إذا أراد الإنسان أن يخطو خطوة يفكر بها و يدرسها جيداً، و يسأل من حوله من المخلصين حتى يتجه الاتجاه الصحيح إلى الهدف المرجو، و قد تكون الاستشارة للشراكة في تجارة أو زواج أو حتى في شراء سيارة، وهذا حق مشروع ولكن في التكاليف الشرعية التي أمرنا الله تعالى بها فما علينا إلا أن نقول سمعنا و أطعنا، ولا يحق لنا أن نستشير أحدا أو أن نعطي أنفسنا الحق بالرفض أو القبول أو حتى نقول لأنفسنا هذه حرية شخصية، لأنه أمر من الله تعالى فما علينا إلا الامتثال لأوامره أما ما يحصل في هذه الأيام من بعض أخواتنا مرتديات الحجاب هداهن الله من سلوك و تصرفات لا تليق بالمسلمة أو حتى التي تنتمي إلى الإسلام ظهور بعض مرتديات الحجاب و الزي الإسلامي في المقاهي و تعاطي الشيشة على مرأى من الناس و بكل جرأة و من غير خجل أو احترام لمن حولهم يجعلنا نقف وقفة جادة و نطرح الأسئلة المنطقية لمرتكبات هذه السلوكيات و التصرفات المشينة، أولا: ما هي حدود الحرية الشخصية ؟ وهل الطريق العام و الأماكن العامة لها نصيب من الحرية الشخصية المفرطة ؟ ثانياً: إن أهم ما تملك المرأة أخلاقها و حشمتها و عفتها و حياؤها و خجلها، و هذه الصفات تجعلها محترمة و يحترمها الناس لأنها جوهرة لا تلطخ بتلك الأفعال الشاذة، أختي احذري يوم تشهد عليكِ جوارحك يوم لا تنفع تلك الأفعال الشيطانية، قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم -: «كل أمتي معافى إلا المجاهرون»، فعلى من ابتلي بهذه الأفعال المشينة أو غيرها من الذنوب و المعاصي أن يستر نفسه ولا يجاهر بها، ثالثاً: يتفكر الإنسان في كل فعل يفعله هل هو موافق للشرع و يرضي الله تعالى ؟ و هل هذه الأفعال تحترم من قبل العامة ؟ بلا شك من تفعل تلك الأفعال ينظر لها بدونية ولا تحترم من الجميع، الأمر يحتاج إلى وقفة مع النفس و محاسبتها، قال عمر– رضي الله عنه-:«حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا و زنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم»، أرجو من الله تعالى أن يمن على مرتكبي هذه الأفعال و التصرفات المشينة بالتوبة و الاستغفار و الندم و الرجوع إلى الحق و ترك الملذات الشيطانية الزائفة، ومن كرم الله تعالى أنه ينزل في الثلث الأخير من الليل، و يقول: هل من تائب فأتوب عليه، هل من سائل فأعطيه، هل من مستغفر فأغفر له، كما أن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار و يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها.اعلموا أيها الغافلون و الغافلات عن الله تعالى بأن الله عز و جل أنعم عليكم بنعم لا تعد ولا تحصى، وهذه النعم يجب أن نشكر الله عليها بالقول و العمل بما أمر الله تعالى و ليس بالعصيان و الجحود و نكران النعمة، اعلموا بأن الله عز و جل قادر على أن يأخذ هذه النعم بلمح البصر، قال الله تعالى «ومَنْ يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب»، ولا تغرنكم الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور، واتركوا المتعة و السعادة الزائفة الخداعة الشيطانية، و أسأل الله تعالى أن ينير قلوبكم بالإيمان و يجعل أيامكم و أوقاتكم عامرة بذكر الله، و يجعل عادتكم و سلوككم مأخوذاً من سنة الحبيب رسول الله – صلى الله عليه و سلم.* ناشط في مجال التوعية بأضرار المخدرات