يعيش الفنان ماجد المصري مرحلة ذهبيّة في حياته الفنيّة، متنقّلاً من موقع تصوير إلى آخر.المصري ركز في الأعوام الأخيرة على الدراما المشتركة، وهو انتهى أخيراً من تصوير مسلسل «قصة حب» للكاتبة نادين جابر، ويتقاسم بطولته مع باسل خياط ونادين الراسي، لكنه قرّر الظهور في رمضان المقبل من خلال الدراما المصرية مع ممثلة لبنانية لم يفصح عن اسمها!«الراي» تحاورت مطولاً مع المصري الذي قال إنه يعكف على دراسة مشروعين لفيلمين سينمائيين بُغية العودة إلى شاشة السينما التي ابتعد عنها منذ العام 2010، حين أطلّ في «كلّمني شكراً» للمخرج خالد يوسف، مستسلماً لرياح الدراما التليفزيونية التي حلَّقت به بعيداً!ماجد المصري كشف عن معلومة قد لا يعرفها عنه الكثيرون، موضحاً: «أنا تخرجتُ في كلية الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، ودخلت عالم الفن من بوابة الغناء، وإن كنتُ حققتُ أكبر نجاحاتي وشهرتي من خلال الدراما»!وأكمل المصري، الذي يواصل نجاحاته من عمل إلى آخر: «لا أجد تعارضاً بين احترامي لديني واحترامي لمهنتي كممثل، فأنا لا أعمل في كباريه» (وفقاً لتعبيره)، وإن كان في المقابل يدلي بعبارة مناقضة: «إذا سمحتُ لابنتي بدخول الفن، فسأكون أتحتُ لها البقاء مع الشياطين»!بين احترامه لفنه وخوفه منه على ابنته اعتبر المصري «أن الدراما المشتركة مفيدة لجميع أطراف العمل الفني»، مفاخراً بأن «الدراما المصرية هي الأفضل عربياً»، ومشيراً إلى «أن الدراما اللبنانية تسعى إلى النهوض، ولا يعيبها أن تستقطب فنانين مصريين لاكتساب الخبرة»، مشيراً إلى أنه يعتبر مشاركته في مسلسل «كلام على ورق» كان المجاملة الوحيدة التي ارتكبها مخالفاً لاقتناعاته على حساب اسمه الفني!وفي حين رأى المصري «أن الممثلة المصرية (أشطر) من نظيرتها اللبنانية»، أثنى على «العديد من النجمات اللبنانيات، مثل سيرين عبدالنور وهيفاء وهبي ونادين نسيب نجيم ونادين الراسي، لأنهن رائعات ومحبوبات»، مشيداً أيضاً بالممثلين السوريين باسل خياط وتيم حسن.ماجد المصري أفاض كثيراً في الحديث مع «الراي»... والتفاصيل نسردها في السطور الآتية:? تحرص في الأعوام الأخيرة على الحضور في الدراما المشتركة، فهل تجد فيها ملعبك، وخصوصاً أنك من الممثلين المصريين القلائل الذين جذبتْهم الدراما المشتركة؟- الدراما المشتركة مفيدة جداً للممثل والمشاهد والمنتج في آن معاً، ويمكن القول إن كل الأطراف يستفيدون فيها. الدراما المشتركة تتيح أمامنا الفرصة كممثلين للتعرف على مستوى العمل في سورية وفي لبنان، كما تعرفنا على كتّاب ومنتجين من مختلف الدول العربية، وينتج عن ذلك تبادل ثقافي بيننا، كما أن المُشاهد يستفيد من خلال متابعته خلطةً جميلة جداً وموضوعاً مكتوباً في شكل جيد، كما هي الحال بالنسبة إلى مسلسل «علاقات خاصة» و«قصة حب» وسواهما من الأعمال المشتركة الأخرى.? لا شك أنها تؤمِّن لكم أيضاً انتشاراً أوسع على مستوى العالم العربي بسبب مشاركة أكثر من نجم من أكثر من دولة عربية؟- لا شك أن الممثل يحقق انتشاراً أوسع في الدراما المشتركة، من هنا يمكن القول إن هناك 4 أطراف يستفيدون من هذه التجربة، الممثل والجمهور والمؤلف والمنتج.? إلى أي حد يمكننا القول إنك تعيش المرحلة الذهبية في مشوارك الفني؟- ربما كانت هذه وجهة نظرك... أنا لا أعرف!? وأنتَ ماذا تلمس؟- الحمد لله، ويعود الفضل في ذلك إلى محبة الناس. من جدّ وجد. ربما في الفترة الأخيرة، ركزتُ على عملي وأحسنتُ اختياراتي، وهذا ما جعل الفترة التي أمرّ فيها حالياً هي فترة ذهبية كما قلتِ.? هل يمكن القول إن الدراما العربية أعطتك ما لم تعطك إياه الدراما المصرية، سواء على مستوى السينما أو التلفزيون؟- «إزاي بقى»!? أنا أطرح مجرد سؤال؟- كلا. الدراما المصرية هي الأهم في العالم العربي كله، وهي التي عرّفت الدراما المشتركة مَن يكون ماجد المصري. وحاولت الاستفادة من وجود ممثلين مصريين فيها من أجل تحقيق الخلطة وتسويق الأعمال، لأن الدراما المصرية تُسّوق بسهولة أكثر من الدراما اللبنانية والدراما السورية، ولا شك أن هذه الخلطة تحققت بعدما حقق الممثل وجوده في الدراما المصرية، ومن ثم تعرف عليه الناس في الخليج ولبنان وسورية وصاروا يطلبوننا للعمل في التمثيل. الدراما المصرية هي التي أفادتني أكثر من الدراما المشتركة، والأخيرة تحقق لي انتشاراً أكبر وتقدّم متعة أكبر للمشاهد. حتى لو أكملتُ في الدراما المصرية إلى الأبد فأنا المستفيد ولا توجد حلقة ضعيفة في تجربتي.? أنا لا أقصد الذمّ بكلامي؟- لا شك أنني المستفيد من الدراما المشتركة، ولكن لو أكملتُ في الدراما المصرية طوال مشواري الفني، فأنا معروف على مستوى العالم العربي.? هل صحيح أن هناك خلافاً بينك وبين باسل خياط في مسلسل «قصة حب»؟- أبداً. حتى أنني تكلمت في هذا الموضوع في الصحافة اللبنانية. باسل خياط كانت لديه مشكلة مع الإنتاج، وأنا تدخلتُ لحلها. أنا هدفي العمل وليس المشاكل. باسل فنان محترم وممثل بارع.? شارك عدد كبير من النجوم في الدراما المصرية. وآخرهم باسل خياط مع شيرين عبد الوهاب في مسلسل «طريقي». فما الذي يجده المنتج المصري عند الممثل السوري ولا يجده عند الممثل اللبناني؟- باسل خياط ممثل موهوب وبارع جداً، ولذلك طلبه المنتج محمد مشيش لتقديم الدور الذي قدمه في مسلسل «طريقي» وهو كان بارعاً فيه.? يُعرف عنك التنويع في أدوارك. فهل تفضّل أدوار «الأكشن» على سواها من الأدوار؟- كل عمل له الدور الذي يناسبه. عندما قدّمتُ مسلسل «لعبة الموت» مع سيرين عبد النور وعابد فهد، كان عملاً لطيفاً جداً، وكلٌّ منا قدّم دوره في شكل جيد. أهمّ شيء أن يقدم الممثل دوره بأفضل طريقة من دون الالتفات إلى غيره. كل شيء عندي يرتبط بالورق. ربما أدوار الشر التي أقدمها تعجب المُشاهد، كما حصل عندما قدمت دور «جو روماني» في مسلسل «علاقات خاصة»، ولكن مسلسل «قصة حب» ليس فيه شرّ.? وهل تفضّل أدوار الشرّ؟- نعم. لأنها تعجب المُشاهد أكثر.? وهل تشعر بأنك تثبت حضورك أكثر كممثل من خلالها؟- لا شك أنها تتطلب طاقات تمثيلية أكبر.? من المعروف أنك مثّلتَ أمام أكثر من ممثلة لبنانية، بينهن سيرين عبد النور وهيفاء وهبي ونادين الراسي. مَن الممثلة التي شعرتَ بأنك ترتاح أكثر إلى الوقوف أمامها؟- جوابي ليس ديبلوماسياً، ولكن كل فنانة لها طعم وشكل وأداء مختلف وقدّمتُ معها دوراً مختلفاً، ولكن لو أنني قدمت نفس الشخصية مع الممثلات الثلاث لكنت تمكنت من تحديد الفارق. أنا قدمت في مسلسلاتي مع هيفاء وسيرين ونادين 3 شخصيات مختلفة، ولا يمكنني أن أحدد الاختلاف بينهن لأنني ألعب 3 قصص مختلفة.? مَن بينهن تتميّز بأداء أفضل؟- لا يمكن أن أحدد بسبب طبيعة الأعمال المختلفة.? ولكنك قلتَ إن العمل مع هيفاء لم يضِف إليك شيئاً وأنك شاركتَ في مسلسل «كلام ع ورق» من أجل المخرج محمد سامي؟- لم أقل هيفاء أو محمد سامي، بل قلتُ إن مسلسل «كلام ع ورق» لم يضِف إليّ شيئاً.? وهل صحيح أنك شاركتَ فيه من أجل المخرج محمد سامي؟- محمد سامي «على راسي» ولا يمكنني أن أتكلم عنه.? وهل يحق للفنان أن يجامل في الفن، ولو على حساب اسمه؟- مشاركتي في مسلسل «كلام ع ورق» كانت المرة الوحيدة التي أجامل فيها على حساب اسمي.? قلتَ أيضاً إن الممثلات اللبنانيات أبرع من المصريات من ناحية التسويق لأنفسهن ولأن لديهن مدراء أعمال. ولكن الممثلات المصريات لديهن أيضاً إدارة أعمال ويسوّقن لأنفسهن على مواقع التواصل الاجتماعي وينشرن جلسات التصوير في شكل مستمر. ألا ترى أن الفنانة اللبنانية مثل الفنانة المصرية من هذه الناحية؟- الممثلة المصرية «أشطر» من الممثلة اللبنانية في التمثيل، وهذا رأيي وأقوله بصراحة، ولكن الممثلات اللبنانيات يتميزن بإدارة أفضل وتنسيق أكثر. هذا ما ألمسه. لكن الممثلات المصريات يُعرف عنهن أنهن «أشطر» في التمثيل، لأنه توجد عندنا صناعة سينما وصناعة مسلسلات بحكم أننا نصوّر يومياً وبغزارة، بينما الممثلة اللبنانية مظلومة، إذ لا توجد في لبنان صناعة سينما ومسلسلات. ولذلك يقصدنا الممثلون من كل العالم العربي بسبب الصناعة الفنية.? قلتَ إن الممثلة المصرية «أشطر» من الممثلة اللبنانية. كيف تقبل التمثيل إلى جانب ممثلة ضعيفة، ألا ترى أن هذا الأمر يؤثر سلباً في دورك؟- لم أقل إن الممثلة اللبنانية ضعيفة، بل قلت إن الممثلة المصرية حاضرة بكثافة في المصنع الفني يوماً بعد يوم، أما الممثلة اللبنانية فلا يوجد عندها احتكاك دائم بالممثلين، ولذلك فإن الممثلات اللبنانيات في حاجة إلى التدريب والكثير من العمل، تماماً كما يحصل مع لاعب كرة القدم الذي يلعب بشكل يومي، بينما هناك لاعب لا يلعب إلا في أوقات متفاوتة. الدراما اللبنانية تحاول اليوم أن تستنهض نفسها، وهي تستقطب ممثلين مصريين من أجل اكتساب الخبرة، وهذا ليس ضعفاً. كل ما في الأمر أن الممثلات اللبنانيات لا يتوافر لهن الكثير من الفرص، وهذا الأمر ليس بأيديهن. نحن مثلاً في نادييْ «الزمالك» و«الأهلي» نستقطب لاعبي كرة قدم من الخارج من أجل اكتساب الخبرة.? في شكل عام، هل يمكن القول إن الممثل السوري هو الأكثر طلباً وتفوُّقاً من حيث الأداء؟- لا شك أن الممثل السوري قوي، إذ كانت توجد في سورية صناعة درامية قوية جداً. ومن المعروف أن المسلسل السوري كانت له مكانة كبيرة في العالم العربي، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الممثلات السوريات. في سورية ممثلات قويات جداً جداً جداً بسبب وجود صناعة درامية سورية قوية.? هل يمكن القول إن النجم السوري هو الذي تفوّق في رمضان 2015. مثلاً تيم حسن تميّز كثيراً في مسلسل «تشيللو»؟- بصراحة لم أشاهد مسلسل «تشيللو»، ولا يمكنني أن أحكم عليه. لكن تيم حسن ممثل كبير، ونادين نسيب نجيم ممثلة محبوبة جداً في مصر.? أكثر من سيرين عبد النور؟- بل سيرين محبوبة جداً وهيفاء محبوبة جداً ونادين الراسي رائعة. وأنا هنا أعدد أسماء الممثلات اللواتي تعاملتُ معهن. وهناك أيضاً ندى أبو فرحات. ومن بين الممثلين، يمكن القول إن عمار شلق ممثل قوي جداً، وكذلك يوسف حداد بل هو ممثل هائل. يوجد ممثلون جيدون في لبنان ولكن ليس كلهم، وهذه كارثة. سيرين ممثلة رائعة ونادين الراسي ممثلة خطيرة، وكلهم يرغبون في دخول مصر. لماذا لا تشارك هيفاء في مسلسلات لبنانية؟ لأن الصناعة موجودة عندنا.? فوجئتُ عندما علمتُ أنك خريج كلية الشريعة الإسلامية في مصر؟- ولماذا فوجئتِ؟ أنا بالفعل خريج كلية الشريعة بجامعة الأزهر الشريف!? تساءلتُ ما الذي أتى بك إلى الفن؟- «هو ده اللي حصل بقى».? ألا تجد أن هناك تعارضاً كبيراً جداً بين المجالين؟- أبداً... ولماذا؟ ومن أين يأتي التعارض؟? لأن الشريعة والفن مجالان متناقضان تماماً، في نظر كثيرين؟- أنا أحترم ديني وأحترم عملي كممثل... الأمر عادي ولا توجد أي مشكلة.? هل ترى فعلاً أنها مسألة عادية؟- وهل أنا أعمل في «كباريه»؟? وهل يمكن القول إن الجانب الديني يطغى على شخصيتك؟- طبعاً.? وهل هذا هو السبب الذي يجعلك ترفض عمل بناتك في الفن؟? وأيهما يطغى على حساباتك في هذه المسألة، هل هو الشق الديني أم الشق الذي له علاقة بعدم نظافة الوسط الفني؟- كل الأوساط يوجد فيها النظيف وغير النظيف. وبالنسبة إلى مسألة عمل بناتي في الفن، فأنا أفكر أنني اليوم موجود في الوسط ويمكن أن تعمل ابنتي في الوسط، وابنتي «متربية»، ولكنني «بكرة مش موجود»، ولذلك فإنني لو سمحت لها بالعمل في الفن، فإنني أكون قد أتحت لها الفرصة لأن تكون موجودة وسط «الشياطين»، والشياطين موجودون في كل المجالات.? وربما عدد الشياطين الموجودين في الفن أكبر؟- الفن سهرات ونوم خارج المنزل... و«حاجات»! وأنا «رجل فلاح» وشرقي في تفكيري. وهذا ليس عيباً ولا يُغضب أحداً، وكل منا حرّ في تفكيره.? بدأتَ المجال الفني مغنياً. ألا تحن إلى الغناء؟- أنا بالفعل دخلت الفن أولاً من بوابة الغناء، وأصارحك بأنني أحن إليه كثيراً، لكنني ربما أقدمه حالياً من خلال الدراما، لكنني لا أعتقد أن لديّ الدافع لكي أقدّم عملاً غنائياً مستقلاً.? لماذا لم يعطك الغناء كما أعطاك التمثيل، مع أن دخولك المجال الفني من بوابة الغناء يعني أنك كنت تحبه أكثر؟- لأن هناك كثيرين يغنون أفضل مني. أنا أجيد التمثيل وأملك الكاريزما ولديّ اسمي كممثل، وأعتقد أن هذا أهمّ.? هناك إجماع بين الممثلين المشاركين في «قصة حب» على رضاهم عن عدم عرضه في رمضان، هل لأن هناك الكثير من الأعمال التي ظُلمت فيه؟- لا شك أن هناك الكثير من الأعمال التي يلحق بها الظلم في رمضان، بسبب وجود الناس خارج بيوتهم لتناول السحور أو الشيشة أو لأداء صلاة التراويح، هذا عدا أن عدد المسلسلات كبير جداً. عادة يفضل المشاهد متابعة عمل الممثل أو الممثلة اللذين يحبهما.? وأنتَ ماذا شاهدتَ في رمضان الماضي؟- كنتُ خارج مصر مع زوجتي وقمنا برحلة طويلة جداً ولم أتمكن إلا من متابعة مسلسل «تحت السيطرة».? ما مشاريعك للمرحلة المقبلة بالإضافة إلى مسلسل «قصة حب»؟- أجهز لعمل جديد لرمضان 2016 ولكن في مصر. لقد طُلبت لعمل لبناني، ولكنني اعتذرتُ عنه، لأن مصر هي أم الدنيا، وغالباً ستكون معنا فيه ممثلة لبنانية.? وبالنسبة إلى السينما؟- هناك مشروعان، الأول مع وائل إحسان والثاني مع طارق العريان.? هل شروطك في السينما هي نفسها بالنسبة إلى الدراما، أم أنك يمكن أن تقدم تنازلات لمصلحة السينما؟- ليست لدي تنازلات في أي مجال. هناك الورق والإنتاج والإدارة، والورق المهم هو الذي يتحكم في قراري سواء تعلق الأمر بالسينما أم بالدراما التلفزيونية. المهم أن أعمل بجدّ.
فنون - مشاهير
حوار / «تخرّجتُ في كلية الشريعة بجامعة الأزهر... ودخلتُ الفن مغنياً وتَفوَّقتُ في التمثيل»
ماجد المصري لـ «الراي»: أحترم ديني ومهنتي ... ولا أعمل في «كباريه»!
03:30 م