إنجازات ملموسة تشهدها إدارة الدراسات الاسلامية في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية التي تواصل عطاءها وتفانيها في خدمة المجتمع لتحقيق أهداف الأمن المجتمعي بعد ان تحولت من مجرد فكرة عانقت غصونها السماء إلى واقع تحصد الكويت ثماره سعياً إلى بناء المجتمع المحافظ والمستنير بقيم الدين الاسلامي.ويبلغ عدد مراكز الإدارة 100 مركز تضم تحت مظلتها دور القرآن الكريم والأترجة والمراكز الثقافية لغير الناطقين باللغة العربية ومراكز لذوي الاحتياجات الخاصة وتخدم طلبة العلم الشرعي من الرجال والنساء حيث تقدم بالاضافة إلى المناهج الشرعية الأنشطة الثقافية والاجتماعية وجوائز ورحلات عمرة للفائقين كما تقدم مكافآت مالية لأوائل الخريجين.وبلغ عدد الكوادر العاملة في الإدارة 6400 ما بين معلم وإداري يقابلهم ما يزيد على 24 ألف طالب وطالبة سنويا، وتسعى ادارة الدراسات الاسلامية الى تطوير مناهجها باستمرار لتواكب أبرز المستجدات لخلق وتخريج مواطن صالح يخدم المجتمع.«الراي» التقت رئيس الإدارة وعدداً من أعضائها للتعرف على نشاطها ودورها في تنوير المجتمع والحفاظ على قيمه في السطور.وقال مدير إدارة الدراسات الاسلامية مرضي العنزي على ان لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية دورا كبيرا وفاعلاً في بناء المجتمع المحافظ والمستنير بقيم الدين الإسلامي وعلى ضوء هذا كان للادارة بصمة واضحة على مدى سنوات طويلة من خلال مراكزها المنتشرة في كافة محافظات الكويت،مبينا ان الادارة لا تحوي طموحاتها الأهداف المقيدة بل تسعى لتطبيق كل فكرة جديدة تخدم رسالة ورؤية وزارة الأوقاف.وأضاف العنزي ان الإدارة تضم تحت مظلتها دور القرآن الكريم والأترجة والمراكز الثقافية لغير الناطقين باللغة العربية ومراكز لذوي الاحتياجات الخاصة وتخدم طلبة العلم الشرعي من الرجال والنساء حيث تقدم بالاضافة الى المناهج الشرعية الأنشطة الثقافية والاجتماعية وجوائز ورحلات عمرة للفائقين كما تقدم مكافآت مالية لاوائل الخريجين، موضحاً ان مراكز ادارة الدراسات بلغت حتى الآن 100 مركز موزعة على كافة محافظات الكويت الست وتقبل في التسجيل فيها من عمر 15 سنة فما فوق.وأضاف ان مراكز دور القرآن الكريم تهدف لنشر الثقافة الإسلامية من خلال تدريس القرآن الكريم حفظاً وتلاوة وأحكاماً وتجويداً والعلوم الشرعية والفقه والحديث والتفسير والعقيدة والسيرة والتاريخ والنحو و الثقافة الإسلامية بطريقة سهلة وميسرة وتشمل دور القرآن الكريم على ثلاثة أنظمة دراسية وهي التمهيدي «محو الأمية» ومدة الدراسة فيه ست سنوات ودور القرآن الكريم «المطور» ومدة الدراسة فيه أربع سنوات بثمانية فصول دراسية حيث تقسم السنة الدراسية الى فصلين دراسيين، ومعهد الدراسات الإسلامية ويتكون من شعبتين شعبة القرآن الكريم وشعبة الدعوة ومدة الدراسة فيه سنتان بأربعة فصول دراسية لخريجي دور القرآن الكريم.وبين أن مراكز الأترجة جاءت تسميتها من الحديث الشريف «مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب» والأترجة نوع من الفاكهة الطيبة والشهية ومراكز الأترجة هي مراكز متخصصة لتحفيظ القرآن الكريم وتعليمه وتلاوته والتمكن من أحكام التجويد والتعمق في دراستها.وذكر ان إدارة الدراسات الاسلامية تقوم بدور ونشاط في المؤسسات الاصلاحية مثل مجمع دور الرعاية في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وناديي الصم والمعاقين ومركز الإيمان للتعافي من الإدمان ومع غير الناطقين باللغة العربية.ولفت العنزي إلى ان الإدارة تشهد تطوير المباني وإعادة استغلالها الاستغلال الأمثل وتطوير المناهج الدراسية والعمل على وضع لوائح و نظم خاصة بالعمل كما تم تطوير مناهج التدريب وتطوير العاملين،موضحاً ان تطوير اللوائح شمل دليل الدارس ودليل المعلم ودليل الموجه ودليل التدريب ودليل الأنشطة و كذلك لائحة الكنترول والاختبارات كما نأمل بعد الانتهاء من تطوير هذه اللوائح ان يتم صدورها بقرار وزاري لتكون رسمية ومعتمدة.وبين ان من التحديات التي تواجه ادارة الدراسات الإسلامية هي تطوير الهيكل التنظيمي للادارة وذلك لإضافة مسميات جديدة من خلاله حيث ان الهيكل وضع العام 1997 ولم يتطور بشكل يواكب التطور الكبير الذي شهدته الإدارة حيث ان الهيكل الحالي لم يذكر فيه المسميات مثل وكيل المركز والموجه الفني كما لم يراع زيادة عدد المراكز وعدد العاملين والدارسين وتوسع خارطة عمل إدارة الدراسات الإسلامية.وذكر ان وزير الأوقاف عقد اجتماعاً خاصاً مع وكيل ديوان الخدمة المدنية تمت خلاله مناقشة هذه المسميات مع وكيل ديوان الخدمة المدنية لايجاد الحلول لاضافة هذه المسميات الوظيفية مع التأكيد على ضرورة الاسراع في اعتماد الـ 100 مركز.ومن أبرز ما يجري دراسته حالياً لاضافته في الهيكل التنظيمي الجديد مراقبة أو جهاز التوجيه الفني الذي كان عقبة أمام تطوير بعض المسميات الوظيفية وهذا الأمر بالنسبة لنا في ادارة الدراسات الإسلامية أمر حيوي جداً وسيحقق نقلة ممتازة في اتاحة الوظائف الاشرافية للمعلمين ويحفز الكوادر التعليمية للالتحاق بالعمل في إدارة الدراسات.وأضاف انه تم التنسيق مع وزارة التربية في موضوع نقل شروط التقدم لوظيفة وكيل ومشرف وموجه وموجه فني أول وموجه عام بالتعاون مع وزارة التربية التي قدمت الدعم الكامل لتحقيق ذلك وحصلنا على قرار المماثلة وتم رفعه لديوان الخدمة المدنية.وأشار العنزي إلى تشكيل فريق عمل بتعليمات مباشرة من الوزير لحصر المباني المستأجرة والتقليل منها وصولاً إلى الانتهاء من تأجير المباني بشكل كامل وكان للإدارة مشاركة فاعلة في هذا الفريق وقمنا بنقل بعض المراكز للمباني الحكومية والاستغناء عن المباني المؤجرة وقد تعاونا مع بعض الادارات لتحقيق هذا الهدف.واستطرد قائلاً: اننا نتطلع الى تسلم مبانٍ جديدة في الأشهر المقبلة في مدينتي سعد العبدالله وصباح الاحمد ومنطقتي حولي والقادسية وهناك بروتوكول تعاون بين وزارتي الأوقاف والتربية وقع في العام 2007 بناء على توجيهات مجلس الوزراء لاستغلال بعض مدارس وزارة التربية لادارة الدراسات لتوفير الميزانيات المرصودة للمباني المستأجرة وهيأت وزارة التربية مدارسها لنا.وتابع العنزي «في ما يخص تطوير المناهج الحالية تقرر تعديل كتب التفسير والتجويد والفقه بالاضافة إلى ان مادة العقيدة تم البدء في تدريس المنهج الجديد وزيادة حصتها التدريسية من خلال إضافة أبواب جديدة لها لتدرس على مدى ثمان فصول دراسية».وزاد «أما في ما يخص المتابعة والاعتماد النهائي للمناهج الجديدة في ادارة الدراسات فقد تم تشكيل لجنة من قبل الوزير لدراسة مناهج وزارة الأوقاف برئاسة وكيلها المساعد للشؤون الإدارية والمالية فريد عمادي وعضوية الوكيل المساعد لقطاع الافتاء الدكتور عيسى العبيدلي وكان لنا دور معهم في تعديل العديد من المناهج والمؤلفات وعلى ضوء ذلك وبالتعاون مع هذه اللجنة فقد تم استحداث مادتين لتدرس في مراكز إدارة الدراسات وهي مادة قواعد السلوك الأخلاقي ومادة المواطنة في الإسلام.وبدوره قال رئيس قسم الشؤون الإدارية في ادارة الدراسات الإسلامية فيصل المطيري ان حجم ادارة الدراسات الإسلامية في الواقع كبير جداً حيث يتبعها 100 مركز تغطي كافة محافظات الكويت ومخصصة للرجال والنساء وتشمل دور القرآن الكريم مراكز الأترجة ودور القرآن الكريم في المؤسسات الاصلاحية وذوي الاحتياجات الخاصة بالاضافة الى المركز الثقافي الاسلامي لغير الناطقين باللغة العربية.ولفت إلى ان حجم القوى العاملة في الادارة تجاوز خمسة آلاف معين بين اداري ومعلم و 1400 مكلف وبذلك يكون اجمالي القوى العاملة في ادارة الدراسات هي 6400 موظف يخدمون جميع المدارس والمراكز، موضحاً ان عدد دور القرآن الكريم بلغ 71 داراً فيما بلغ عدد الأترجة 29 مركزاً، منوهاً إلى ان عدد الدارسين في الأترجة ودور القرآن وغيرها من المراكز التابعة للإدارة يبلغ 24648 دارساً ودارسة مقسمين على المراكز الصباحية والمسائية.ولفت المطيري إلى ان الإدارة تعمل على دراسة تضخم القوى العاملة لديها بهدف إعادة توزيعها بالشكل الأمثل وفي هذا الإطار تم تشكيل لجنة تواصل عملها وأوشكت على رفع تقريرها النهائي.وذكر المطيري ان طموحات ادارة الدراسات وآمالها كبيرة جداً فلا شك ان وزارة الأوقاف صرفت على النظام الإلكتروني الكثير من الأموال وخصوصاً نظام «ساب» وهو نظام متكامل لديوان الخدمة المدنية يغطي جميع الاجراءات الإدارية في الوزارة بهدف القضاء على التعامل الورقي وتحويل التعامل الإداري إلى نظام حديث والكتروني ما يقلص الهدر الورقي ويوفر على الدولة بالمراسلين والأرشفة.وقال انه سيصبح لوزارة الأوقاف السبق الإداري في حال تطبيق هذا النظام في اتخاذ الاجراءات الادارية عن طريقه وبشكل آلي ومنظم وبشكل مطابق للهيكل التنظيمي وسيخدم الإدارة عموماً، موضحاً ان هذا النظام يحد ويوفر على الوزارة في القوى العاملة ويجعلها مواكبة لأحدث الأنظمة في المعاملات الإدارية خصوصاً بعد تطبيق نظام اثبات الحضور عن طريق البصمة والكرت الممغنط.وزاد المطيري ان من الطموحات التي نأملها هو نظام «الكنترول» على نحو يصبح مطابقاً لما يتم في وزارة التربية لضمان المركزية في متابعة الاختبارات الخاصة بالدارسين ورصد الدرجات فتطمح إدارة الدراسات الاسلامية لوضع نموذج حديث عن طريق تطوير النظام الحالي للكنترول بالأنظمة الحالية التي توفرها الوزارة .ومن جهته،قال رئيس قسم الحلقات بندر النصافي ان المركز الثقافي الإسلامي التابع لادارة الدراسات الإسلامية أنشأ في العام 2007 ويقدم العلوم الشرعية واللغة العربية لغير الناطقين بالعربية ويبلغ عدد الملتحقين به لدراسة اللغة العربية والعلوم الشرعية 2500 دارس مقسمين على نظامي الابتعاث الخارجي وتخرج منه 800 دارس أما الدارسين في الداخل فبلغ عددهم 1700 دارس.وأضاف ان نظام الدراسة في المركز الثقافي الإسلامي يتضمن فترتين صباحية ومسائية لمدة 3 أشهر بواقع 6 أيام بالأسبوع أما الدارسين من الداخل فنحن نستهدف غير الناطقين باللغة العربية حيث يختار الدارس الوقت المناسب له، لافتاً إلى ان عدد الدارسين المسجلين لهذا العام في مراكز الأترجة بلغ 11422 دارساً ودارسة.بدوره قال عضو اللجنة التنفيذية لمراكز الأترجة عبدالرحمن السعيد انه بالنسبة للدارسين في الأترجة الذين انهوا الدراسة ودخلوا اختبار التخرج هم 7 دفعات فأول دفعة كانت في العام 2008 وعددهم 16 شخصاً في سنة الأولى أما الدفعة السابعة في العام 2014 بلغ عدد الخريجين 162 خريجاً أما اجمالي الخريجين من مراكز الاترجة فقد بلغ 738 خريجاً وخريجة.وأضاف انه بعد التخرج يحق لهؤلاء الخريجين دخول حلقات الاسناد المتصل وينخرطون في برنامج تدريبي خاص وبعد اجتيازه يلتحق بحلقة الاسناد ويقرأ على شيخ متصل الاسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم ويمنح شهادة معتمدة من وزارة الأوقاف.من جهته، قال رئيس قسم التوجيه الفني للحلقات الدكتور فهد الجرمان ان عدد الدارسين في المراكز التابعة للإدارة الدراسات كبير جداً ويحتاج الى كادر تعليمي كبير جداً حيث ان من شروط الالتحاق بالكادر التعليمي كمعلم في مراكز الأترجة يجب ان يكون حافظاً للقرآن الكريم بالكامل وهذا الشرط تسبب في عجز في عدد المعلمين لدينا وخاصة من الكويتيين فعددهم لا يغطي الاحتياج من المعلمين ولذلك تم فتح باب التكليف في هذا التخصص.وأضاف«بسبب قلة المعلمين اضطرت بعض المراكز لعدم قبول الدارسين لهذا الفصل لكن تم فتح باب التكليف لعدد من المعلمين بحيث يقابل المعلم الواحد ما يعادل 70 طالباً وتم حل هذه المشكلة بالتكليف الإضافي».ولفت الجرمان إلى ان عدد المعلمين المعينين في مراكز الأترجة يبلغ 41 معلماً في قسم الرجال و 74 مكلفاً أما عدد النساء المعينات فبلغت 141 مدرسة والمكلفات 271 معلمة ونحن في حاجة حالياً لأكثر من 100 معلمة.وأوضح انه في ما يخص المناهج فقد تم تشكيل لجنة من قبل المدير السابق لادارة الدراسات وبدأنا بمادة العقيدة التي كانت تدرس في السابق على ثلاثة فصول وتم اقتراح تأليف منهج جديد للمادة يناسب الطلبة ويبتعد عن الخلافات الطائفية وتسمية الفرق كما أضيف فصل دراسي جديد فيها يتناول السياسة الشرعية ومن خلاله يبين كيفية التعامل مع الحكام على ضوء الكتاب والسنة بناء على ما حدث من مجريات في المحيط الإقليمي وجعلنا مادة العقيدة يمتد تدريسها على مدى ثمانية فصول دراسية.وتابع «أما في ما يخص مادة الفقه فقد تم اعتماد اقتراح تغيير الكتاب الفقهي من المذهب الشافعي إلى الحنبلي لأنه مذهب شائع لدى أهل البلد وكثير من طلبة العلم».أما رئيس قسم الأنشطة عبدالله العبيد قال ان دور القرآن الكريم منوط بها دور آخر غير الدراسة وهو الأنشطة الثقافية والاجتماعية ومن خلاله نحتاج إلى ترغيب الدارسين وكسر الروتين والجو الأكاديمي من خلال الدورات والرحلات والزيارات الميدانية، مبيناً انه يوجد في كل مركز يوجد مكتب للتواصل الاجتماعي للتواصل المباشر مع الدارسين.وأضاف «تنبع أهمية هذا المكتب في الحفاظ على الدارسين وعدم تسربهم من العملية التعليمية وتقوية الروابط بين ادارة المركز و الدارسين حيث بلغت أنشطتنا في العام الماضي 4000 نشاط تقريباً بين زيارات واحتفالات تكريم ومحاضرات واصدارات وحملات إعلامية للتعريف بدور القرآن الكريم والحض على التسجيل من خلال وسائل الإعلام و التواصل الاجتماعي أو من خلال موقعنا الالكتروني الذي يعمل بثلاث لغات.وتحدث رئيس قسم المكتب الفني للدورات التدريبية زيد الهاملي قائلاً ان الموسم التدريبي يبدأ في الأول من ابريل في كل عام وينتهي في 31 مارس من العام المقبل بهدف تطوير أداء المعلمين.وأضاف ان الإدارة تتعاون مع المركز العالمي للوسطية بشأن الدورات التدريبية حيث تعقد حالياً 12 دورة للمعلمين حرصاً على تطويرهم بكل الاتجاهات وتتناول الدورات مفاهيم الوسطية الصحيحة، والمفاهيم الخاطئة في تفسير الإسلام والمفهوم الشرعي للجهاد وخطورة التكفير وضوابطه.وأشار الهاملي إلى ان الوزير يعقوب الصانع شدد على أهمية تدريب المعلمين الجدد قبل توزيع نصاب الحصص عليهم ولذلك كان لدينا برنامج تدريبي بعنوان «حقيبة المعلم الجديد» ويتضمن 12 دورة متخصصة تبدأ في 25 أكتوبر الجاري وتنتهي في 9 فبراير المقبل ومن ضمنها منهج علمي وتربوي ودورة عن المواطنة وقواعد السلوك الاخلاقي ودورة عن الوسطية الاعتدال وجميع هذه الدورات تقام في المباني التابعة لادارة الدراسات الإسلامية.