علق نائب وزير الخارجية خالد الجارالله على تصريح السفير الروسي لدى البلاد أليكسي سولوماتين الذي أعرب فيه عن احترام بلاده لموقف الكويت ازاء التدخل العسكري الروسي في سورية بتأكيد أن العلاقات الكويتية - الروسية «علاقات راسخة وتاريخية ونحرص عليها»، مبديا تطلعه الى «الزيارة المقبلة لسمو الامير الى موسكو» الشهر المقبل.وبين الجارالله في تصريح على هامش مشاركته في الاحتفال بالذكرى الـ25 لتوحيد شطري ألمانيا ان ما ذكر في شأن التدخل الروسي في سورية هو وجهة نظر، و«نقدر للسفير تفهمه لوجهة نظرنا ونؤكد على أن الحل السياسي هو السبيل لإنهاء الصراع في سورية».وأكد ان وجهة النظر هذه لن تنعكس على العلاقات بين البلدين وزخمها و حرص الجانبين عليها، مبينا ان «زيارة سمو الامير الى موسكو ستتم مطلع شهر نوفمبر المقبل، وبالتالي التفاهم و التنسيق موجود ونأمل ان تتم هذه الزيارة وان يسفر عنها ما يعزز العلاقات بين البلدين».وعما اذا كان دور الانعقاد المقبل لمجلس الامة سيشهد تعاونا بين السلطتين لاسيما في اقرار الاتفاقية الامنية، قال الجارالله «ان التعاون بين السلطتين مطلوب و نتطلع اليه دائما»، معربا عن امله أن يستمر هذا التعاون خلال الدورة المقبلة من خلال تحقيق انجازات في المجالات كافة بما فيها الاتفاقية الامنية باعتبار ان الاوضاع الامنية ملحة وضاغطة على الكويت والمنطقة ما يستدعي التحرك لمواجهة مثل هذه التحديات المتصاعدة، مؤكدا ان «الاتفاقية موجودة حاليا لدى المجلس والمبادرة ستكون من مجلس الامة».وفي ما يخص تصريح وزير خارجية ايران اخيرا ووصفه التهم الموجهة الى بلاده في شأن خلية العبدلي بـ «المشبوهة»، قال الجارالله «نتطلع الى ردود ايجابية ايرانية، لكن في ما يتعلق بخلية العبدلي لن نتحدث عنها باعتبار ان هذه القضية لدى القضاء الكويتي حاليا والكل يحترم القضاء ويقف اجلالا لهذا الصرح الشامخ وما سيصدر من احكام سيقدرها الجميع و يلتزم بها».وعلى صعيد الاحتفال، قال الجارالله «ان هذه المناسبة بلا شك لها انعكاسات وآثار إيجابية كبيرة على المانيا وعلى العالم ككل، وبالفعل كنا في منتهى السعادة والارتياح لهذا التطور الذي شهدته المانيا بتوحيد جانبيها الشرقي و الغربي، ما انعكس ايجابيا على حجم علاقات الكويت والمانيا وتطويرها».واضاف: «ان العلاقات الكويتية - الالمانية ممتازة، وتتمثل باتصالات مستمرة بين البلدين على أعلى المستويات، اضافة الى زيارات متبادلة ونستذكر هنا زيارة سمو الامير الى جمهورية المانيا التي كانت زيارة ايجابية للغاية واضافت الكثير على العلاقات الثنائية، اضافة الى الزيارة التي قام بها سمو رئيس الوزراء الى المانيا و ما حققته هذه الزيارة من دفع للعلاقات بين البلدين من خلال التوقيع على عدد من الاتفاقيات، وكذلك زيارة النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد لبحث التفاصيل المتعلقة بعلاقاتنا الثنائية مع المانيا»، مشيرا الى ان «مؤشر الزيارات يظهر مدى عمق هذه العلاقات بين الجانبين».واشار الى «وجود تعاون ثنائي يشمل مجالات عديدة منها الثقافي، والاقتصادي، والاستثماري، والعسكري» مستذكرا دور المانيا خلال ما تعرضت له الكويت اثناء الغزو الصدامي، وموقفها المشرف بمشاركتها في عملية تحرير الكويت، لافتا الى ان «هذا الموقف يضاف الى رصيد العلاقات الثنائية».وعن الزيارة الاخيرة التي قام بها وزير خارجية المانيا الى الكويت، وابرز القضايا التي شملتها هذه الزيارة، قال «ان هذه الزيارة كانت مهمة جدا و تصب في دعم العلاقات الثنائية حيث شملت بحث الكثير من القضايا التي تهم المنطقة والعالم وفي مقدمتها موضوع الارهاب و الهجمة الارهابية التي تتعرض لها المنطقة و العالم، اضافة الى الوضع في سورية و العراق، وليبيا، والملف النووي الايراني»، مؤكدا ان «وجهة النظر مع المانيا كانت متطابقة تماما وشعرنا بارتياح لرؤية الجانب الالماني لهذه القضايا».وأوضح انه «تم التأكيد على اهمية التواصل معهم عبر لقاءات ثنائية او على مستوى دولي لبحث هذه القضايا، كما تمت الاشارة خلال المباحثات الى الوضع الانساني في سورية حيث اكد الجانب الالماني على اهمية ان يكون هناك جهد لتحقيق مؤتمر المانحين الرابع في بريطانيا مطلع العام المقبل».وفي شأن موافقة مجلس الوزراء على افتتاح جامعة ميونيخ في البلاد وما اذا كان هذا سيفتح المجال امام تقديم الطلبات لافتتاح مزيد من الجامعات الخاصة، قال «ان علاقاتنا الثنائية مع المانيا شاملة لكل المجالات بما فيها الجانب الثقافي والتعليمي، وفتح جامعة لميونيخ في الكويت يعتبر انجازا و اضافة كبيرة جدا للتعليم الجامعي في الكويت، ونأمل ان تتبلور فكرة هذه الجامعة لانها ستتيح المجال لابناء الكويت الدراسة في الجامعة الالمانية في الكويت».وعما اذا كانت الكويت ستستعين بالجانب الالماني في صفقة اليوروفايتر، قال الجارالله «الالمان جزء اساسي من تحالف المصنع لطائرة اليوروفايتر وباعتبارهم جزءا من هذا التحالف فإننا ننظر الى العلاقات العسكرية بيننا وبينهم، انها علاقات ممتازة».بدوره، أكد السفير الألماني لدى البلاد أويجن فولفارت أن عيد الوحدة نقطة فارقة في التاريخ الألماني حيث شهد توحد شطري البلاد إلى دولة واحدة في الثالث من أكتوبر عام 1990، موضحا أنها مناسبة مهمة جدا وسارة بالنسبة للألمان وكان لها تأثير كبير على الأمن والسلام في أوروبا بأثرها.ووصف فولفارت العلاقات الألمانية - الكويتية بـ «المميزة على كل المستويات»، مستذكرا زيارة صاحب السمو الأمير لألمانيا وزيارة وزير خارجية ألمانيا للكويت أخيراً والتي حفلت بمشاورات دقيقة ومكثفة حول ابرز قضايا وملفات المنطقة والعالم ومن ضمنها جهود الكويت في المجال الإنساني وإغاثة اللاجئين.وعن تعويل الجانب الكويتي على دعم المانيا للكويت في ملف الشنغن، أوضح فولفارت أن بلاده تساند الكويت في هذا الملف «ولكن هناك بعض الإجراءات والقضايا الفنية التي يجب على الجانب الكويتي استكمالها»، لافتا إلى أن «العلاقات الألمانية - الكويتية على صعيد التبادل الثقافي تسير على ما يرام وأبلغ دليل على ذلك الاتفاق الذي ابرم أخيراً على افتتاح فرع لجامعة ميونيخ في الكويت».وردا على سؤال يتعلق بالتعاون التجاري بين البلدين، أوضح أن «حجم التبادل التجاري يصل إلى 1.6 مليار دولار، والكويت شريك مهم جدا على الصعيد الاقتصادي ولديها استثمارات مهمة ومميزة في ألمانيا تصل الى 6.8 مليار دولار».