عندما يصرح النائب عبد الله المعيوف رئيس لجنة الشباب في مجلس الأمة وهو في طريقه إلى لوزان السويسرية للتباحث في الشأن الرياضي، لمناقشة حظر رياضتنا الخارجية ضمن وفد حكومي برئاسة وزير الشباب، بالقول: «ليس هناك أي تدخل سياسي في الشأن الرياضي»، فهو يناقض نفسه بنفسه.وأسأل أبا فواز: أليست مشاركتك في وفد ذي صفة رسمية يرأسه وزير هو بعينه تدخل سياسي في الشأن الرياضي؟والمعروف أن أبا صباح وأبا فواز ممن عملوا في المجال الرياضي سابقاً، ولهما فيه إخفاقات وإنجازات كغيرهما ممن ينتقدونهما الآن، وعن طريق الرياضة وصلا إلى ما وصلا إليه الآن من مناصب سياسية.إن ما تعانيه رياضتنا الكويتية هو نفسه ما تعانيه السياسة، تداخل وتشابك حاد بين العاملين في المجالين أديا إلى خصومة وعداوة أضرت بالسياسة كما أضرت بالرياضة، وهناك العشرات من النواب وصلوا إلى الكرسي الأخضر عن طريق الرياضة، بل إن ثلاثة من آخر أربعة رؤساء لمجلس الأمة كانوا ممن عملوا أعضاء في مجالس الاتحادات والأندية الرياضية، منهم الرئيس الحالي المهندس مرزوق الغانم، وكان رئيساً لنادي الكويت الرياضي، والمرحوم جاسم الخرافي طيب الله ثراه كان عضواً في مجلس إدارة نادي القادسية الرياضي، والسيد أحمد السعدون أطال الله عمره وأمده بالصحة والعافية كان رئيساً لاتحاد كرة القدم، وذاك كان أمراً محموداً وطموحاً مشروعاً وخطوة للأعلى، فقد كانت النية طيبة والوسيلة للوصول شريفة.إذاً ذاك الوفد الذاهب إلى لوزان هو إثبات لتدخل حكومي سياسي في الشأن الرياضي لا نفياً له، ولو أن الإصلاح كان هو الهدف لتم تشكيل الوفد من رؤساء أندية رياضية حازت إنجازات محلية، ومجموعة أخرى من أعضاء مجالس إدارات الاتحادات التي حققت مراكز متقدمة عربياً وعالمياً، فهؤلاء أجدر وأحق وأفهم على الحكم إن كان هناك تدخل سياسي من عدمه، بل إن الأمراض الرياضية انتقلت إليه من المجال السياسي، فالقبلية والطائفية والفئوية والانتخابات الفرعية وشراء الأصوات واحتكار الكراسي وتوريثها، نجدها موجودة على الضفتين الرياضية والنيابية، والمشكلة ليست في الساسة أو الرياضيين فقط، بل المشكلة فينا أيضاً كشعب، لأننا لا نختار عبر الصناديق الأصلح للمهمة، بل نختار الأنفع لنا والباحث عن مصلحتنا الشخصية، وتلك هي المصيبة، أما المعيب والذي لا يليق بالشجعان فهو نقل البندقية من كتف إلى كتف، والعض في رفاق الدرب إذا تغيرت المصلحة.