طالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ «تعاون أكبر في المنطقة حتى تتمكن هزيمة الإرهاب الذي دفع المنطقة إلى حرب شرسة، مشيدا بالسلام القائم بين مصر إسرائيل منذ 40 عاما»، الامر الذي لاقى ترحيباً اسرائيلياً سريعاً.وقال السيسي في مقابلة مطولة مع وكالة «أسوشيتد برس» على هامش حضوره في الدورة الـ 70 للجمعية العامة للأمم المتحدة، إن«جهود إحلال السلام يجب أن تتجدد من أجل حل القضية الفلسطينية»، مشيرا إلى أن«السلام بين مصر وإسرائيل القائم منذ 40 عاما يجب أن يشمل دولا عربية أخرى».وتابع:«حل القضية الفلسطينية سيغير وجه المنطقة. وسيجلب تحسينات كثيرة للوضع. إنني متفائل بطبعي، وأقول إن هنالك فرصة كبيرة».ورحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بدعوة السيسي.وذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية أن نتنياهو ناشد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مجددا العودة إلى طاولة المفاوضات بغية دفع عملية السلام إلى الأمام.من جانبه، اعتبر رئيس حزب «يش عاتيد» الاسرائيلي النائب يائير لابيد تصريحات السيسي دليل على وجود فرصة لدفع تسوية إقليمية مع الدول العربية إلى الأمام».وتطرق السيسي في المقابلة إلى قضايا كثيرة في المنطقة، مؤكدا أنها «تمر بأكثر الفترات دقة. يكفي أن ننظر إلى الخريطة لنرى أن ثمة دولا تنهار. هنالك صعود لمجموعات إرهابية. هنالك أزمة اللاجئين الهاربين إلى أوروبا». وأضاف:«نحن بحاجة إلى تكثيف الجهود، وأهم من ذلك، نحن بحاجة إلى تفهم جميع الدول وإلى تعاونهم، من أجل إعادة بناء الدولة التي تنزلق إلى دائرة الفشل».وشدّد على«أهمية بقاء سورية أمة واحدة ووطنا واحدا، بدل تقسيمها إلى دوليات»، محذرا من أن«انهيار سورية يعني سقوط الأسلحة في أيدي الإرهابيين، ما سيهدد المنطقة برمتها».وكان السيسي أكد خلال لقائه في مقر إقامته في نيويورك، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، اول من امس، أن«القضية الفلسطينية ستظل قضية العرب المحورية»، منوها إلى«الأولوية التي تتمتع بها تلك القضية في السياسة الخارجية المصرية».وأكد«أهمية عودة السلطة الفلسطينية للقطاع وأن تتولى الإشراف على المعابر»، منوها إلى أن«ذلك سيكون له أطيب الأثر في انتظام فتح المعابر مع القطاع، وييسر معيشة الأشقاء الفلسطينيين المقيمين في غزة، ويساهم بشكل أساسي في توفير احتياجاتهم اليومية، فضلاً عن تنقلاتهم إلى الخارج».وأكد أن«الإجراءات التي تتخذها مصر من أجل تأمين حدودها الشرقية تتم بتنسيق كامل مع السلطة الوطنية الفلسطينية، ولا يمكن أن تهدف إلى الإضرار بالأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، وإنما تهدف إلى حماية الحدود المصرية والمساهمة في الحفاظ على الأمن القومي المصري والفلسطيني».وأجرى، السيسي، أمس، في مقر إقامته في نيويورك، لقاء مع الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون وعقد لقاء مع الرئيس السنغالي.وقال الناطق باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف، إن«السيسي سيلتقي خلال الساعات المقبلة في نيويورك الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، ورئيس وزراء إيطاليا ورئيس وزراء هولندا، كما سيلتقي أيضا رئيس جمهورية قبرص ورئيس بنما ورئيس وزراء لبنان».والتقى الرئيس المصري عدداً من الشخصيات البارزة في المجتمع الأميركي، شملت مسؤولين سياسيين وعسكريين سابقين منهم 3 من مستشاري الأمن القومي السابقين، هم هنري كيسنجر وبرينت سكوكروفت وستيفن هدلي، فضلاً عن القائد الأعلى السابق لحلف شمال الأطلنطي ويزلي كلارك، وقائد المنطقة المركزية الأدميرال وليام فالون، إضافة إلى عدد من الأعضاء الحاليين في مجلس النواب، وكبار المفكرين ريتشارد هاس ودينيس روس، والعالم المصري فاروق الباز.وأكد السيسي «اعتزاز مصر بعلاقات الشراكة الاستراتيجية ومسيرة التعاون الممتدة مع الولايات المتحدة»، مشيرا إلى «أهمية الانطلاق بتلك العلاقات إلى آفاق جديدة على جميع الأصعدة، في ظل ما تواجهه البلدان من تحديات مشتركة».وقال يوسف، إن «أعضاء مجلس النواب والشخصيات البارزة أعربوا عن تقديرهم لعلاقات الشراكة مع مصر، مشيرين إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون والتنسيق في ضوء ما يجمع البلدين من مساحة تفاهم حول سبل التعامل مع المتغيرات الإقليمية الراهنة وما تسفر عنه من تداعيات»، مؤكدين «مكانة مصر ودورها المحوري كركيزة لاستعادة الاستقرار والأمن في المنطقة».كما التقى السيسي الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، وتناول اللقاء آخر مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، «وما تشهده من تحديات أهمها الإرهاب والتطرف، وتضافر جهود المجتمع الدولي للقضاء عليهما عبر منظومة شاملة تشمل المواجهات العسكرية والأمنية جنبا إلى جنب مع جهود تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فضلا عن الجوانب الدينية والفكرية، وبما يضمن القضاء على كل المسببات التي قد تدفع البعض للانضمام إلى الجماعات الإرهابية».كما التقى أعضاء الغرفة التجارية الأميركية، ومجلس الأعمال المصري - الأميركي الذي أشاد بالنجاحات والإنجازات الاقتصادية في مصر على مدار العام الماضي، منوها إلى «عدد من الخطوات الجادة التي اتخذتها الحكومة المصرية ومن بينها ترشيد دعم الطاقة وتدشين المشروعات الوطنية العملاقة مثل مشروع قناة السويس الجديدة والخطة العاجلة لإنتاج الكهرباء، وخفض عجز الموازنة العامة، فضلا عن جهود توفير فرص العمل وتشغيل الشباب».
خارجيات
دعا إلى عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة وشدّد على «الشراكة الاستراتيجية» مع واشنطن
نتنياهو يرحّب بدعوة السيسي أن يشمل السلام بين مصر وإسرائيل دولاً عربية أخرى
السيسي خلال مقابلة مع وكالة «أسوشيتد برس» في نيويورك ( ا ب)
11:27 م