| كتبت هبة الحنفي |

أعلن مدير دائرة الزراعة والبيئة البحرية والثروة السمكية في معهد الكويت للأبحاث العلمية مدير مشروع استزراع  الزبيدي الدكتور سليمان المطر «نجاح نتائج البحوث التي يجريها معهد الكويت للأبحاث العلمية في استزراع سمكة الزبيدي، اذ تمكن الباحثون في المعهد من تبييض الزبيدي في الأحواض والحصول على يرقات صغيرة»، معتبرا ان النتيجة «بادرة تبشر بالخير وتشير إلى امكانية نجاح استزراع الزبيدي على نطاق تجاري، فبعد النجاح الذي حققه المعهد في مشروع  المرحلة الأولى من استزراع الزبيدي والذي انتهى قبل أربع سنوات وكان يهدف إلى وضع التقنية اللازمة لتربية صغار الزبيدي من البيضة وحتى الحجم التجاري من خلال جمع بيض الزبيدي من البحر وتربية يرقاتها في الأحواض، فقد تمكن الباحثون في المعهد في بداية المرحلة الثانية من الحصول على البيوض من أمهات الأسماك التي تمت تربيتها في المرحلة الأولى». جاء كلام المطر خلال مؤتمر صحافي عقده الباحثون في دائرة الزراعة البحرية والثروة السمكية حول هذه الإنجازات، شارك فيه مدير دائرة الزراعة والبيئة البحرية والثروة السمكية في معهد الكويت للأبحاث العلمية ومدير مشروع  استزراع  الزبيدي الدكتور سليمان المطر والباحثون المشاركون في المشروع الدكتور خالد عبدالاله والدكتور سلام العبلاني وتوفيق بورزق واحمد المرزوق واماني الياقوت». وبين «أهمية سمكة الزبيدي في العالم وكمية مصايدها حول العالم وفي الكويت، قائلا «ينتشر نوع الزبيدي في العالم في منطقة شاسعة تمتد من الخليج العربي وحتى اليابان وتشتمل على المناطق حول شبه القارة الهندية وسواحل جنوب شرق آسيا وجزر الفيليبين وفي بحار الصين وكوريا»، مضيفا «وتبلغ كميات مصيد العالم من الزبيدي نحو 130 ألف طن سنوياً تصطاد الصين نحو 62 ألف طن والهند 38 ألف طن والباقي من الدول الأخرى، ويحظى الزبيدي بطلب كبير واسعاره في الارتفاع في جميع دول مناطق صيده ولكن كميات مصيد الزبيدي في العالم في تدهور مستمر بسبب الصيد الجائر، ففي الكويت بلغ أعلى كميات مصيد الزبيدي نحو 1160 طنا عام 1995 ثم بدأ في الانخفاض تدريجياً خلال النصف الثاني من التسعينات حتى وصلت إلى كميات متدنية لا تزيد على 130 طنا في عام 2003».وتطرق في حديثه  الى المرحلة الأولى لاستزراع الزبيدي ، قائلا «لأهمية سمكة الزبيدي وارتفاع اسعارها ورغبتها لدى المواطن فقد بادر معهد الكويت للأبحاث العلمية ممثلا بدائرة الزراعة البحرية والثروة السمكية بالقيام بمشروع استزراع الزبيدي كمرحلة أولى عام 1998 وكان أهم أهداف المشروع الحصول على بيوض الزبيدي من البحر حتى يتم تفقيسها وتربية الصغار في المختبر».وأردف قائلا «فقد تم في الماضي عمل بعض التجارب على صيد أسماك الزبيدي الحية ونقلها إلى أحواض التربية في معهد الكويت للأبحاث العلمية، لكن نظراً لطبيعة معيشة الزبيدي وحساسيته لمعدات الصيد وتأثره بعمليات النقل وجد أنه من الصعب نقل الزبيدي الحي من البحر إلى أحواض التربية؛ اذ إن عمليات الصيد  والنقل تؤدي إلى إزالة عدد كبير من القشور الصغيرة الموجودة على جسم السمكة الأمر الذي يعمل على إصابتها بالتهابات تؤدي إلى نفوقها خلال بضعة أيام بعد جلبها من البحر، لذا فإن صعوبة الحصول على أسماك حية من البحر وأقلمتها على الحياة في الأسر يعتبر من أهم الأسباب الرئيسية التي أخرَت الشروع في تجارب استزراع هذه السمكة المهمة».ولفت الى ان «بعد أن تمكنا من الحصول على البيوض الملقحة بدأ الهدف الثاني من مشروع المرحلة الأولى وهو وضع الأسس لتربية يرقات الزبيدي وتحديد الغذاء المناسب ليرقاتها، وتحديد كذلك العوامل الطبيعية المناسبة لحياة وبقاء اليرقات مثل درجة حرارة الماء وشدة الضوء وسعة الأحواض ومعدل تبديل المياه في الأحواض».وأوضح أنه «بعد تربية اليرقات وتحديد المتطلبات الغذائية والطبيعية تم اجراء العديد من التجارب على نمو يوافع الزبيدي وطبيعة غذائها، وعلاقة نموها مع درجة حرارة الماء، كما تمت معالجة بعض الطفيليات التي تصيب الأسماك الصغيرة. وبعد فترة اليوافع التي استغرقت سنة ونصف السنة بدأت التجارب على الأسماك البالغة التي عمرها سنتان على مدى امكانية تبييضها في الأحواض. وانتهت المرحلة الأولى دون التمكن من تبيض سمكة الزبيدي في أحواض التربية».وبين أن «من أهم أهداف المرحلة الثانية التي بدأت في سبتمبر الماضي وستستمر لمدة ثلاث سنوات، وبدعم وتمويل الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي لتكملة البحوث الطويلة والتجارب المتعددة التي تم إجراؤها على تربية الزبيدي خلال المرحلة الأولى، الإكثار من إنتاج صغار الزبيدي عن طريق تزاوج الأسماك التي تمت تربيتها في الأحواض والتي تم وضع أسس تربيتها خلال المرحلة الأولى».وأوضح انه «مع بداية المرحلة الثانية وبناء على نتائج العديد من التجارب فقد تم بعون  الله الحصول على بيوض ملقحة من أسماك التربية، واستطاع الباحثون جمع كميات لا بأس بها من بيوض الزبيدي الملقحة  ثم تم تفقيسها وتربية يرقاتها في الأحواض والآن هي يوافع صغيرة لا يزيد حجم الواحدة منها على قطعة 100 فلس».وركز الباحث في مشروع استزراع الزبيدي الدكتور سلام العبلاني على منعطفين علميين أساسيين قام بهما المعهد في هذا الصدد «ففي هذين الأمرين للمعهد فضل الريادة فيه والسبق العلمي على المستوى العالمي، وهما أولا قدرة المعهد متمثلة بالنخبة الطيبة من الباحثين العلميين على انتاج يرقات الزبيدي وإبقائها لأطول مدة ممكنه تقدر بسنوات، ثانيا تحقيق السبق العلمي العالمي في تمكننا من تربية هذه اليرقات في الأحواض وصولا الى نضوجها الجنسي حتى أصبحت بالغة».من جهته، قال الباحث في المشروع الدكتور خالد عبد الاله «لاول مرة في العالم يتم توثيق عملية تفقيس الأسماك الزبيدي من اليرقة الى السمكة المتحولة بورقة علمية في مجلة علمية، فقد كان السبق في هذا من الحليف الكويت».وقال الباحث المشارك في المشروع توفيق بورزق «نحن في الدائرة نقوم بانتاج نوعين من الغذاء الحي والذي يقدم لها الى أن يصل عمر اليرقة الى 35 يوما خاصة أن هذه الفترة تعد حساسة لأنها تمكن اليرقات من اكمال حياتها» مشيرا إلى أن «قوة الابصار لدى الأسماك البحرية في هذه الفترة ضعيف وعليه تقوم باستخدام الخلايا الحسية المنتشرة على سطح اليرقة وعليه لابد من أن يتحرك الغذاء بجوارها». ولفت الباحث المشارك في المشروع  أحمد المرزوق الى أن «الأسماك الموجودة في الأسر معرضة للإصابة ببعض الأمراض الطفيلية والبكتيرية، وعليه ارتأت إدارة صحة الأسماك في الدائرة القيام بتوسيع معرفتها بنوعية الأمراض التي يمكن أن تصاب بها سواء كانت طفيلية أو بكتيرية، تعريف نوعية الطفيليات والبكتيريا، اختيار الدواء والجرعة المناسبة التي يتحملها السمك الزبيدي، تطوير تقنية جديدة للعلاج ومنها اختيار البكتيريا النافعة وتطوير أمصال معينة لعلاج سمك الزبيدي».وأكدت الباحثة المشاركة في المشروع أماني الياقوت «أهمية توفير نوعية غذاء مرتفعة القيمة لهذه الأسماك، والعمل على تقليل المواد الكيماوية المستخدمة في علاجها، والحرص على تنظيف الأحواض والعناية بها، والعمل بكل جد خاصة بعد ما وصلنا له من سبق في هذا المجال على المستوى العالمي في الكويت على تطوير طريقة معينة للوصول الطريقة المثلى لاستزراع سمك الزبيدي».وعقب الانتهاء من المؤتمر الصحافي الذي تم به تسليط الضوء على التطورات الأخيرة التي وصل إليها استزراع السمك الزبيدي، اصطحب مدير دائرة الزراعة والبيئة البحرية والثروة السمكية في معهد الكويت للأبحاث العلمية ومدير مشروع  استزراع  الزبيدي الدكتور سليمان المطر والباحثون القائمون على المشروع الحضور في جوله استطلاعية لمشاهدة المواقع الحية التي يتم بها المشروع كالأحواض التي يستزرع بها «الزبيدي» وأمهات هذه الأسماك والكائنات الحية الحيوانية التي تتغذى عليها الأسماك المستزرعة». 

من الجولة في مشروع استزراع الزبيدي

الزميلة هبة الحنفي مطلعة علىبيض «الزبيدي»