في عرض خاص بصالة VIP في بيروت، كان النقاد والصحافيون على موعد مع النسخة الأولى من فيلم «The Walk»، للمخرج المتميز روبرت زيماكيس البعيد منذ فترة عن الأعمال الجديدة، وها هو كرمى لحادثة حقيقية أدهشت العالم أوائل السبعينات يستأنف حضوره، ويتصدّر الفيلم الدرجات الأولى في الإيرادات الأوروبية، قبل افتتاح عروضه الأميركية في 9 الجاري.الفيلم عن المغامر الفرنسي فيليب بيتي (Philippe Petit)، الذي قاده طموحه لأن يفعل المستحيل وينظّم عملية ربط برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك بحبل خاص ويمشي عليه في الاتجاهين، مستعرضاً أيضاً قدرات استثنائية جعلته يقف على قدم واحدة فوق الحبل، والتمدد فوقه، لا بل والقفز فوقه والاستدارة للمشي في الاتجاه المعاكس، في تنفيذ مشهدي يوقف نبض القلب، لأن اللقطات واقعية إلى درجة لا تصدّق، وخيار الممثل جوزيف غوردون لوفيت كان صائباً جداً، وأعطى الفيلم نكهة واقعية جعلت الحضور من النقاد يتحولون إلى جمهور عادي، يعبّرون عن قلقهم وخوفهم حين يباشر فيليب خوض المغامرة، وعندما ينجح يدوّي التصفيق في الصالة.وتوزع الفيلم «سوني»، ووضع نصّه المخرج مع كريستوفر براون عن كتاب وقعه لو بيتي بعنوان «To Reach The Clouds»، وبدا إبداع الموسيقى التصويرية في المواقف الحساسة مع آلان سيلفستري، وكذلك مدير التصوير داريوز وولسكي، الذي واكب حالة الترقب التي أوجدها المخرج، للتماهي مع فيليب المندفع دائماً من دون خوف أو وجل، لترك العاصمة الفرنسية باريس مع صديقته المغنية آني (الكندية شارلوت لو بون)، التي تعرّف عليها في الشارع عندما تواجها وهما يسعيان إلى جذب أكبر عدد ممكن من المارة، لدفع بعض الفرنكات دعماً لموهبتي الشابين اللذين تحولا إلى حبيبين.غادرا معاً إلى نيويورك في العام 1973، وفي ذهن فيليب مدّ حبل بين البرجين الشهيرين للتجارة العالمية في نيويورك، والمشي فوقه ذهاباً وإياباً في وقت مبكر من صبيحة أحد الأيام، بعد ترتيبات وتجهيزات ونقل معدات لزوم المشروع بالتواطؤ مع موظفين في إدارة البرجين، كانوا السند الحقيقي لفيليب في ترتيب عملية العبور الآمن بين سطحي البرجين على حبل مشدود، مع كل ما واكب ذلك من شدّ أعصاب وترقب. لكن الذي بدا غير منطقي، حركة فيليب المرتاحة جداً وهو معلّق بين السماء والأرض وعلى ارتفاع شاهق ومرعب، يجلس القرفصاء فوق الحبل، ينام فوقه، يجلس على رجل واحدة، إلى أن يأتي رجال البوليس للقبض عليه، كونه خالف بفعلته مئة مادة في قانون المدينة، التي عاد عمدتها وكرّمه في احتفال رسمي.بن كنغسلي يحضر في دور شرفي (بابا رودي)، الذي يقدم نصائح عميقة لفيليب في مهمته المشي فوق حبل مشدود.