أوافق الآخ الفاضل جاسم بودي بأن اغتيال الاعلام برصاص الإحباط لا يماثله إلا موت الأفكار غرقاً في أحبار الفشل، لكنني لا أوافقه في أنه قد فشل ككاتب في تحريك المياه الراكدة مهما ألقى بها من حجارة!!أشعر بشعور الإحباط لدى أبي مرزوق كصحافي وكاتب عمود بعد عشرين عاماً قضاها في الكتابة وطرح فيها مئات المواضيع المهمة التي طالب الحكومة والبرلمان بتبنيها وحاول كشف مواطن الخلل، لكن الأمور تعود بعدها الى المربع الأول وتعود الأمور الى «الطريقة الكويتية»!كما أشعر بمدى إحباط أبي مرزوق وهو يواجه الشتائم ليس من عامة الناس فقط ولكن من بعض المثقفين الذين هم أساتذة جامعات او محامون او مثقفون ممن لا يعرفون أدب الخلاف والاختلاف! وأوافقه القول بأننا من جيل تربى على أبجديات وقيم أهمها احترام الأكبر سناً وتوقيرهم والانصات لهم وعدم التطاول عليهم، بينما المهيمن على الإعلام اليوم - لاسيما مواقع التواصل الاجتماعي يختلفون تماما عن جيلنا!!بالنسبة لي فقد مارست الكتابة بفضل الله تعالى ومنته منذ أكثر من عشرين عاماً وبذلت جهدي لتوصيل رسالة مماثلة لرسالة أبي مرزوق - وان كنت في مستوى من التأثير أقل بكثير من أبي مرزوق - وقد واجهت خلال تلك المسيرة الكثير من الإحباطات من بعض الحاقدين تارة بالاتهام بالتعصب وتارة بالشتائم والتشكيك بالولاء للوطن، وتارة بالفهم الخاطئ لما نكتبه!!لقد نصحني الكثير من المحبين باعتزال الكتابة لأنها تستهلك وقتي وتثير العداوات عليّ وتحرمني من فرص في المجتمع، وقال لي المحبون: إنك تنفخ في قربة مخروقة، وإن الفساد يزداد انتشاراً كما ازدادت كتاباتك، وقال آخرون: إن الناس لا تسمع اليوم إلا الى من لديه حساب في مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر - فيسبوك وغيرها...» بينما مقالات الصحف قد أصبحت موضة قديمة لا يقرأها الشباب، وقالوا بأن الكتابة الهادئة الهادفة لا فائدة من ورائها بل لابد من سل السيوف على الفساد، والشتم لكي تكون الكتابة مؤثرة ومقروءة!! ولكني وجدت كذلك من الثناء والتشجيع الكثير من أشخاص يهمهم إنقاذ المجتمع ورفعته.أتمنى من أبي مرزوق إعادة النظر في قرار اعتزال الكتابة حتى لا يتم تفريغ الساحة الصحافية ممن يؤدون دوراً بارزاً في توجيه الناس وإرشادهم الى الخير، وحتى لا يهيمن أرباب الفساد على ساحتنا الإعلامية كما هيمنوا على بقية مفاصل البلد!!إن الجيل الذي تربينا عليه لم يندثر ولم يتلاش ولكن تخلله بعض المظاهر المرضية الشاذة التي ساهم في انتشارها غفلة المجتمع عن توجيه النصيحة للشباب، والأخذ على يد المخالفين، وإن دورنا هو في بذل الجهد لإعادة بناء الجيل وتوجيهه، وأعتقد بأن جهودنا المتواضعة لابد وأن تحرك المياه الراكدة وان تجد لها صدى لدى نسبة من القراء بإذن الله!د. وائل الحساوي
مقالات
نسمات
ارجع عن قرارك يا أبا مرزوق!
05:06 ص