«الطلب المتزايد على الدراما يُرهق المؤلفين، كما يُضعف النصوص»!هكذا ساقت المنتجة والفنانة البحرينية هيفاء حسين ما تعتبره أسباباً حقيقية (وفق اقتناعها) لتراجع القيمة الفنية للأعمال الدرامية الخليجية في السنوات الأخيرة، مُنحيةً بالملامة على «بعض القنوات الفضائية التي تتحمل المسؤولية الكاملة، لعرضها الأعمالَ المكررة ذاتَ المضامين الهشة»!«الراي» فتحت نافذةً واسعةً للحوار مع الفنانة حسين التي واصلت انتقادها لبعض قنوات التلفزة الفضائية، متهمةً إياها «بإتاحة الفرصة لظهور وجوه جديدة - قليلة الخبرة - الأمر الذي يسهم في إضعاف الأعمال الفنية، وإفساد الدراما التلفزيونية برمتها»، في حين أشادت بالفنانة شجون الهاجري، «لأنها استطاعت أن تتميز عن غيرها من فنانات جيلها».ومن زاوية أخرى، أكدت حسين أنها لا تهتم كثيراً باقتناص الألقاب، معتبرة أن الأدوار التي تقدمها أهم بكثير بالنسبة إليها من أي لقب قد ينتقل في حقبة ما إلى فنانة أخرى.كما كشفت حسين عن ملامح شخصيتها في مسلسلها الجديد «حريم أبوي» المزمع عرضه قريباً على الفضائيات الخليجية، مبينة أنها تلعب دور الزوجة المثقفة في العمل، الأمر الذي يدخلها في دوامة من المشكلات مع «ضرائرها»!وفي حين أزاحت النقاب عن توقها الشديد لتجسيد بعض الشخصيات التاريخية النسائية، كشفت هيفاء حسين عن السر وراء ابتعادها عن خشبة المسرح الذي تعشقه كثيراً، بل تتوق إلى تقديم أعمال تطوره وتثريه!حديث هيفاء حسين إلى «الراي» تجاوز الجانب الفني، منتقلاً إلى صندوق الأسرار الخاصة، لتبوح بالكثير عن حياتها العائلية، وعلاقتها بزوجها الفنان حبيب غلوم، وأسباب عدم إنجابها منه.حسين سلطت أضواءً عدة على مواضيع وقضايا شتى ... أما التفاصيل فنسردها في هذه السطور:• في بادئ الأمر، ماذا عن أصداء دورك في مسلسل «لو أني أعرف خاتمتي»؟- كانت الأصداء إيجابية (والحمدلله)، بحسب ردود الفعل الطيبة والمشجعة التي كنت أتلقاها باستمرار من الناس، سواء ممن تجمعني بهم المصادفة في الأماكن العامة، أو من جانب الأصدقاء الذين أثنوا كثيراً على الأداء الجيد للدور المنوط بي في العمل، حيث جسدت دور فتاة تدعى «منى»، وهي بارة بوالدها ولا تتوانى في فعل الخير مع الجميع.• ولكن يعيب عليك البعض تجسيدك المتكرر لشخصية المرأة الهادئة والمسالمة، فهل ترين هذا الانتقاد في محله؟- مهما يكن، فأنا لا أرى ضيراً من تقديم شخصية متكررة ما دام المشاهدون أحبوها وحازت إعجابهم، إضافة إلى أن هذه النوعية من الأدوار أقرب إلى شخصيتي في الواقع، وأكثر شبهاً بها من الشخصيات الشريرة أو المراوغة والماكرة وغيرها.• هل أنتِ راضية عن نسبة النجاح التي حققها العمل بشكل عام؟- راضية جداً، والفضل - بعد الله - يعود إلى تألق طاقم العمل ككل، من ممثلين مبدعين أمثال عبد المحسن النمر وشهد الياسين ونجوى محمد، وغيرهم، إضافةً إلى الحبكة الدرامية التي نسجها الكاتب إسماعيل عبدالله، ولا نغفل أيضا الرؤية الإخراجية المتميزة للمخرج أحمد يعقوب المقلة، فضلاً عن بقية الفنانين والفنيين الذين كان لهم بالغ الأثر في ظهور مسلسل «لو أني أعرف خاتمتي» في أبهى صورة، لا سيما وأن العمل يحمل في ثناياه قيمة عالية، ومضامين اجتماعية وإنسانية عميقة المعنى وشديدة الواقعية.• هل لديكِ النية لخوض تجربة الإنتاج الفني مرة أخرى، بعد نجاحك كمنتجة في مسلسل «لو أني أعرف خاتمتي» ومسرحية الأطفال «عصابة خربوش»؟- بالطبع، فالنجاح يُغري بمزيد من النجاح، وأنا أعكف حالياً على قراءة عدد من النصوص الفنية التي نعتزم إنتاج بعضها قريباً أنا وزوجي الفنان حبيب غلوم، وإن كنا لم نستقر حتى الآن على عمل بعينه.• وكيف تقيِّمين مشاركتك في مسلسل «طريق المعلمات» المقرر عرضه قريباً على شاشة MBC؟- أعتبرها مشاركة مهمة ومثمرة، خصوصاً أن هذا العمل يتناول قضية شائكة في المجتمع السعودي، وهي معاناة المعلمة السعودية التي تكابد ويلات الغربة، من جراء تعيينها للعمل في قُرى نائية، تبعد كثيراً عن بيت العائلة، الأمر الذي يجبرها على الاستعانة بمحرم من أفراد أسرتها الذكور، للإقامة معها في السكن الجديد، وفقاً للأعراف والقوانين المتبعة في المملكة العربية السعودية.• تأجيل عرض المسلسل المذكور إلى ما بعد شهر رمضان، هل جاء من مصلحتك؟- بكل تأكيد، لأنني بصراحة كنت أتمنى ألا أظهر في أكثر من عمل فني خلال شهر رمضان، بينما أغيب بقية الشهور الأخرى عن الدراما التلفزيونية، كما أن تركيزي كان ينصب على مسلسل «لو أني أعرف خاتمتي»، خصوصاً أنه أول عمل درامي من إنتاجي.• يُراهن الكثيرون من الفنانين على مسلسل «طريق المعلمات»، حتى بلغ الأمر حد وصفه من جانب البعض، بأنه «نقلة نوعية في الدراما الخليجية»، فما حقيقة هذا الوصف؟- تعودت دائماً ألا أجزم بالحكم على شيء إلا بعدما يرى النور وتتضح ملامحه جيداً، وليس من عادتي أيضاً أن أسبق الأحداث، وأطلق التصريحات أو أعلن النجاح قبل موعده، لكننّي كغيري من فريق العمل أتوسم في «طريق المعلمات» نجاحاً باهراً، وأتمنى أن يكون حقاً نقلة نوعية في الدراما الخليجية، وفي النهاية نحن نترك الحكم الأخير في تقييم العمل للمشاهد وحده.• في مسلسل «حريم أبوي» قررتِ الظهور بـ «لوك جديد» ومختلف، فهل أصبح التغيير أمراً ضرورياً بالنسبة إلى الفنان؟- «اللوك» مهم، لكن قيمة الدور أهم، وأنا أرى أن مشاركتي في مسلسل «حريم أبوي» ستكون مختلفة نوعاً ما عن أعمالي السابقة، لأن فكرة العمل حلوة وجديدة، تحكي قصة أربع «ضراير» يسكنَّ في بيت واحد، وعلى رغم اختلافهن في بعض الأمور، كمحاولة كل واحدة منهن التقرب أكثر من غيرها إلى قلب الزوج المشترك، فإن المحبة والألفة حاضرة في ما بينهن، لاسيما عندما يختفي الزوج لأسباب غير معلومة، فيصبحن جميعاً على قلب «امرأة واحدة»!• وما دوركِ أنتِ في العمل؟- أؤدي دور الفتاة المثقفة، التي تهوى القراءة والاطلاع، وهي غالباً ما ترى الأمور من نظارة الأدباء والمثقفين، ما يثير المشكلات بينها وبين بقية الزوجات. لكن في نهاية الأمر تتحول العداوة بينهن إلى صداقة، خصوصاً عندما تعمد الزوجة المثقفة إلى مساعدة «ضرائرها» على حلحلة الكثير من المشكلات التي يعجزن عن حلها، وتدور الأحداث في قالب كوميدي ممتع، ممزوج بالمواقف المشحونة أحياناً بالتوتر، والعمل من تأليف عبد العزيز الحشاش وإخراج مناف عبدال، في حين يتشارك في بطولته كل من الفنانين انتصار الشراح وسعاد علي وشيلاء سبت ومحمد جابر ومشاري البلام، إلى جانب عدد كبير من الفنانين الشباب.• ذكرتِ قبل فترة أن الدراما الخليجية تعاني أزمة نصوص حقيقية، فما الحل من وجهة نظرك خصوصاً أن أجور الكتّاب والمؤلفين زهيدة وغير مشجعة؟- أعتقد أن السبب الرئيس لا يكمن في ضعف الأجور، بل في تزايد الطلب على الأعمال الدرامية من جانب القنوات الفضائية، لملء أوقات البث التلفزيوني، ما يفسد الإبداع الدرامي، خصوصاً في شهر رمضان، ما يرهق المؤلفين ويجعلهم في حالة استنفار دائم، كما أن الإلحاح المستمر عليهم في مطالبتهم بسرعة الإنجاز يؤدي إلى حالة من قلة التركيز، إضافة إلى تكرار الأفكار وضعف الحوارات ومن ثم تأتي الأعمال متهافتة. ومن وجهة نظري، أرى أن الحل بيد المحطة نفسها عبر التحكم في إنتاجاتها واختيارها للعمل المتميز والقيّم فقط، وعدم موافقتها على تقديم أي عمل مكرر ويتضمن حوارات ركيكة، فضلاً عن التحكم أيضاً في ظهور الوجوه الجديدة، وعدم تشجيع المنتجين على مشاركة أي فرد غير مؤهل أو لا يمتلك الموهبة الحقيقية، فذلك يؤثر سلباً في مستوى العمل الفني ككل.• ما الأعمال الدرامية التي أعجبتك في رمضان الماضي؟- حقيقةً لم أشاهد أي عمل، سواء كان خليجياً أو عربياً، والسبب عدم توافر الوقت الكافي لمتابعة هذا الكم الكبير من الأعمال المحلية والعربية، والاستثناء الوحيد كان مسلسل «سيلفي» للفنان ناصر القصبي.• لننتقل إلى موضوع آخر، هل لديكِ شخصيات بعينها تحلمين بتجسيدها درامياً؟- أتمنى تجسيد شخصية السيدة خديجة زوجة الرسول (عليه الصلاة والسلام)، من خلال عمل تاريخي ضخم، لما تحمله هذه الشخصية العظيمة من قيم نبيلة ورسائل أخلاقية عامة ومؤثرة، كما هناك الكثير من السير الذاتية التي أود تجسيدها، ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، خصوصاً أن الأعمال الضخمة تحتاج إلى إنتاج ضخم أيضاً.• في رأيك، من الفنانة صاحبة المرتبة الأولى على مستوى دول الخليج؟- دعنا، في البداية، نستثني الفنانين الكبار من هذه المعادلة، ونتحدث عن الفنانين الشباب، لأنه لا يوجد وجه للمقارنة بين الجيل الحالي والأجيال السابقة على الإطلاق، لا سيما من ناحية الرقابة الذاتية والتفاني في حب الفن وتقديم المضمون الهادف وغير المبتذل. وفي الوقت نفسه لا أستطيع تقييم شخص معين لأن الوضع حالياً يختلف تماماً عن الماضي، مع وجود أسماء كثيرة تخوض المنافسة بعضُها ضد بعض، لكن من وجهة نظري الشخصية أعتقد أن الفنانة شجون هي المتميزة عن الجميع في الوقت الراهن.• لو أطلقنا عليك «لؤلؤة الفن البحريني»، فهل يعجبك اللقب؟- يسعدني، لكننّي لا أهتم كثيراً باقتناص الألقاب، كما أن الأدوار التي أقدمها أهم بكثير بالنسبة إلي من أي لقب قد ينتقل في حقبة ما إلى فنانة أخرى.• أشادت بك كثيراً الفنانة شهد الياسين في حوار سابق معها، وأكدت أن مشاركتها في مسلسل «لو أني أعرف خاتمتي» جاءت من أجلك أنتِ والدكتور حبيب غلوم والمخرج أحمد المقلة، فكيف توطدت العلاقة بينكما؟- العلاقة وطيدة منذ زمن، لكنها تعززت أكثر في مسلسل «لو أني أعرف خاتمتي» ... والحقيقة أن شهد الياسين كانت من أكثر الفنانين الملتزمين في العمل، كما أن مشاركتها كانت إضافة إلينا، ودورها أيضا قوي ومؤثر، ولا يقل أهمية عن بقية الأدوار الرئيسية، على الرغم من موت الشخصية التي أدتها في الحلقة 27، غير أنها استطاعت بكل اقتدار أن تجعل المشاهدين يتفاعلون مع شخصيتها وحضورها المتميز.• هل تؤيدين مطالبة إحدى الفنانات البحرينيات أخيراً بإخراج «الكارت الأحمر» في وجه عارضات الأزياء وطردهن من الوسط الفني؟- يجب ألا تصل الأمور إلى درجة الطرد، «احنا أرقى من هالأسلوب»، لكن في رأيي يجب أن توضع هذه النوعية من الوجوه في الأدوار المناسبة لها، وعدم استغلال جمالهن و«دلعهن» في أعمال وأدوار لا تتناسب مع إمكاناتهن المتواضعة في التمثيل، وبهذه الطريقة يصبح لدينا «كنترول» لعدم مشاركة الوجوه الضعيفة التي تهدف إلى الاستعراض فقط، من دون علاقة عميقة بالفن!• وماذا عن علاقتك بالفنانات البحرينيات، خصوصاً شيماء سبت وشقيقاتها والفنانة «زهرة عرفات»؟- علاقتي طيبة مع الجميع و«الحمدلله»، وأنا أُكنّ لهن كل الاحترام والتقدير.• يرى بعض المراقبين في الساحة الفنية، أن التنافس بين الفنانين تخطى حدود المنافسة الشريفة، فيما انتشرت كثيراً ظاهرة الضرب من تحت الحزام بين هذا وذاك، فما تعليقك؟- مجالنا الفني لا يختلف عن سائر المجالات الأخرى «فيه الزين وفيه الشين»، فهناك الشخص الإيجابي الذي يحب لنفسه ولغيره الخير، وفي المقابل يوجد من يضمر الضغينة والغيرة والحسد للآخرين، وبالنسبة إلى القسم الثاني غالباً ما يقعون في شر أعمالهم، ثم يتوارون عن خارطة الساحة الفنية إلى غير رجعة، أما الفنان المسالم فسوف ينال مبتغاه مهما بلغت كُومة الأشواك في مشواره.• غيابك عن خشبة المسرح، هل سيستمر طويلاً؟- المسرح هو «أبو الفنون» وحبي الكبير، لذلك فأنا أحترمه كثيراً، ولا أود المشاركة في أي عمل يقلل من قيمة الفن المسرحي العريق، لذا فإنني أفضل التأني قليلاً ريثما أجد النص الجيد والعمل المتكامل الذي أرفع به من رصيدي وأسهم به في إثراء المسرح ذاته.• ما آخر عمل مسرحي قدمتِه؟- مسرحية «عصابة خربوش» قدمتُها مع فرقة «البيادر» البحرينية العام الماضي، والعمل من إنتاجي، حيث انطلقت عروضها في مملكة البحرين، ثم انتقلت إلى دولة الإمارات.• حسنا، ما الجديد على صعيد الأسرة؟- لا جديد يذكر، عدا أنني أقضي جل أيامي في روتين جميل وهدوء تام، خصوصاً بعد عام شاق وطويل قضيتُه في بلاتوهات التصوير.• على الرغم من مضي خمس سنوات على زواجك من الفنان الدكتور حبيب غلوم، فإنه لا يزال هو «أبو يوسف» وأنت «أم سعد»، فهل من سبب وراء ذلك؟- السبب بسيط، أننا ارتأينا تأجيل إنجاب الأبناء إلى وقت لاحق، لا سيما وأن كلا منا لديه أبناء من زواجه السابق، فلسنا في عجالة من أمرنا، وأنا بكل إيمان وثقة أدرك أن الله إذا شاء أمراً فإنه سبحانه يحققه بمشيئته.
فنون - مشاهير
لقاء / «تزايُد الطلب على المسلسلات يُرهق المؤلفين ويُضعف النصوص»!
هيفاء حسين لـ «الراي»: لا أهتم كثيراً باقتناص الألقاب!
06:41 ص