هذه الدنيا كتاب يعج بالأفكار والأحداث والصور، والناس فيها لهم ذكريات وثقافات وأعمال مختلفة وعطاءات متباينة، وهي سماء تشرق فيها نجوم فتسطع وتلقي بمسارات من الضوء يقتبس منها البعض جذوات من الفكر وسمات من الخير وصفات من المعرفة والعلم والثقافة.عزيزي القارئ. ودعنا يوم السبت الماضي مربياً فاضلاً واستاذاً كريماً هو الأخ محمد عبدالله حسين الكندري الذي كان نجماً ساطعاً في سماء التربية الخاصة عملت معهُ أكثر من عشرين عاماً لم أره إلا مبتسماً خلاقاً في عمله، رأيته معلماً مجداً يعمل على غرس الأفكار وتذليل الصعاب لذوي الاحتياجات الخاصة كلما اعترت سبيلهُ عثرة تربوية فكر في اختيار طريقه ومستلزمة من مستلزمات التربية للقضاء على ما يواجهه من صعوبة أو مشكلة في هذا المضمار.عملت معهُ وهو موجه في مجال الإعاقة الفكرية، وهو يشير إلى طريق الخير وسبيل الازدهار.أصبح مراقباً للشؤون التعليمية في إدارة التربية الخاصة يعمل بإصرار وسكينة، ويهمس في أذن المتعثر حتى يساعده على السير في سبيل الخير، أصبح مديراً لمدارس التربية الخاصة لعام واحد فقط استثمر في ذلك العام كل ما لديه من خبرة ومعرفة ودراية في مجال التربية الخاصة كي يعمل على مواكبة السير في المضمار التربوي الصحيح.عملت مع أستاذنا محمد عبدالله حسين -يرحمه الله- في كثير من اللجان فما وجدتهُ إلا المفكر الذي يدعو إلى استنباط الحقيقة التربوية التي تعمل على إيجاد سبل متعددة في مجالات تهيئة وتربية وتثقيف وتعلم وتدريب ذوي الاحتياجات الخاصة على مختلف إعاقاتهم.كثيرة هي اللجان التي عملت بها مع فقيدنا الغالي ومتعددة لا أقوى على أن أسردها أو أعددها في مساحة بسيطة، إنما تحتاج إلى كتاب واسع ووقت كبير.حضرت معهُ كثيراً من الندوات والمحاضرات والمؤتمرات داخل البلاد وخارجها ولعل آخرها مؤتمر التربية الخاصة بين الواقع والمأمول الذي عقد في الأردن في الثمانينات من القرن الماضي ففي جميع الندوات والمنتديات التربوية كان أبو عبدالله رحمه الله نجماً لامعاً في مجال المناقشة ووضع التوصيات.إننا فقدنا أخاً كريماً وإنساناً رائعاً نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته.اللهم بارك لأخي محمد عبدالله حسين في حلول دار البلاء وطول المقامة بين أطباق الثرى واجعل القبر بعد فراق الدنيا خير منزل له واخلف على أهله وذويه وأصدقائه ومحبيه الصبر والسلوان إنك ولي ذلك والقادر عليه.هو الموت فاختر ما علا لك ذكرهفلم يمت الإنسان ما حيي الذكرُ
مقالات
حروف باسمة
محمد عبدالله حسين في أمان الله وحفظه
12:57 م