أحضرت النيابة العامة المصرية المتهم الرئيس في جريمة مقتل كويتية وأمها عبدالتواب إلى مسرح الجريمة، بعد عصر أمس ، بتوقيت القاهرة لتمثيل الجريمة التي ارتكبها في قرية الخريجين رقم 4. في سمالوط في المنيا(شمال صعيد مصر)، وخلال ذلك كشف القاتل عن مفاجآت جديدة.في البداية حاول إنكار قتل الأم، ولكنه لم ينـــــكر قتــــــل الابنة (هـ)، وقال: «أحضرت السيدة وابنتها بالقطار من القاهرة إلى المنيا، واستقللنا تاكسي من محطة القطار إلى قرية الخريجين، ووصلنا نحو الساعة السادسة والنصف تقريبا في فترة المساء».وأضاف:«بعد وصولنا، شاهدت السيدة المكان والأرض والآبار، وقلت لها، إنه يمكنها شراء الأرض، وإدارة مشروع زراعي ناجح في المنطقة، وكانت موافقة على الفكرة».وذكر، أن الابنة دخلت حجرة داخل البيت للراحة، بينما كانت الأم تشاهد الأرض والآبار.ثم فجر عبدالتواب مفاجأته الأولى، بأن السيدة عندما كانت تشاهد البئر، انزلقت قدمها وسقطت فيها، فتركها، وذهب إلى المنزل، وهناك قابلته الابنة، وسألت عن الأم، فقال لها، إنها مازالت تشاهد الأرض والآبار، مع أحد أقاربه.وأكمل: «بعد مرور أكثر من ساعة، كانت المفاجأة الثانية، حيث بدأت البنت تخاف على أمها، ووجدت سكينا في الحجرة، فأمسكته، وحاولت تهديده به، إلا أنه أمسك بها، وضربها 4 ضربات على جسدها فسالت الدماء لأنه ضربها بقطعة حديد، و3 ضربات على رأسها بيده، وسحبها إلى البئر، وألقاها فيها، ثم نزل عن طريق سلم، إلى البئر، وربطهما معا وجها لوجه، ثم صعد إلى خارج البئر».وقال: «أحضرت من البيت القريب من البئر أكياساً بلاستيكية، ووضعتها فوق البئر، وبعد ذلك أحضرت قطع (فايبر) نحضر فيها الشتلات الزراعية، ووضعتها فوق الأجولة، ثم ردمت البئر بالرمال، وتركتهما».وفي وقت ذكرت مصادر قضائية، أن عبدالتواب اعترف وزوجته هناء بجريمتهما وبقتل الكويتية ووالدتها، ودفنهما بالبئر والردم عليهما ثم طلاء الغرفة التي شهدت الجريمة حتى تزول آثار الدماء، أمرت النيابة العامة بحبسه وشريكته هناء أربعة أيام على ذمة التحقيق.إلى ذلك، كشف التقرير المبدئي لخبراء الطب الشرعي في مصر، عن أن جثتي الضحيتين لا يوجد بهما أي آثار لطلقات نارية ظاهرة بل فقط إصابات ناتجة عن تعدٍ بأداة خشبية أو حديدية، وهو عكس ما جاء في محضر الشرطة بعد اكتشاف الجثتين.وقال مساعد وزير الداخلية مدير أمن المنيا اللواء حسن سيف تعليقاً على هذا الاختلاف في أداة القتل ، قد يتحدد مع صدور التقرير النهائي للطب الشرعي.ورجحت مصادر أن القاتل عبدالتواب ارتكب جريمته في التاسع عشر من سبتمبر الماضي .وواصل خبراء الطب الشرعي عمليات «تشريح» الجثتين طوال يوم أمس، وتشير احتمالات إلى تأخر صدور تقرير الطب الشرعي وفق ما هو معتاد في الحالات المشابهة، إضافة إلى بدء إجراء تحاليل «DNA» لأقارب الضحيتين.وأفادت المصادر الأمنية، بأنها لم تبلغ عن حدوث الجريمة، في نطاق محافظة المنيا، سوى قبل نحو 10 أيام، ومن هنا بدأت عملية البحث من قبل الجهات الأمنية.وقال مصدر مسؤول في الطب الشرعي في مدينة المنيا، إنه يتم العمل على تشريح الجثتين، منذ العاشرة صباح أمس، بتوقيت القاهرة، ولم يتم الانتهاء بعد، حتى بعد عصر أمس، من عملية التشريح والفحص.وأضاف، في تصريحات لـ «الراي»، إنه وفقا لتحلل الجثتين فمن المحتمل أن يكون التقرير النهائي خلال أيام، ولدى الانتهاء منه سوف يتم تسليمه للنيابة العامة، لمضاهاته بما جاء في أقوال المتهم الرئيس ومن شاركوه في الجريمة.وقالت مصادر قريبة من التحقيقات لـ «الراي»، إن شقيق زوجة عبدالتواب ويدعى سيد، وهو أحد المتهمين بالتستر على الجريمة، هو من قام بإبلاغ الشرطة بعد اعتراف شقيقته بجريمتها بالاشتراك مع زوجها في الخلاص من الكويتية وأمها.وأشارت التحقيقات إلى أن الشرطة كانت توصلت إلى احتمالية تنفيذ جريمة القتل في المزرعة المملوكة لأشقاء الزوجة هناء، بعد رسالة نصية وصلت من الكويتية «هـ» إلى أحد أفراد أسرة والدها بالكويت، والتي أفادت خلالها بتعرضها وأمها للاختطاف في مزرعة بالمنيا.وقال سيد في التحقيقات إن زوج شقيقته عبدالتواب خدع الضحيتين واستولى منهما على 940 ألف جنيه، بحجة أنهما ستصبحان شريكتين في المزرعة، ثم قام بشراء منزل في محافظته أسيوط، بنحو 550 ألف جنيه وهو ما تسبب في اندلاع خلافات بينهم فقرر التخلص منهما. وأضاف سيد، إن عبدالتواب أخبره بأنه قام بردم البئر التي تم إنشاؤها بتكلفة 150 ألف جنيه لري أراضي المزرعة، وعندما سأله عن السبب عجز عن الرد، وعندما توجه، بحثاً عن الضحيتين فلم يجدهما في غرفتهما ووجد آثارا لدماء، مبيناً إن زوج شقيقته هرب من المنزل بعد اعتراف زوجته بالجريمة.وقال مقربون من العائلة لـ «الراي»، إن القاتل كان يعمل سائقا لدى الأم السعودية، وحدث خلاف وطرد من المملكة العربية السعودية، وصدر قرار بمنعه من دخول أراضيها.وأفادت مصادر أمنية لـ «الراي»، بأن التحريات الأمنية المتاحة، ذكرت أن الكويتية وأمها حضرتا إلى القاهرة في 30 أغسطس الماضي، قبل أن تختفيا في 13 سبتمبر الفائت، وهو الميعاد الذي يرجح أنهما انتقلا فيه من القاهرة إلى القوصية في أسيوط، ثم تحركا بعدها، بأيام، إلى المزرعة في قرية الخريجين.وقال مدير المباحث الجنائية في المنيا اللواء محمود عفيفي لـ «الراي»، إنه تم استرداد نحو 400 ألف جنيه من أموال الضحيتين، عثر عليها، مع المتهمة الثانية (زوجة القاتل).
أخيرة
مؤشرات إلى أن القاتل ارتكب جريمته في التاسع عشر من سبتمبر الماضي
عبدالتواب مثّل جريمته وروى وقائعها : انزلقت رجل الأم في البئر فتركتها... وقتلت الابنة وألقيتها وراءها
06:57 م