«تغيّرت... وتعلمت بسبب أحفادها»!إذ أصبحت الفنانة مي البلوشي تختار اليوم ما يناسبها، من الأعمال المسرحية والتلفزيونية، وولّى إلى غير رجعة بالنسبة إليها وقت المجاملة.وفي حوارها لـ «الراي»، اعتبرت البلوشي أن هذا الأمر من حقها، وقالت إنها ليست «عسرة» في اختيار أدوارها، وإنما تبحث عما يناسب المرحلة الفنية والعمرية التي تعيشها. وتحدثت عن آخر أدوارها على خشبة المسرح، من خلال مسرحية «الطمبور»، إلى جوار الفنان القدير سعد الفرج، حيث قدمت شخصيتين مختلفتين كلياً، ففي الفصل الأول من المسرحية كانت تجسد دور شخصية «مكسورة»، فيما تنقلب في الفصل الثاني من المسرحية إلى النقيض تماماً، لتجسد دور «نسرة» صعبة المراس.وفي الحوار، كشفت البلوشي عن أنها تستعد لدخول «بيت العنكبوت» قريباً، وتحدثت عن وقوفها المتكرر إلى جانب الفنانة القديرة سعاد عبدالله، معتبرة ثقة «أم طلال» فيها شرف لها، وتطرقت إلى قضايا أخرى عديدة، وهنا التفاصيل:? إذا انطلقنا في البداية من المسرح، حيث «الطمبور» فماذا تقولين؟- بالتأكيد، أنا سعيدة جداً بالوقوف أمام الفنان القدير سعد الفرج، من خلال مسرحية «الطمبور» التي عُرِضت للجمهور الكويتي خلال أيام عيد الأضحى المبارك، وبعدها انتقلت إلى المملكة العربية السعودية، حيث استمتع بها الجمهور السعودي من خلال مهرجان «الدوخلة» الحادي عشر، وهي من تأليف وإخراج عبدالعزيز صبر، تمثيل سعد الفرج وخالد البريكي وعبير أحمد وملاك وغدير صفر وعبدالله بهمن ومجموعة من المشاركين، ومن إنتاج بندر السعيد.? كُنت آخر المُنضمين إلى فريق عمل المسرحية، لماذا؟- بالفعل، وما حدث أنه منذ فترة طويلة حدثني المنتج بندر السعيد، لكن لم نتفق، وبعدها قرروا عمل المسرحية، وكانت هناك ممثلة مرشحة للدور، ولكنها اعتذرت، فكانت عودتي إليهم من جديد.? هذا يعني أنه كان هناك اتفاق في البداية واعتذرتِ، ثم قبلتِ إنقاذاً لموقف؟- أنا وافقت وأنا مُغمضة العينين لأن معي الفنان سعد الفرج، وأقف إلى جواره على خشبة المسرح في دور زوجته.? قدمت دور الزوجة «المكسورة»، لكن في الفصل الثاني انقلبتِ إلى «نسرة» قوية الشخصية، كيف تلونتِ وقدمت دورين متناقضين في مسرحية واحدة؟- هذا لأنني أحب «الكركترات» المتباينة، ودليل على أنني قادرة كممثلة على الخروج من حالة إلى أخرى، وهذا يمثل تحدياً لأي ممثلة، خصوصاً على خشبة المسرح، وأنا سعيدة جداً بهذه التجربة وهذا التحدي الذي فجّر بداخلي طاقات كبيرة.? إذا انتقلنا إلى الدراما التلفزيونية... فما هو جديدك؟- أستعد لدخول تصوير مسلسل «بيت العنكبوت»، مع الفنانة سعاد عبدالله، وهو من تأليف أسمهان توفيق، وتشارك فيه مجموعة من الممثلين.? إذاً، عُدت من جديد لمواجهة الفنانة سعاد عبدالله، التي دائماً ما تجمعكما الصدف، لتكوني إما صديقتها المقربة أو جارتها؟- في مسلسل «نور في سما صافية» كنت شقيقتها، وأنا بالفعل أعتبر نفسي محظوظة، لكوني أقف كثيراً إلى جوار «أم طلال»، وأجسد معها أفضل المشاهد التمثيلية، وأعتبر أن وجودي إلى جوارها دليل على ثقتها بي، وأنا سعيدة جداً بذلك، وأعتبرها قدوتي وأتمنى أن أكون دائماً على قدر هذه الثقة، لذلك أعمل ألف حساب للعمل إلى جوارها وأراقبها وأتعلم منها الكثير.? أصبحت «عسرة» (صعبة) في الموافقة على أي عمل يقدم لك؟- لست «عسرة» إطلاقا.. ومن حقي أن أختار ما يناسبني، إذ لم يعد من المعقول أو المقبول أن أقبل أي دور بعد كل هذه السنوات من العمل.? لكن اعتذاراتك الكثيرة عن قبول الأعمال، ألا تخشين أن تدفع الآخرين إلى تجنب التعامل معك؟- لم «أخرب» تصويراً، ولم أخرج من عمل فجأة ولم أتفق وأخلف.? لكنك تركتِ بروفات إحدى المسرحيات قبل سنة تقريباً؟- لم أترك مسرحية إلا مرة واحدة فقط، واعتذرت منهم، وجاء اعتذاري في خامس يوم من التدريبات، وليس قبل أو وقت العرض، ولم نكن حتى قد قمنا بتصوير «البوستر» أو الإعلان الخاص بالمسرحية، وكان اعتذاري قبل فترة طويلة من العرض، وبالتالي لم يكن ذلك مؤثراً ولم يتكبد أي أحد أي خسائر.? خروجك كان بسبب تغيير الدور؟- بالفعل، كنا قد اتفقنا على دور معيّن في مسرحية «ينانوة الجليعة»، وفجأة تغيّرت الشخصية إلى شخصية أخرى لم أجد نفسي بها، فلم يكن بوسعي إلا أن أعتذر، وفريق العمل تقبّل العذر.? مي... «وايد» تغيّرتِ؟- أنا هي أنا... طبيعتي واحدة وأسلوبي واحد، إلا إذا كنت لاحظت شيئاً آخر دعاك إلى هذا السؤال.? ما أقصده هو أنك بعد أن أصبحت جدة صرتِ أكثر هدوءاً وأطول بالاً؟- بالتأكيد، الإنسان كلما تقدم به العمر كلما تغيّرت طباعه، لأن الحياة مدرسة يجب التعلم منها، والاستفادة من أيامها وساعاتها وثوانيها.? أول حفيدة «لتين» هل علمتك الروية وطول البال والراحة النفسية ثم تلاها البقية، كيف أصبحتِ؟- «يما فديتها وفديتهم كلهم عيالي حبايبي عيوني»، أول حفيدة «لتين» ردت فيني الأيام لأكون أم من أول وجديد، وأرجعت لي حنان الأمومة، لدرجة أنني عدت صغيرة، تكفلت بها وأعطيتها كل وقتي، وتلاها بقية أحفادي لا يقلون عنها حباً، «كلهم عيالي» وعيال بناتي هم عيالي، وهم أعادوا لي الأمومة وزيادة.