة.
محليات
أكدا في بيان مشترك المضي في تطوير التعاون الثنائي وتعزيز التنسيق على المستوى الدولي
الكويت وفرنسا... اتفاق على مساعدة الشعب السوري في مواجهة عنف الأسد و«داعش»
09:53 م