من المعروف أن ديننا الإسلامي الحنيف قد وضع ورسم لنا حياتنا كاملة من المهد إلى اللحد، ومنذ أول يوم في الإسلام إلى آخر يوم في هذه الحياة سنجد أن لدينا في كل حقبة زمنية من تاريخ الأمة الإسلامية شرحاً وافياً وكافياً عنها، سواء انتهت هذه الحقبة أم إنها ستأتي في المستقبل، ومن ضمن هذه الحقب «زمن الهرج والمرج»، حيث أشار رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام بأنه سيأتي زمن يزداد فيه قتل النفس المسلمة من غير سبب حيث لا يعلم المقتول لمَ قُتل ولا القاتل لمَ قَتل!!مما سبق نرى وكأننا نعيش هذه الحقبة الآن في هذه الأيام، حيث نرى القتل من غير سبب قد ازداد في بلاد العالم الإسلامي بشكل عام، ونرى أيضا أن المشاكل قد تفاقمت في بلدنا العزيز ووصلت إلى حد لا يتصوره عقل، فالمحاكم والمخافر تكاد تغص بها، حيث تعددت هذه القضايا وتنوعت وأغلبها من دون جدوى بالنسبة للشاكي، أي من الممكن أن تنقلب ضده القضية ويصبح مطلوباً للمشكو في حقه، ومن الممكن بأن تكون هذه المطالبة بمبالغ طائلة لم تكن في الحسبان بالنسبة للطرف الأول (الشاكي).ونرى أن المستفيد الأول من هذه المشاكل والقضايا هم إخواننا المحامون حيث نجد أن مكاتب المحاماة - تبارك الرحمن الله يزيدهم ويبارك لهم سواء كانت كبيرة أم صغيرة - مردودها ممتاز، ونراها مكتظة بالقضايا والموكلين، ولكن للأسف نرى أن البعض ممن يُطلق عليهم (محامي تجاري) لا يعمل بإخلاص أسوة ببقية زملائهم المحامين، حيث يقوم نفر منهم بتضليل موكليهم فيدفعونهم باتجاه الابتلاء والكذب وتزييف الحقائق أمام الجهات المعنية لإلحاق الضرر بحق المشكو ضده، بهدف ابتزازه كي يصلوا معه لموضوع التنازل الودي ولكن بمقابل مادي، من دون أن يوضح للموكل بأنه لو انكشف الأمر ونصر الله المظلوم فسوف تتغير كل هذه الموازين ويكون الشاكي مطلوباً للمشكو بحقه.من أجل ذلك يقول البعض إن الحقبة التي نعيشها تعتبر حقبة المحامين، وان الزمن الذي نعيشه كأنه زمن الهرج والمرج، وعن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام قال: «سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة. قيل وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة»... نسأل الباري أن يحفظنا جميعاً من كل شر ومكروه، وأن يهدي هذه القلة القليلة من المحامين إلى الصواب، والطريق الصحيح وأن يوفق قضاتنا ويعينهم على المسؤولية الكبيرة الواقعة على عاتقهم.T:@a_e_alhubail
مقالات
بالكويتي
حقبة المحامين ... «زمن الهرج والمرج»
02:06 م