دقيقة في اختيار مفرداتها التي تنتقيها بميزان حسّاس، راقية في ديبلوماسيتها التي جعلتها تحتفظ بمكانة خاصة في نفوس زملائها، وفي نفس الوقت فإن الفنانة العمانية فخرية خميس صريحة وواضحة في حديثها من دون لف أو دوران.«الراي» التقت خميس في موقع تصوير مسلسل «حريم بو سلطان»، حيث فتحت قلبها وعقلها، ودارت «سوالف»، وتحدثت عن أمور عديدة، وأكدت أن بيتها هو الأساس، وارتأت أن أهم مافي الوجود بعد هذا المشوار والعمر هو السلام النفسي، وأن تجد الراحة بين من يحيطون بها، وأن تكون إلى جوارهم وهم إلى جوارها.وعلقت خميس على إيثارها السلامة، وبعدها عن النزاعات، بالقول الخليجي الدارج: «كل شي بالهون أبرك ما يكون». وتحدثت عن أعمالها الكويتية التي قدمتها، وآخرها مسلسل «أنيسة الونيسة» قبل أشهر، و«في عينها أغنية» في شهر رمضان الفائت، فضلا عن قضايا ومواضيع أخرى فنية وشخصية، والتفاصيل في هذا الحوار:• قبل كل شيء أهلا بك في بلدك الثاني الكويت؟- أحبابي وناسي أهلا بكم.• «شسالفتج»... أصبحت أما تريدين أن يتزوج ابنك، وحين قرر تزوج ثلاثة في وقت واحد؟- ضحكت وأجابت: هذا دوري في مسلسل «حريم بو سلطان»، والعمل كوميديا اجتماعية إنسانية، ويقوم الفنان جمال الردهان بدور ابني، وتمر شخصيتي في المسلسل بمرحلتين، هما مرحلة ما قبل الحب والأخرى ما بعد الحب، ولن أفصح عن تفاصيل أكثر، وما أقول سوى «تابعونا تعرفون (سوالفنا)، وأعلم أن هناك علامة استفهام حول أن جمال الردهان ابني في المسلسل، رغم تقارب العمر نوعا ما بيننا، وأنا أحب علامات الاستفهام حول ما أقدمه من أعمال».• وما هو جوابك، وكيف تميطين اللثام حول هذا الاستفهام؟- الآن نحن في عصر تصبح فيه الأم وكأنها هي البنت، وشبابنا هم من يكبرون والأمهات والآباء يصغرون، وهناك وسائل كثيرة تجعل الشخص يحافظ على شكله وصحته.• تعتبرين المقارنات أصبحت شيئاً قديماً في وقتنا الراهن؟- بل إنها قد تكوت ذابت، و«حريم بو سلطان»، تأليف حمد الشهابي، إخراج نادر الحساوي، وتمثيل جمال الردهان وأحمد السلمان وسعود الشويعي وسعيد سالم ومرام ومجموعة من المشاركين.• قدمت اخيرا أكثر من عمل في الكويت، منها مسلسل «في عينها أغنية» الذي أثار جدلاً قبل عرضه، حين انتشر بوستر العمل من دون صورتك، ولكن موقفك جاء بالغ الرقي، حين قلت انك موجودة في بوستر العمل وأنك أنت العين التي في البوستر؟- أنا بطبعي إنسانة ديبلوماسية، وأردت أن أنزع فتيل أزمة عندما قلت ان صورة العين هي أنا، لأني أرفض أن أثير غضب جمهور أي فنان، ويفترض بنا حسن النية دائماً، لأن الحياة ليست أبيض أو أسود فقط، بل إن الحياة ملونة، ولابد من وجود المرونة بشكل دائب حتى نستطيع أن نعيشها.• لديك سماحة وطول بال تحسدين عليهما؟- الحياة والخبرة علّماني السماحة، فلماذا أجرح أحدا؟، وماذا يجدي الانفعال سوى خسارة من حولنا، وأنا تعديت مرحلة «الزعل»، وأرى أن الجمهور أصبح ذكياً بشكل كافٍ، وهو من يضع اسم الفنان في المكانة التي تليق به ويقدره. وهل أنا في حاجة إلى البطولات المطلقة؟، طبعا لا، والحمد لله الكل يعلم من هي فخرية خميس، ويدرك أن كل أعمالي حتى تلك التي في سلطنة عمان بطولات، ومع ذلك، فإنه يثلج الصدر إذا قدّر المنتج والمخرج أو حتى القنوات الفضائية من معهم من فنانين.• لكننا شعرنا بالصدمة من أحد تصريحاتك؟- بـ «شنو» صدمتكم.• عندما قلت ان فكرة الاعتزال واردة، فهل جاء هذا التصريح في لحظة تعب أو غضب؟- لا، لم يأت في لحظة غضب، بل كان عن قناعة، لأنني أريد أن أستقر في بيتي وبين عيالي، وعدم الانشغال عنهم في التصوير، ورغم انهم كبار، إلا أنني أريد أن أكون إلى جوارهم وأريدهم حولي، وبعد غياب والدهم لابد أن أكثف متابعتي لهم، إلى جانب السفر للتصوير.• هذا رغم أن «خليجنا واحد» والمسافات قريبة؟- بالفعل أخوة وعزوة، لذلك لم أنقطع عن الفن، لأني أصبحت الأم والأب، ولابد أن أعمل لأوفر لأبنائي مصاريف المدارس والعلاج، ولا أترك كل شيء على بلادي، فلابد للمواطن أن يساعد، وطالما أن لدي الصحة والنشاط، فسأظل أعمل وأقوم بواجبي، ولا أبخل على عيالي، فقد عاشوا في وجود أبيهم حياة من الرفاهية، وأرفض أن أضيّق عليهم، أو أن أشعرهم بالنقص.• هذا يعني أن الأسرة أولى وهي في مقدمة اهتماماتك؟- بالتأكيد، فأنا أعمل من أجلها، ولكن لا أنكر إنني أرضي طموحي ورغبتي كممثلة وأكمل رحلة العطاء، وأقول انه لو توافرت أعمال وإنتاج غزير في سلطنة عمان لاختلف الوضع، ولكان هذا أسهل بالنسبة لي، ووقتها لم أكن لأخرج للتصوير خارج السلطنة إلا «للشديد القوي».• نتذكر «جمعة في مهب الريح» و«آخر العنقود» وغيرها من الأعمال العمانية القديمة.. والتي مازالت في الذاكرة؟- أعمال جميلة، منها «سعيد وسعيدة» وهي تعكس أيام البساطة والفن والسعادة، ونحن كخليجيين ما زلنا جميعاً نتذكر هذه الاعمال الجميلة حتى الآن.• هذا يدفعنا إلى السؤال أين الأعمال العمانية... اشتقنا إليها كثيراً؟- للأسف انه لم يعد هناك منتجون، ولم يعد من سبيل للإنتاج سوى عبر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، فهي التي تعطي الأعمال للمنتج، وتقول له «تصرّف»، وسوق الإنتاج لم يعد مشجعاً، مما جعل الفنان العماني لا يتحمس للعمل.• وأنت ألم تفكري في الإنتاج... وتكون لك شركتك في سلطنة عمان؟- لا توجد فكرة في بالي، وللأمانة فإنني لا أود أن أظلم كل المنتجين، وهناك من أضعهم على «الراس والعين»، منهم طارق العلي وأحمد الجسمي وعامر صباح، ولكن هناك أسماء معينة أكون على حذر في التعاون والتعامل معها، وهناك منتج واحد لن أتعاون معه أبداً، لأنه لم يعطني أجري إلى الآن عن أحد الأعمال، و«أشهر إفلاسه».• في ظل هذا المناخ الإنتاجي هل تجدين صعوبة في اختيار الأعمال المقدمة لك؟- أنا أختار أعمالي بحرص شديد، و«ما اطلع بأي شي»، وإذا قبلت كل ما يعرض علي، لوجدتني غير جالسة في سلطنة عمان، ولكن لدي عائلة وبيت لهما الأولوية.• بالفعل، والدليل أنك ضحيت بأدوار مميزة، منها أحد أدوار مسلسل «فضة قلبها أبيض» مع الفنانة سعاد عبدالله؟- بالفعل.. كلمتني «أم طلال»، ولكن تأخر التصوير لظروف ما، لذا ارتبطت بعمل آخر، وهذه ليست رزقتي، بل نصيب غيري وقدموا الأدوار «شحلاتهم».• بصراحة.. ألا تشعرين بالزعل بعد الاعتذار عن عمل ما ويحقق النجاح؟- لا، الحمد لله لا أشعر بأي ذرة زعل أو غيرة، وإنما على العكس، فأنا أفرح لمن نجحوا في هذه الأعمال.• ديبلوماسيتك قد تتعب الآخرين أحياناً؟- أنا واضحة ولا أحب أن يكذب عليّ أحد في هذه السن، ولا أحب أيضاً أن أكون في موقف أضطر فيه أن أبرر للآخرين أو أن يبرروا لي، وعندما أجد ما لايعجبني أعمل توقف، وأضع ستاراً بيني وبين الآخرين، ومثل هذه المواقف قليلة ولا أتعرض لها كثيراً.• هل لأنك تسعين إلى أن تفرضي احترامك؟- كما تفضلت، وأنا ليس لدي أي مشكلة مع أي أحد، وعندما أرى أن هناك مشكلة، أضع حداً من البداية.• هل لهذا السبب لم نسمع لك عن «هوشة» أو خلاف طوال مشوارك الفني؟- وحتى إن تواجد سوء فهم، فأنا أذهب وأتناقش لإزالة اللبس وإنهاء سوء التفاهم، ولا أجد أي حاجة إلى نشر غسيلي أمام الكل، وأرى أن هذا «عيب» لأننا قدوة، وفضلا عن ذلك فأنا لدي أبناء أريدهم أن يفتخروا بي كما إني أفتخر بهم، وطالما رأيت أموراً وعملت نفسي لا أرى «مو شايفة»، وواجبي في هذه السن أن أقدم النصح، وللأمانة فإنهم يأخذون بنصيحتي، وكما نقولها بالخليجي «يشرقون باسمي» ويحبوني.• لكن ما هو السبب وراء قلة ظهورك الإعلامي؟- تعرفني صريحة... فأنا لا يوجد لدي وقت، ومن حقي كفنانة أن أتقاضى مقابل أي لقاء تلفزيوني، ولا أجد هذا خطأ، فهو من حقي، وكل الفنانين يأخذون، أما الصحافة فإنني أتواجد إذا كان هناك عمل جديد، ومثلا الآن أنا مشغولة بالتصوير، لكن لم أرفض طلبكم و«أيتوا» موقع التصوير «ولهت عليكم».• كلمتك الختامية إلى من توجهينها؟- أقول أهلا بكم.. يا «الراي»، وأوجه تحية إلى الجمهور وإلى محبيني، ودائما معي وأكون معكم.. واعتبروني أمكم ودعونا نرتقي ولا نشتم في المواقع الإعلامية، ونختار ردودنا، ونترك بصمة حلوة لأن الكلمة الطيبة صدقة.
فنون - مشاهير
حوار / «لا أحب أن يكذب أحد عليّ في هذه السن»
فخرية خميس لـ «الراي»: الحياة والخبرة علّماني... التسامح
07:06 ص