إن التراكمات الحياتية و الضغوط النفسية لها أثرها الكبير على الإنسان بشكل عام ، فالإنسان الطبيعي قد يتأثر من الضغوط النفسية و المادية و الأسرية و العملية و غيرها من الضغوط ، وهذه الضغوطات تؤثر على سلوكه و تصرفاته و تعاملاته أيضا ، أما التائب فقد يكون تأثره أكبر بهذه الظروف و الضغوط التي تحدثت عنها سالفا بحكم دخوله إلى حياة جديدة و عالم جديد يختلف عن العالم الذي كان يعيشه ... عالم المخدرات و عدم استقرار الظروف المحيطة به من توافر وظيفة و حياة أسرية ، و صدود كثير من المجتمع له و قلة توافر المادة و عدم استقرار الصحبة الصالحة يؤدي إلى الحنين إلى الحياة السابقة و عالمه الذي كان يعيشه إلا مَنْ رحمه الله ، فالإنسان هو مشاعر و أحاسيس يؤثر و يتأثر ، وهذه النقلة النوعية في حياته هي عبارة عن ولادة جديدة له أو فترة نقاهة غير محددة قد تكون قصيرة أو طويلة ، وفترة النقاهة معرضة إلى عوامل كثيرة يتأثر بها التائب إذا لم يتحصن جيدا قد تأتي الجرثومة من الشباك أو حتى من أسفل الباب ، ويحن إلى المرض أي (المخدرات ) فمن لا يتعامل بإيمانيات و يبحث عن الصحبة الصالحة و عن أهل الخير فانه بلا شك يزداد خيراً و صلاحاً و ثباتاً و يرتقي بنفسه إلى الأفضل و يعيش سعادة حقيقية ليست مزيفة و يرتقي كذلك بسلوكه و أخلاقه و تعاملاته و يضع الموازين في مكانها الصحيح حتى إذا واجهه موقف سلبي تعامل معه بإيمانيات و قدرة عالية من الحكمة و التعامل الراقي أما إذا كان لا يملك من الإيمانيات شيئا فإن أوضاعه غير المستقرة و كذلك تعاملاته و سلوكه بشكل عام لأن جميع الأمور التي يواجهها لم توضع في ميزانها الصحيح ومن ثم النتائج التي تحصل له تكون سلبية لأنه لا يملك القدرة على التعامل الإيجابي ، فالبحث عن أهل الصلاح و الصحبة الصالحة و التقرب إلى الله أكثر و أكثر يقود إلى سعادة و متعة حقيقية دائما و دون ذلك فإنه يقود إلى تعاسة و متعة زائفة تنتهي بأسرع مما يتصور ، ولا يفوتني أن أذكر بأن مصاحبة الأخيار يتعلم الإنسان منها السلوك و التصرفات التي تعينه على مواجهة المواقف السلبية ، ويكون قادراً على التعامل الإيجابي و إزالة التراكمات النفسية و غيرها ... فابحث البحث الإيجابي و اصبر فإن شاء الله ستكون من الفائزين ، و نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الصابرين .* ناشط في مجال التوعية بأضرار المخدرات