هي واحدة من أقدم الجاليات التي وجدت في الكويت، ويعود وجودها إلى ما قبل تبادل العلاقات الديبلوماسية بين البلدين. إنها الجالية المغربية التي لم يمنع قرب بلادها من أوروبا واتجاه الأغلبية من أبنائها تجاه القارة العجوز من أن ييمم بعضهم وجوههم شطر المشرق العربي، وتحديدا الكويت.«الراي» فتحت ملف الجالية المغربية في الكويت من خلال أحد أبنائها، ميلودي عوف، الذي يعيش هنا منذ 25 سنة، حيث أكد أن هجرة معظم المغاربة كانت نحو القارة الأوروبية للقرب الجغرافي، ولكن بعد افتتاح السفارة وتبادل البعثات الديبلوماسية بين البلدين بدأ المغاربة بالتعرف أكثر على الخليج وبدأت أعداد الجالية بالارتفاع تدريجيا، حتى عام 1990 حيث عاد الكثير منهم للمغرب في فترة الغزو، وبعد التحرير عاد للكويت جيل جديد من المغاربة المدرسين والممرضين ثم تبعهم الكثير من الحرفيين كالحلاقين، وأخيرا حضر للكويت عدد من مهندسي الاتصالات وأصبح تعداد الجالية بحدود 4000 نسمة معظمهم مع عائلاتهم وقلة هم العزاب.ميلودي، المقيم في الكويت منذ عام 1995 ويعمل كشريك في محل التراث المغربي منذ 7 سنوات، يعتبر المحل كالزاوية لأبناء الجالية المغربية الذين يحرصون على زيارته بشكل دائم، حيث أصبح المصدر الأساسي للفلوكلور المغربي على مستوى الكويت، ولا تكاد أي حفلة للسفارة المغربية او الاحتفالات الثقافية تخلو من لمسات هذا المحل التي تميز بها التراث المغربي، تحدث ميلودي عن أهم ما يعانيه أفراد جاليتهم من مشاكل، مؤكدا في ذات الوقت انهم سعداء لما يلقونه من معاملة حسنة وممتازة من السلطات الكويتية، وفي ما يلي نص اللقاء:? هل لك ان تحدثنا عن تاريخ المغاربة في الكويت؟التواجد المغربي في الكويت قديم جدا يعود لما قبل افتتاح السفارة في الثمانينات، ولكن عددهم كان قليلا مقارنة مع الجاليات الأخرى، فكما تعلمون ان هجرة معظم المغاربة كانت للقارة الأوروبية للقرب الجيوغرافي، ولكن بعد افتتاح السفارة وتبادل البعثات الديبلوماسية بين البلدين بدأ المغاربة بالتعرف أكثر على الخليج وبدأت أعداد الجالية بالارتفاع تدريجيا، حتى عام 1990، حيث عاد الكثير منهم للمغرب في فترة الغزو العراقي للكويت، وبعد التحرير عاد للكويت جيل جديد من المغاربة المدرسين والممرضين، ثم تبعهم الكثير من الحرفيين كالحلاقين وأخيرا حضر للكويت عدد من مهندسي الاتصالات وأصبح تعداد الجالية بحدود الـ4000 نسمة معظمهم مع عوائلهم وقلة هم العزاب.? هل وجدتم صعوبة في اختلاف اللهجات بين المغرب والكويت؟الشعب المغربي معروف بأنه يستطيع التأقلم في أي مكان، فلا تعيقه اللهجات أو التعامل مع الآخرين، وهناك بعض الكلمات المحرجة في بعض اللهجات وهي اكثر ما صادفناه هنا في الكويت، ومثال على ذك ان «العافية» في اللهجة المغربية تعني النار، والمجتمع الكويتي معتاد على جملة «الله يعطيك العافية» مما كان يحدث نوعا من الطرافة والمزح، حتى أصبح بعض الزبائن لدينا يقولون لنا «الله يعطيكم عافية الكويت وليس عافية المغرب»، فالشعب الكويت يعشق اللهجة المغربية وهذا ما يدل على انفتاح الشعب الكويتي على الآخرين.? ما النشاطات التي تقوم بها الجالية المغربية في الكويت؟في كل موسم لنا نشاطات نقوم بها، فمثلا خلال فترة الربيع تكون تجمعاتنا في البر والتخييم للاجتماع والابتعاد عن صخب المدينة جو العمل وتكون بمثابة فرصة للتعرف على المغاربة الجدد في الكويت خلال هذه التجمعات، وفي موسم الصيف تكون لنا تجمعات ورحلات بحرية للجزر الكويتية والأكوابارك تشمل مسابقات لفن الطبخ المغربي وألعاب الأطفال تتخللها جوائز للفائزين.? هل هناك تعاون ثقافي بين شعبي البلدين؟العلاقات السياسية بين البلدين تعود لايام الملك الحسن الثاني رحمه الله، وابوه الملك محمد الخامس، حيث زار الكويت وزيارة الشيخ جابر الاحمد للمغرب في عهد الملك محمد الخامس، لذلك فعلاقات البلدين تاريخية، وعلاقات ممتازة بين شعبي البلدين، فالشعب الكويتي يحب المغرب كثيرا، والديكور المغربي له جذور في معظم البيوت الكويتية من أثاث أو تحف، وحاليا لا يخلو اي بيت كويتي من الديكور المغربي أو جلسة «ركن» مغربي، وهذا احد انواع الترابط الثقافي بين شعبي البلدين، وقد اقيمت الكثير من المهرجانات الثقافية المغربية في الكويت وهناك اقبال كويتي كبير على الفعاليات الثقافية المغربية.? ما اهم المشاكل التي تعاني منها جاليتكم؟المعيشة في الكويت جميلة جدا، لكن خلال السنوات الأخيرة هناك تغيير كبير بسبب غلاء المعيشة، وهذا لا يقتصر على الجالية المغربية لوحدها بل على الجميع وأهم هذه التغييرات هو ارتفاع الايجارات بأكثر من الضعفين، مما أصبح يثقل كاهل العوائل المقيمة التي لم يتم رفع رواتبها، وأيضا رسوم المدارس الخاصة المرتفعة، وقدمنا اقتراحنا للسفارة بهذا الشأن وهي ان كان بالامكان ان تفتتح الحكومة مدارس حكومية للمقيمين ويكون هناك نسبة يتم دفعها من المقيم مثل ما يتم في التأمين الصحي للمقيمين، فأنا أعرف بعض الحالات ممن لديهم 4 ابناء ولا يستطيع دفع رسوم المدارس الخاصة فقام بتدريس الأولاد فقط ترك البنات دون تعليم. والمشكلة الأخيرة هي صعوبة الحصول على رخصة القيادة، فالقانون الجديد صعب عليهم ذلك على الرغم من وجوده مع عائلته ولكن المسمى الوظيفي لديه لا يؤهله للحصول عليها بحسب القانون، ونحن كتجار أيضا نشعر بهذا الفرق سنويا فكل سنة تزداد صعوبة عن سابقتها ومع ذلك تم رفع الايجارات علينا لحوالي أكثر من الضعف مع ضعف عام في حركة الأسواق بشكل عام مما أثقل كاهل المقيم الشريك الكويتي ايضا، وبرأيي أن الشهور الثلاثة الماضية كانت الأسوأ لجميع التجار من المقيمين والمواطنين بشكل كبير، ولكن يبقى الجو العام طبيعيا وجاليتنا متأقلمة مع الأوضاع، ونعتبر أنفسنا من الجاليات المحظوظة في الكويت من ناحية معاملة السلطات الكويتية مع أبناء الجالية، كونها جالية لا تبحث عن المشاكل أبدا ومسالمة بشهادة الجميع.? كيف تجدون تعاون سفارتكم مع ابناء الجالية؟في السنوات العشرة الأخيرة هناك تقارب كبير بين السفارة وأبناء جاليتنا ونجد السفارة متواجدة في جميع المناسبات للجالية، ومن الصعب على السفارة ارضاء جميع أبناء الجالية لكنها تبذل جهدها لذلك، ولكنها في لقاء مستمر مع أبناء الجالية من أجل التباحث في امورهم وتبادل النصائح ما يخدم المصلحة العامة.

عشاء العقيقة وشعور الغربة

تحدث ميلودي عوف عن النشاطات الاجتماعية بين أبناء الجالية، مؤكدا أنها نشيطة جدا في بقية مواسم السنة، من مثل التجمع في المولات أو في احد المنازل.وذكر أن «آخرها كان تجمعنا في بيت أحد أبناء الجالية بمناسبة ذبحه عقيقة عن مولوده بحسب تقاليدنا في المغرب، وفي بعض الأحيان يتجمع أبناء الجالية عندي في المحل للعشاء، كونه يبعد شعور الغربة عنهم لتواجدهم بين التراث المغربي».

المغرب من أكثر دول العالم جذباً للسياح

تعتبر المملكة المغربية من أكثر دول العالم جذبا للسياح، فبالإضافة إلى شواطئها الطويلة على مدى 3500 كيلومتر، وواحاتها الخصبة وجبال الاطلس الشاهقة والممتدة تتمتع البلاد بعمارة إسلامية رائعة.ولا يخفي السياح إعجابهم بالمدن العتيقة كفاس ومراكش ومكناس وطنجة والرباط، وهو إعجاب دفع عددا من المواقع السياحية المتخصصة لتصنيفها ضمن أفضل الوجهات السياحية، كمدينة شفشاون التي احتلت هذا العام المرتبة الخامسة في قائمة المدن العالمية المعروفة بألوانها المزركشة، ومدينتي فاس ومراكش اللتين صنفتا من طرف الموقع السياحي «تريفاغو» في المرتبتين الرابعة و السابعة عشرة، بينما صنف موقع «تريب إدفايزر» مدينة مراكش في المرتبة السادسة، ومدينة إفران التي تعتبر ثاني أنظف مدينة في العالم.وتعتبر إفران من أقدم المدن المغربية الجبلية والتي تقع على ارتفاع 1655 مترا فوق سطح البحر إذ يميزها البرد القارس والثلوج التي تغطي سفوح جبالها في الخريف والشتاء واعتدال الجو في الصيف والربيع، وهي من أفضل الأماكن التي يقصدها الزوار للاستمتاع بالجو اللطيف والمعتدل وأصبحت منتزها للعديد من الأسر المغربية والسياح. إفران من الواجهات السياحية القليلة في المغرب التي تعرف اكتظاظا على طول العام، إذ يتوافد عليها سياح أجانب في الشتاء والخريف لمزاولة رياضة التزلج على الجليد، إذ توجد محطات شتوية خاصة لممارسة التزلج على الجليد كـ«ميشليفن» المعروفة والتي يوجد بها منتجعات سياحية ومطاعم لاستضافة زوارها.

المغاربة والهجرة للكويت

| بقلم المهدي الرامي* |

الجالية المغربية المقيمة بدولة الكويت صغيرة الحجم بالمقارنة مع الجاليات العربية والآسيوية، حيث يبلغ تعدادها حوالي 4000 مواطن مغربي، وهي من الجاليات المغربية الصغيرة في دول مجلس التعاون مقارنة بالمقيمين في المملكة العربية والسعودية والامارات العربية، ومع ذلك فهي في نمو مستمر، فالعديد من الشباب المغاربة باتوا يختارون الهجرة إلى دولة الكويت، لما توفره من فرص عمل في قطاعات مهنية متنوعة، و بالتالي الاستقرار فيها مع عائلاتهم.وتتنوع الوظائف التي يشتغلها المغاربة في الكويت، فنظراً لكفائتهم المهنية ولعلاقات الثقة بين الشعبين، استطاع العديد منهم الاندماج بسرعة في سوق العمل الكويتي والنجاح في ما أسند إليهم من مهام. فبالإضافة إلى العمل مع الدوائر الرسمية والهيآت العربية التي تتخذ من الكويت مقرا لها و مكتب الأمم المتحدة، استطاعات الأطر المغربية التميز في مجالات أخرى: كالمقاولات و الديكور و الحرف التقليدية و التجارة والأبناك والشركات الاهلية تسيير الفنادق، وغيرها من الخدمات.وبالنسبة للمشاكل التي تعاني منها الجالية المغربية في الكويت، فهي لا تخرج عما قد تلاقيه بقية الجاليات المقيمة. وبالمناسبة فهناك العديد من ابناء الجالية الذين تتعدى إقامتهم العشرين سنة، ومنهم من تعدت إقامتهم الثلاثين سنة وهم قلة قليلة، وهي مدة ليست بالبسيطة، وما كان ليطول بهم المقام دون الشعور بالارتياح لما توفره الكويت للمقيمين وخصوصا من الجاليات العربية، التي نتقاسم معها الانتماء إلى أمة واحدة. وبخصوص المشاكل فيه تتعلق بالتمدرس خاصة في المرحلة الجامعية، او المشاكل مع بعض الكفلاء.وتتميز الجالية المغربية بوعي كبير يدعوها للتآزر والتضامن في ما بينها، يتضح في المناسبات أو حالات الوفاة المسجلة في صفوف افراد الجالية، و هم خير سفراء لبلادهم ولثقافتهم، و تدرك تمام الإداراك أنها مدعوة لإعطاء صورة جميلة تعكس الإشعاع الحضاري و التاريخي للمملكة المغربية. في احترام تام لقوانين بلد الاقامة، وبكل فخر فالجالية المغربية قليلة المشاكل.* القائم بالأعمال المغربي لدى الكويت