في 4 ديسمبر عام 2011، تلقى العالم الكروي خبر وفاة فيلسوف كرة القدم البرازيلية سقراط، بعد تعرضها لأزمة صحية شديدة أدخل على اثرها العناية المركزة، ثم ما لبث ان أعلن مستشفى «البرت انشتاين» في ساو باولو وفاته عن عمر يناهز 57 عاماً.سقراط لم يكن مجرد موهبة برازيلية حالها حال العديد من المواهب التي غزت الملاعب في كل أصقاع الأرض، كان حالة فريدة من نوعها، اختلف عن البقية في أدائه وحنكته وفنياته وحكمته، بدأ متأخراً وانتهى مبكراً، لعب لإمتاع غريزته الكروية، مفضّلاً ممارسة كرة القدم على مهنته الأصلية الطب.منحه مدرب «السامبا» الراحل تيلي سانتانا في مونديال إسبانيا عام 1982 شارة القائد، لم تكن هي حاجة بقدر ما كانت رغبة، لأن سقراط «الفيلسوف الكروي» يعتبر الربان القادر على قيادة السفينة، فالمنتخب البرازيلي كان مرشحاً فوق العادة للقب، بيد ان إيطاليا «باولو روسي» قالت كلمتها، وأخرجت سقراط ورفاقه من المونديال.سقراط لم يمت... فنفسه ما زال حاضراً في الملاعب الكويتية، يتنفسه فهد الانصاري الذي لم يكن مولوداً في الوقت الذي كان فيه سقراط يتلألأ في سماء مونديالي إسبانيا 1982 والمكسيك 1986.فهد الانصاري... سقراط الكرة الكويتية بكل المقايس الفنية، يتشابه كثيراً في أسلوب وأداء وهدوء وحنكة سقراط الكرة البرازيلية، كلاهما بدأ متأخراً في عالم المستديرة الساحرة، الأول انطلقت نجوميته في سن الـ 24 عاماً، والثاني لم تقدّر قيمته الفنية إلا قبل سنة.فهد الأنصاري صاحب الـ 29 عاماً، بدأت نجوميته الحقيقية تطفو على السطح في الموسم الماضي بشكل لافت للأنظار، خصوصاً بعد تولي الإسباني أنطونيو بوتشه قيادة القادسية، فوجد فيه ضالته لتطبيق كل ما يدور في ذهنه، فأصبح اللاعب الذي لا يمكن الاستغناء عنه أبداً، وتوّج جهوده بلقب كأس الاتحاد الآسيوي، وبعد تعيين التونسي نبيل معلول مدرباً لـ «الأزرق»، لم يتردد الأخير في دعوته لقيادة وسط المنتخب، حتى قال عنه بعد كأس آسيا في أستراليا عام 2015 أنه «الأفضل بين الجميع».فهد الانصاري... ضاعت منه سنوات طويلة منذ بداية مشواره، لم يجد من يفجّر طاقاته، ضاع بين كثرة تغيير المدربين في «الأصفر»، فكنت تجده في كثير من الأحيان على دكة الاحتياط، وحتى عندما يشارك فإنه لم يظهر ما يظهره حالياً.فهد الانصاري... غريب أمر كل المدربين السابقين، كيف يتم اكتشافه متأخراً جداً، ولم يتبق من مشواره الكروي سوى سنوات قليلة، قد لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، ان يبدأ نجوميته في هذا العمر المتقدم، فهذه جريمة يتحملها كل من أشرف على تدريبه منذ سنوات عدة.فهد الانصاري... اللاعب الذي يعوّل عليه معلول في تأهل «الأزرق» الى مونديال روسيا 2018 وكأس آسيا 2019 في الإمارات، يحمل كل الصفات التي تجعله يقود «سفينة الأزرق» بثبات في بحار التصفيات، بتنفيذه أدوارا متنوعة لا يجيدها إلا هو.فهد الانصاري... يتنفس سقراط في أدائه، يتلبس هيئته، يتميز بهدوئه، يسجل كما يسجل... الأول رحل والثاني باقٍ.
رياضة - رياضة محلية
الأنصاري ... «يتنفّس» سقراط
12:19 م