«لبَّيتُ نداء الفن، فانتزعني من غرفة عمليات الجراحة»!هذا ما صرّح به الفنان المصري محمد كريم، مشيراً إلى أنه انصاع لهاجس الفن الذي اجتاحه بقوة، فتخلى عن التخصص «طبيباً جراحاً»، على الرغم من تميزه في هذا الفرع الطبي أثناء دراسته الجامعية، متخذاً طريقه إلى التمثيل الذي عشقه، وإن كان لا يزال يعتبر نفسه طبيباً، ويزاول المهنة في عيادته بالقاهرة حتى اليوم! «الراي» التقت كريم الذي ارتقى سلم الفن في الدراما التلفزيونية والأفلام السينمائية، باجتهاد ونجاح، حتى عرفه الناس في غضون بضعة أعوام، قبل أن ينشغل بتقديم برنامج «The Voice» على قناة «mbc»، على مدى موسمين، وعندما شعر بأن البرنامج يمكن أن يُبعده عن التمثيل الذي عشقه، بادر بالاعتذار عن عدم المواصلة مجدداً، معتزماً العودة إلى الوقوف بكثافة أمام الكاميرات في بلاتوهات التصوير، وهو ما ظهرت بوادره بثلاث مشاركات درامية في رمضان الماضي. كريم، الذي حاورته «الراي» أثناء زيارته الأولى للبلاد، أكد أنه سعيد بهذه الزيارة، مردفاً: «فوجئتُ بما شاهدته عيناي خلال تجوالي في الشوارع، إلى حد أنني ندمت لعدم تمكني من زيارة الكويت من قبل». وعن علاقته بمواقع التواصل الاجتماعي كشف عن أنه لا يهتم كغيره من الفنانين بعدد «المتابعين»، ومشيراً إلى أنّ الشوق الكبير إلى التمثيل والفن هما ما ميّزا أدواره في الأعمال التلفزيونية التي أطلّ فيها خلال موسم رمضان الماضي. تطرق محمد كريم إلى علاقته مع الفنانة هيفاء وهبي التي اجتمع معها للمرة الثانية، وكان عملهما الأول معاً هو الفيلم المعروف «دكّان شحاته» للمخرج خالد يوسف، معرجاً على دافعه للاستمرار في مزاولة مهنته الأساسية طبيباً، كاشفاً النقاب عن مناصرة والده له كي يحقق عشقه الأول في التمثيل، منذ كان طالباً في كلية طب عين شمس، وتحدث في كثير من القضايا الفنية والإعلامية نورد تفاصيلها في هذا الحوار:• بدايةً، هذه زيارتك الأولى للكويت... فما انطباعك عنها؟- على الرغم من ارتباطي بعدد من الأعمال الفنّية، فإنني حرصت على زيارة الكويت للمرة الأولى، أما عن رؤيتي لها فهي بلد يحمل طابعاً خاصاً ومميزاً، بنهضتها العمرانية، وجمالها وفخامتها.• بعد غيابٍ أثبتّ حضوراً ملحوظاً على الشاشة الصغيرة في موسم رمضان الماضي... ماذا وراء ذلك؟- هذا صحيح، إذ صوّبت اهتمامي تجاه السباق الدرامي في موسم شهر رمضان الماضي، لأنني كنت أعتبره مهماً جداً ونقلة كبيرة، بعد انقطاعي في الفترة الماضية عن المشاركة في المسلسلات والأفلام، لارتباطي بتقديم برنامج «The Voice» الذي حقق نجاحاً كبيراً.• هل النجاح الذي حققته في «The Voice» عوضك غيابك عن الدراما والسينما؟- لا أنكر أنني كنت ولا أزال سعيداً بالنجاح الذي حققته في البرنامج، لكنني في الوقت نفسه أشعر بالضيق لبعدي عن التمثيل، وكنت دائماً أتراجع عن كل الأعمال الفنية (التلفزيونية أو السينمائية) التي تُعرض عليّ، بعدما أُبدي موافقتي، وذلك لعدم مقدرتي على الالتحاق بها بسبب ارتباطي بالبرنامج وسفري الدائم، إذ كان من الصعب حينها أن أوفق بين البرنامج ومواعيد تصوير أي عمل.• انطلقت النسخة الثالثة من «The Voice» بدونك فما هو شعورك؟- أتمنى لهم التوفيق، وأنا وبشكل ودّي اعتذرت لإدارة «mbc» والقائمين على برنامج «The Voice» عن عدم المشاركة في النسخة الثالثة، لأنني لا أحب تكرار نفسي كثيراً، ولكي لا أصنّف مذيعاً فقط، وأيضاً لأعود إلى جمهوري في التلفزيون والسينما.• نعود لمشاركاتك الرمضانية الأخيرة، ما الذي ميّز أدوارك في الأعمال الدرامية الثلاثة؟- ما ميّزها أنني قدمتها بشوق كبير، فقد كنت حريصاً على الانتقاء الدقيق جداً في كل ما عُرض عليّ من نصوص، حتى وقع الاختيار النهائي على المسلسلات الثلاثة «أستاذ ورئيس قسم»، و«مولد وصاحبه غايب» و«ولاد السيدة»، وأعتقد أنني كنت موفّقاً فيما قدّمته من أداء بشهادة الجمهور الذي أشاد بأداوري.• هل من جديد لديك على صعيد السينما؟- لدي مشاركتان، الأولى في فيلم مصري ما زلنا في مرحلة اختيار نجومه، وسنبدأ في تصويره خلال الفترة القصيرة المقبلة، أما المشاركة الأخرى فتتعلق بفيلم أميركي مع الفنان جيرارد باتلر الذي التقيته أخيراً في دبي، واتفقنا على كل الأمور، ومن المقرر أن يجري تصويره في لوس أنجيليس قريباً. وأعتقد أنّ إتقاني اللغة الإنكليزية سيكون عاملاً إيجابياً ومساهماً في نجاحي ووصولي إلى العالمية التي طالما حلمتُ بها.• تعاونت أخيراً مع هيفاء وهبي للمرة الثانية... كيف تصف التجربة؟- التعاون مع هيفاء وهبي ممتع جداً، خصوصاً أننا صديقان، وبيننا نوع من التجانس، ففي لقائنا الأول في فيلم «دكان شحاته» للمخرج خالد يوسف اجتهدنا كثيراً فحققنا نجاحاً منقطع النظير، وما زال الفيلم باقياً في ذاكرة الجمهور مشهداً مشهداً، وأعتقد أن «مولد وصاحبه غايب» حقق نجاحاً مشابهاً، وما أعجبني في الأمر أن دوري في المسلسل هو على النقيض تماماً (شكلاً ومضموناً وقصةً) من شخصيتي في «دكان شحاته».• خلال فترة غيابك عن التمثيل، رفضتَ عدداً من العروض الدرامية، هل تندم الآن؟- عوّدت نفسي على ألا أندم على ما فاتني، ما دمتُ أمتلك نجاحاً كبيراً في يدي وليس في يد غيري، وبيدي قوة أثبت بها نفسي.• لا نجد اسمك يندرج في المشاكل التي تحصل في أروقة الوسط الفني لا من قريب أو بعيد؟- هذا صحيح، إذ من النادر أن تجد اسمي مدرجاً في مشاكل، لأنني لا أهتم بها ولا أعيرها اهتمامي مطلقاً، ومن يعرفني يشهد أنني عندما أنتهي من تصوير مشاهدي أغادر «اللوكيشن»، وعلاقتي مع الفنانين علاقة زمالة عمل فقط.• أنت طبيب بشري... ما الذي دفعك إلى دخول مجال الفن؟- أنا أتحدر من عائلة طبّية بامتياز، فوالداي طبيبان وحتى أعمامي ومعظم أخوالي أيضاً، وأكثر ما دفعني إلى دراسة الطبّ أنّ أهلي لم يرغموني على أن أكون طبيباً. أما الفن فهو في عروقي منذ الصغر، فكنت أقرأ المسرحيات وأتابعها، وما زاد ذلك العشق أنني عندما سافرت إلى الولايات المتحدة الأميركية لاستكمال تعليمي الجامعي، كنت أزور «هوليوود» وأستمتع بوقتي في السينما، وكان لديّ هاجس أن أصبح من نجوم الفنانين العالميين يوماً ما.• وهل عارضت أسرتك تحولك عن الطب إلى الفن؟- مع أن والدي طبيب ويعمل في مجال تخصصي الحالي نفسه، وعلى الرغم من الحلم الشائع عند كل أبّ أن يرى ابنه طبيباً، وخصوصاً الآباء الأطباء، فإن أبي لم يعارض مطلقاً اتجاهي نحو مجال الفن، بل إنه كان يدعمني ويناصرني، وكان يدفعني دوماً إلى السعي وراء حبّي وطموحي للفن أثناء دراستي لمجال الطب، ودوماً كان يقف إلى جانبي لإيجاد ما يناسبني من أدوار لإثبات نفسي في الساحة الفنّية، وهو الأمر الذي جعلني أحبّ الطبّ وانتزعني الفن من غرفة العمليات.