كشف مدير إدارة عمل الفروانية في الهيئة العامة للقوى العاملة يوسف آرتي عن وجود تلاعب كبير في شهادات التطعيم الخاصة بالاغنام والإبل الصادرة من الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية والتي بموجبها يتم تقدير العمالة المستحقة لصاحب العمل من مربي الماشية، مرجعا أسباب تلك المشكلة إلى وجود ما اسماه بالتلاعب داخل أروقة الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية نفسها.وأبدى آرتي، في حوار مع «الراي» أسفه لعدم قدرة إدارته فعل شيء تجاه هذه الظاهرة «فكل الشهادات والاوراق صحيحة وصادرة عن الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية» فتضطر إدارته عن الشك في المعاملة إلى تحويل الأمر لإدارة التفتيش بعد ان يتم تمرير تلك المعاملات. وبين أن الشكوك في صحة تلك الشهادات منذ اللحظة الأولى لتقديم تلك الشهادات، التي تسجل بأسماء كل أفراد العائلة، «ونتيجة لخبرتنا بالتعامل مع هذا الموضوع نستطيع تمييز ذلك التلاعب من خلال شكل وأرقام تلك الشهادات، كما ان هناك بعض مربي الماشية يتقدمون بشهادات تحصين بختم واحد وموعد بخط اليد فقط».وذكر ان هناك تنسيقا وتعاونا كبيرين بين إدارات العمل في كل المحافظات بهدف الارتقاء بالاداء الوظيفي من جهة، والارتقاء ايضا بنوعية وجودة الخدمات الممنوحة للمراجعين من جهة اخرى، خصوصا في ظل وجود توجيهات ودعم مباشر من قبل كبار المسؤولين في الهيئة على ان تكون المرحلة المقبلة هي مرحلة إنجاز، ووصف بعض القرارات التنظيمية المتعلقة بسوق العمل والتي صدرت في بعض الفترات بغير المدروسة والتي أدت إلى تعقيد عملية سير وانجاز العمل، متوقعا في الوقت نفسه صدور قرارات تنظيمية جديدة وتعديلا على بعض القرارات السابقة الخاصة بسوق العمل.وجدد آرتي تأكيده على انهم ينسقون ويتعاونون مع ادارة التفتيش بشكل مستمر ودائم بهدف تضييق الخناق على الشركات الوهمية والمكاتب الورقية، خصوصا ان إدارة عمل الفروانية تقع تحت عاتقها اهم المناطق التي تشتهر بتكدس العمالة الوهمية على مستوى البلاد، والتي تسبب «صداعا في الرأس» وهي منطقة جليب الشيوخ، وشدد على ضرورة إصدار تشريعات وقوانين خاصة للقضاء على هذه المشكلة، كاشفا في الوقت نفسه أن الإدارة تعاني منذ مدة طويلة نقصا في الموظفين ووجود شواغر ادارية بالاضافة إلى مشاكل في الصيانة والخدمات ... وفي ما يلي تفاصيل الحوار:• ما طبيعة عمل ادارة الفروانية؟ ـ إدارة عمل الفروانية تعتبر من أكبر الإدارات على مستوى المحافظات من حيث عدد الملفات وحجم العمل وعدد سكان المحافظة من المواطنين والعزاب، وتعتبر ثاني اكبر ادارات العمل بعد العاصمة، حيث توجد فيها كثافة عالية بالشركات والمؤسسات والمحلات التجارية مثل منطقة صبحان الصناعية والضجيج والعارضية الصناعية، بالإضافة إلى خيطان وأجزاء من الشويخ الصناعية والري والصليبية الصناعية، بالاضافة إلى منطقة كبد والجواخير الخاصة برعي الماشية، ولهذا فان نسبة إنجاز العمل وتخليص المعاملات المطلوبة من الادارة القيام به مقارنة بهذا الحجم الكبير من المناطق التي تقع على عاتقها هي عالية جدا. فعدد المعاملات التي يتم انجازها بشكل يومي في ادارتنا تصل إلى 880 معاملة، 500 معاملة تجديد، و140 معاملة،اذن المرة الاولى، و150 معاملات استخراج تصاريح، و90 معاملة تحويل، وكل تلك المعاملات تنجز في الفترتين الصباحية والمسائية عن طريق 8 موظفين فقط.• هل هناك مشاكل تعاني منها الادارة؟ ـ مشاكلنا كثيرة ومتنوعة وبعضها قديم ايضا، نحن نعاني في البداية من وجود نقص كبير بعدد الموظفين بالاضافة إلى وجود شواغر ادارية، كما ان المبنى الحالي الذي تسلمته الإدارة أخيراً بعد انتقالها من منطقة الضجيج ولم يكن مفصلا او يتماشى مع الاحتياجات الخاصة لعمل الادارة او هيكلها، والذي يعتبر قديما ويعاني من مشاكل تتعلق بالصيانة ونقص بالخدمات وتعطل دائم لاجهزة التكييف، حيث عانينا كثيرا في رمضان من مشكلة تعطل التكييف والذي تم اصلاحه عن طريق اموالنا الخاصة.• هل خاطبتم الادارة المركزية بهذه المشاكل؟ ـ نعم خاطبنا المسؤولين وهناك تجاوب وتفهم كبير من جانبهم. ولكن في النهاية يجب ان نكون منصفين، هناك مشاكل مترتبة على فصل الهيئة العامة للقوى العاملة عن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل مثل عدم وجود عقود صيانة خاصة للهيئة، بالاضافة إلى عدم انتهاء الهيكل التنظيمي ووجود ايضا عمليات لتسكين وسد الشواغر الخاصة بكل ادارات العمل. في الماضي كان هناك ربط مالي واداري بين الشؤون والهيئة، ولكن بعد الفصل ظهرت تلك المشاكل، وحاليا تم توقيع عقود صيانة خاصة بالهيئة، وفي الاجتماع الأخير قدمنا طلبا لزيادة عدد موظفي ادارة عمل الفروانية ونقلنا كل المشاكل التي نعاني منها، وكان هناك بالفعل تفهم ووعود من قبل المسؤولين لتوفير كل ما نحتاجه خصوصا ان هناك توجيهات صادرة من المدير العامة للهيئة العامة للقوى العاملة احمد الموسى بضرورة الاهتمام والرقي بالاداء الوظيفي وايضاً الارتقاء وتحسين التعامل مع المراجعين خصوصا ان المرحلة المقبلة تم الاتفاق عليها بان تكون مرحلة إنجاز لكل ادارات وقطاعات العمل.• هل ساعدكم تطبيق نظام الميكنة والبوابة الالكترونية في إنجاز العمل؟ ـ بالرغم من ان الكثير من المعاملات الخاصة ببعض الشركات الكبيرة يتم إنجازها عن طريق البوابة الالكترونية، فإن العمل في هذين النظامين لم يصل إلى مستوى الطموح، خصوصا انه لا يزال هناك بعض المشاكل التقنية التي يعاني منها النظام الالكتروني الذي يهدف بالمقام الاول على إسراع عملية إنجاز العمل والقضاء في الوقت نفسه على البيروقراطية.• هل برأيك ان النظام الالكتروني لم يحقق الأهداف المرجوة منه؟ ـ أنا شخصيا ارغب وأشجع وأدعم كل الجهود التي تهدف إلى استخدام الوسائل التكنولوجية والتعامل مع الأجهزة الذكية بدلا من التعامل مع الأوراق، خصوصا ان دول العالم انتقلت حاليا من مرحلة الحكومة الالكترونية إلى الذكية، ولهذا كل من يرغب في عدم تطبيق هذا الخيار هو شخص لا يعيش الواقع، ونحن نتطلع أن يكون العمل في الإدارة الكترونيا بشكل كامل على ارض الواقع هناك مشاكل يواجهها النظام ولكن هذا لا يعني انه فاشل، ولكن ما نحتاجه حاليا هو وجود كوادر متخصصة تستطيع التعامل مع كل المشاكل التقنية التي تطرأ على النظام، ويجب أن يكون هناك ايضا تنسيق بين الهيئة والجهات الحكومية المعنية للتعاون من اجل حل كل المشاكل المتعلقة بالربط التي تعانيها البوابة الالكترونية، والتي أتوقع بانها ستعود للعمل بشكل طبيعي بعد انتهاء اجازة العيد. ومن اجل تحقيق هذا الهدف والذي يعتبر احد الأهداف الرئيسية التي تسعى حاليا الهيئة إلى تطبيقها والاعتماد عليها في المرحلة المقبلة، لدينا حاليا توجه يحظى بدعم واهتمام المسؤولين للاعتماد على أنفسننا بشكل كامل من دون الحاجة إلى نظام الميكنة، من خلال تدريب وتأهيل بعض الكوادر الوطنية الجديدة المتخصصة في الأمور التقنية والمعلوماتية.• بعض المسؤولين في الهيئة حملوا ادارات العمل مسؤولية الازدحام التي تشهده الادارة المركزية في الجابرية، نتيجة إرسال المراجعين لإنهاء معاملاتهم هناك، فما ردك؟ ـ هذا غير صحيح، نحن لم نرسل اي مراجع إلى الادارة المركزية لإنهاء معاملته، خصوصا في ظل الصلاحيات الواسعة التي أعطيت لمديري ادارات العمل التي ساهمت في تخفيف الضغط وتسهيل عملية إنجاز المعاملات للمراجعين دون الحاجة لإضاعة الوقت والجهد في التنقل بين ادارات الهيئة، وان المشكلة الرئيسية تتمثل في المراجع نفسه سواء نتيجة عدم وجود صبر لديه، او ان هناك بعض المراجعين يسعون الى الحصول على نسبة تصاريح اكبر من المسموح بها ولهذا يلجأون إلى الادارة المركزية على أمل الحصول على استثناءات. وبالنسبة لإدارة عمل الفروانية فان 80 في المئة من المراجعين راضون على طريقة إنجاز العمل، خاصة وان الغالبية العظمى من المعاملات يتم إنجازها من دون لجنة، ولكن هناك بعض الأمور تتطلب استثناءات لا نملكها نحن ولا كبار المسؤولين للبت فيها، لأننا في النهاية ننفذ ونطبق قرارات وقوانين ولا نستطيع تجاوزها بهذه السهولة، وإذا تم إعطاء تلك الاستثناءات فيجب بالنهاية ان نكون منصفين وعادلين في تطبيق القانون على الجميع، وهذا الذي لا يعرفه المراجع نفسه.تلاعب في «الزراعة»• ماذا عن مسؤولية الادارة تجاه منطقة كبد والجواخير الخاصة برعي الماشية؟ـ قطاع الرعي، سواء كان في كبد او جواخير الشويخ، يعتبر احد المشاكل الرئيسية التي تعاني منها الادارة بشكل يومي، وذلك بسبب حالات التلاعب التي تتم في شهادات التطعيم التي تصدرها الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية والتي بموجبها يتم تحديد عدد العمالة المستحقة لمربي الأغنام والإبل، عن طريق ادارة تقدير الاحتياج، بحيث كلما كان عدد شهادات التطعيم التي تثبت بأن لدى المربي اعدادا كبيرة من الماشية كان عدد العمالة التي سيحصل عليها اكبر.• كيف يتم اكتشاف هذا التلاعب؟ـ شكوكنا تبدأ منذ اللحظة الأولى لتقديم تلك الشهادات، حيث نجد ان شهادات التطعيم مسجلة بأسماء كل أفراد العائلة، ونتيجة لخبرتنا بالتعامل مع هذا الموضوع نستطيع تمييز ذلك التلاعب من خلال شكل وأرقام تلك الشهادات، كما ان هناك بعض مربي الماشية يتقدمون بشهادات تحصين بختم واحد وموعد بخط اليد فقط.• ما الإجراء المتبع في هذه الحالة؟ـ يجب ان نعترف في البداية ان التلاعب يتم من داخل أروقة الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية، ونحن لا نستطيع فعل شيء لان كل الشهادات والاوراق هي في النهاية صحيحة وصادرة عن الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية، حيث يترك الامر بالنهاية إلى ادارة التفتيش بعد ان يتم تمرير تلك المعاملات.• إذاً، ما الحل برأيك؟ـ نتمنى ان يكون هناك تعاون اكبر من ادارة التفتيش من خلال تخصيص قسم خاص لهم داخل الادارة لمتابعة هذا الموضوع من خلال عمليات التفتيش الدورية لأماكن الجواخير، كما نتمنى من الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية ان تخصص بعض موظفيها للعمل بالإدارة للتأكد من صحة تلك الشهادات لاعتمادها، خصوصا ان التنسيق والمتابعة بيننا وبينهم غير موجود.وأحد الحلول التي اقترحتها لحل هذه الاشكالية ولتخفيف الضغط والجهد أيضاً عن ادارة عمل الفروانية التي هي بالأصل مسؤولة عن مناطق تعج بالشركات والعمالة هو ان يتم نقل تبعية بعض الجواخير لإدارات العمل الأخرى، مثل ان تكون جواخير كبد تحت مسؤولية ومتابعة ادارة عمل الجهراء.شركات وهمية• كيف تتعاملون مع الشركات والعمالة الوهمية؟ـ بالرغم من الجهود التي نقوم بها والتي أثمرت إلى حد كبير في تطويق هذه المشكلة، فإن هذا الملف لا يزال يسبب القلق بالنسبة لنا، خصوصا انه تم اكتشاف أساليب وطرق جديدة للتلاعب على القانون، ووصلنا إلى مرحلة جديدة تتمثل بوجود مجمعات تجارية وهمية بالكامل، واكتشفنا في احدى الحالات ان هناك محل بنشر في الطابق الثالث في احد المجمعات التجارية، كما ان هناك محال ومكاتب لا يوجد بها اي اعلان تجاري باستثناء بعض الملصقات الورقية التي توضع على الأبواب.نحن كإدارة نقوم بعمليات تدقيق ومراجعة شاملة ومستفيضة لأوضاع الشركات، كما ان هناك تنسيقا وتواصلا مع إدارة التفتيش وتقدير الاحتياج المسؤولة عن عمليات التفتيش والمتابعة، وايضا نتعامل معهم من خلال رموز 71 و72 وغيرهما من اجل تضييق الخناق على المخالفين.• هل تعتقد ان المشاكل التي يواجهها سوق العمل تتمثل في القوانين الحالية؟ـ في البداية نحن نحتاج إلى تشريعات وقوانين جديدة اكثر صرامة للتعامل مع ملف العمالة والشركات الوهمية وكل من يحاول التلاعب بالقوانين، لان هذه القضية لها ابعاد خطيرة جدا سواء على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والأمني وحتى الثقافي، اما بالنسبة للقرارات التنظيمية المتعلقة بسوق العمل، فنحن نحتاج لمشاركة العقول والخبرات الوطنية العاملة في كل قطاعات وإدارات العمل في اي دراسة سواء تتعلق بتعديل بعض القرارات الحالية او بإصدار قرارات جديدة.فنحن فعلا عانينا من كثرة القرارات في فترة من الفترات والتي لم تضف اي فائدة وكان البعض منها غير مدروس وأدى في النهاية إلى تعقيد عملية سير وانجاز العمل، لانه في بعض الأحيان نجد الكثير من العراقيل والصعوبات حين تعاملنا مع بعض القوانين التي قد تنطبق على فئة معينة ولا تنطبق على الآخرى، لهذا فنحن لا نحتاج إلى قرارات كثيرة، ويكفينا ان يكون هناك قراران او ثلاثة يساهمان أو تساهم في الارتقاء وتطوير آليات سوق العمل.
محليات
حوار / مدير «عمل الفروانية» تحدث عن تسهيلات في الهيئة بزيادة شهادات تطعيم تخوّل حامليها رفع عدد العمالة
يوسف آرتي لـ «الراي»: تلاعب في «الزراعة» بشهادات مربي الماشية للحصول على عمالة أكثر
12:12 ص