لم يكن أحد يتصور أن يصل العنف إلى الاصطباغ باللون الأحمر، وأن تسيل الدماء في أروقة الجامعة! فما كان يحدث من قبل مشاجرات ومناوشات لم تتعد في أقصى درجاتها التشابك باليدين ولاسيما في فورة الشباب أثناء الانتخابات الطلابية، ولكن أن يصبح الحرم الجامعي مسرحا لتصفية حسابات خارجية تسيل جراء ذلك الدماء فهو الأمر الجديد الذي سجله حرم الجامعة في كيفان، عندما اعتدت مجموعة من الأشخاص على طالب لدى خروجه من الجامعة وفي مواقف السيارات، وبلغ الاعتداء إلى درجة استخدام السلاح الابيض «خنجر» بطعن الضحية الذي لاذ بحرمه الجامعي ليحتمي به، بيد أن المعتدين لم يكن يهمهم حرمة المكان، فتوالت الطعنات داخله.طالب الشريعة المطعون، عبدالله سعود العجمي، روى لـ «الراي» الحادثة مؤكدا أن «المشكلة ليست لها علاقة بالجامعة وانما هي مشكلة خاصة قديمة بيني وبين ابناء عمومتي، وهم ليسوا طلبة في الجامعة» مشيرا إلى أنهم «تربصوا بي خارج الجامعة في كيفان وبمجرد خروجي من الكلية متوجهاً إلى سيارتي طعنوني بخنجر، فهربت منهم ودخلت الحرم الجامعي، ولكن أحدا من المعتدين لحق بي إلى داخل الكلية وطعنني طعنة اخرى بالخنجر».وقال العجمي: «جرحي ليس خطيرا، وقد طمأنني الدكتور المعالج فعُمق دخول النصل في جسدي 4 سنتيمترات وخارجه 4 سنتيمترات».من جانبه، اكد مصدر طبي مسؤول في المستشفى الاميري طلب عدم ذكر اسمه ان «حالة الطالب المطعون عبدالله العجمي الطبية ليست خطرة ومطمئنة وسيغادر المستشفى خلال الـ 48 ساعة المقبلة»، مبيناً ان «المستشفى قام بكل ما يلزم للطالب وهو الآن فقط بالمستشفى للمتابعة وبمجرد التأكد من قدرته على الخروج سيغادر المستشفى».وحسب شهود عيان فقد أكد احد الطلبة المتواجدين ان المشاجرة وقعت في مواقف كلية الشريعة بين 5 اشخاص والطالب عبدالله العجمي وهو أحد اعضاء جمعية الشريعة الحاليين.ولفت الى ان بعض المتشاجرين من خارج الكلية وليسوا طلبة ومنهم طالب كانت بينه وبين «المطعون» خلافات سابقة دارت في الجامعة العام الماضي بينهم، مؤكدا ان بعد تسديد الطعنات له وقع ارضا ولاذ الجناة بالفرار وتم الاتصال بالاسعاف واسعفت المصاب الى المستشفى.وزار رئيس اتحاد طلبة الكويت فرع الجامعة سيف العازمي الطالب المطعون في المستشفى واكد ان الاتحاد يستنكر وبشدّة ما حصل من مشاجرة دامية داخل اسوار الجامعة.واكد ان الاتحاد يرفض كل عمل يسيء لسمعة الطالب داخل أو خارج أسوار الحرم الجامعي وأنّ هذه التصرفات ليست من أخلاقيات طلبة جامعة الكويت، متمنيا بالشفاء العاجل للمصاب.من جهته، استنكر رئيس جمعية الشريعة يوسف العويمري العمل الإجرامي الذي وقع على الطالب في قرب الحرم الجامعي في كلية الشريعة محملا المسؤولية لمدير الأمن والسلامة ووزارة الداخلية التي لا تتواجد إلا لتحرير المخالفات.وأكد العويمري ان الامن والسلامة مسؤولون بالدرجة الاولى عن سلامة الطلبة، مطالبا إدارة الجامعة وعمادة كلية الشريعه بالتحرك الفوري لردع كل من تسول له نفسه بالتطاول على حرم الجامعة وسلامة الطلبة، محذرا كل من تسول له نفسه في الاعمال الإجرامية ان الجمعية لن تقف صامتة ومتفرجة بل تتخذ كل الاجراءات القانونية ضده.من جانبه، كشف وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور بدر العيسى مساء أول من أمس بعد زيارته للطالب عبدالله العجمي عن التوجه لتركيب كاميرات مراقبة على اسوار ومواقف سيارات الكليات التابعة لجامعة الكويت حرصًا على سلامة الطلبة وتوفير افضل الاجواء في مختلف المؤسسات التعليمية.واوضح ان الاعتداء وقع خارج اسوار الكلية فيما قام الحرس الجامعي بإدخال الطالب المصاب إلى عيادة الكلية لإجراء الاسعافات الاولية ومن ثم نقله الى المستشفى الاميري لتلقي العلاج مؤكدا متابعته الامر مع وزارة الداخلية.وذكر ان «الاجهزة الأمنية ابلغته بإلقاء القبض على اثنين من المتهمين فيما يجري البحث عن البقية»، مؤكدا رفضه لمثل هذه التصرفات داخل او خارج المؤسسات التعليمية وفي حال اكتشاف انهم طلبة في الجامعة فسيتم فصلهم فورًا.من جهته، صرح الناطق الرسمي باسم جامعة الكويت الدكتور بدر حجي ان «حادثة طعن طالب كلية الشريعة الآن لدى وزارة الداخلية والبحث مازال جاريا وبعد انتهاء تحريات وزارة الداخلية والتعرف على جميع المتهمين من قبل الداخلية ستتم معرفة ان كانوا طلبة في الجامعة ام لا».واضاف الحجي انه في حال التعرف على احد المعتدين والتثبت من انه طالب لدى الجامعة فستتخذ ادارة الجامعة كافة الاجراءات القانونية تجاهه وسيتم فصله فوراً.وعن تصريح الوزير بتركيب كاميرات خارج اسوار الجامعة وفي المواقف اكد الحجي ان «الكاميرات موجودة من قبل ومثبتة في جميع الكليات ومواقف السيارات داخل حرم الكليات وهي مصدر اثبات في اي حوادث قد تقع في الجامعة وهذه الفكرة لها فائدة كبيرة رغم تكاليفها الباهظة الا ان فائدتها كبيرة ويجب ان تعمم على جميع مؤسسات الدولة وليس فقط جامعة الكويت».إلى ذلك، صرح عميد شؤون الطلبة الدكتور عبدالرحيم ذياب لـ «الراي» ان الحادث الذي وقع لطالب كلية الشريعة آلم ادارة الكلية ووزير التربية.واوضح ذياب ان «المشاجرة وقعت خارج سور كلية الشريعة وطعن المعتدون الطالب في كتفه من الامام ثم حاول الطالب الفرار منهم للاحتماء برجال الامن والسلامة داخل الجامعة ولكن المعتدي لحقه فطعنه طعنة اخرى في ظهره بالخنجر وعندما خرج رجال الامن والسلامة فزع المعتدي منهم وهرب، ورجال الامن والسلامة اسعفوا الطالب واتصلوا بالاسعاف»، مضيفاً ان «مدير الجامعة الدكتور حسين الانصاري اول من زار الطالب ولحقه الدكتور بدر العيسى بمجرد علمه إلى المستشفى». وثمن ذياب موقف وزير التربية والدكتور آدم الملا و كل من عميد كلية الشريعة بالانابة الدكتور وليد الكندري والدكتور وليد العلي تجاه الطالب وحرصهم على زيارته فور علمهم والاطمئنان عليه.وعن الاجراءات التي ستتخذها الجامعة مستقبلاً، بين ذياب ان «ادارة الجامعة ستفعل الكاميرات داخل الجامعة على مدار الساعة 24 ساعة في اليوم وسيتم تركيب كاميرات خارج الجامعة وفي المواقف حرصاً على الطلاب».واكد انه «سيتم تفعيل الهوية الجامعية وستشدد رقابة رجال الامن والسلامة على مداخل ومخارج وفي اروقة الكليات»، موضحا ان «هناك توجها لوجود هويات جامعية ممغنطة للاساتذة والطلبة والزائرين في الجامعة». وطالب ذياب بمنح رجال الامن والسلامة صلاحيات اكثر لضبط الامن وفرض النظام داخل الجامعة.واكد ذياب ان إدارة الجامعة لن تتوانى لحظة في تطبيق القانون واللوائح على المعتدين على الطالب حال التحقق والتأكد من انهم طلبة في الجامعة.وبين ذياب ان «الحادث أليم ولكنه فرصة لتعزيز الاجراءات الامنية داخل الحرم الجامعي وخارجه وفي مواقف سيارات الطلبة».وعن ضرورة وجود شرطة خارج الجامعة او وجود حرس جامعي تابع لوزارة الداخلية كالمعمول به في الكثير من دول العالم قال ذياب ان «الامر لم يصل الى هذا الحد ولا يوجد ما يمنع من التنسيق بين وزارة الداخلية والجامعة لتحقيق الامن وفرض القانون»، مطالباً بتحويل افراد الامن والسلامة إلى معينين من قبل الجامعة ومنحهم صلاحيات اكثر ومنح مسؤول الامن الضبطية وتوقيع المخالفات على المخالفين.واختتم ذياب كلامه لـ «الراي» بقول «من أمن العقاب أساء الأدب».