ضرب سلوك بعض التربويين أخيراً سياج الأخلاق في المؤسسات التربوية، فمن منطقة الجهراء التعليمية التي كانت مسرحاً للفوضى وسوء التعامل خلال الأسبوع الفائت، انتقلت عدوى «عدم الرقي» إلى منطقة الأحمدي التعليمية، وقامت مديرة مدرسة مساعدة بطرد طالبات كلية التربية في جامعة الكويت ومنعهن من التدريب الميداني المحدد في المدرسة المشار إليها وفقاً للبروتوكول القائم بين الوزارة والجامعة.جامعة الكويت اشتكت المديرة المشار إليها بكتاب رسمي وفق مدير مركز التربية العملية في كلية التربية الدكتور علي ابراهيم، حيث أعلن «رفض هذا الأسلوب في التعامل مع معلمات المستقبل والمطالبة بحفظ حق الطالبات المعلمات» فيما شدد وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور بدر العيسى لـ«الراي» على «ضرورة محاسبة المديرة فلن يكون هذا السلوك في مدارسنا».وأوجز إبراهيم الحادثة في «أن الطالبات المعلمات حضرن صباح يوم الثلاثاء 8 الجاري إلى المدرسة المذكورة والتقين بالمديرة المساعدة وكان من المتوقع من قيادية أن تكون قدوة ودافعا لهن للانخراط في سلك التعليم من خلال احتضانها لهن وارشادهن وتوعيتهن وإيضاح ما لديها بكل أريحية، خصوصاً وأنها في مدرسة تابعة لوزارة تربوية، إلا أن ما بدر من المديرة المساعدة تجاه الطالبات المعلمات كان مفاجأة لنا كصرح أكاديمي قبل أن يكون مفاجأة للطالبات المعلمات»، مبيناً أنها طلبت منهن الخروج خارج المدرسة وأنها لن تستقبلهن ولن تسمح لهن حتى البقاء في المدرسة أثناء محاولتهن الاتصال بالجامعة لبحث أمرهن والتفاهم بشأنهن مع إدارة المدرسة والتوجيه الفني المختص.ولفت ابراهيم إلى أنه كان بإمكان المديرة المساعدة إيضاح وجهة نظرها بعدم إمكانية المدرسة استقبال الطالبات المعلمات في هذا التخصص، ويتعذر تدريبهن بها بدلاً من طردهن والتعامل معهن بمثل هذا الأسلوب، مؤكداً أن البروتوكول القائم بين وزارة التربية وجامعة الكويت حرص على التعاون والتفاهم لاحتضان طلبة كلية التربية للتدريب في مدارس الوزارة، لإعدادهم ميدانياً على المهارات الفنية والتربوية والمهنية والإدارية ليصبحوا معلمين متمكنين فنياً وإدارياً.وأوضح إبراهيم أنه من المتبع قيام مركز التربية العملية باختيار مدارس التدريب وفقاً للمنطقة التعليمية لسكن الطلبة، ثم تزويد التواجيه المختلفة لهذه المدارس لإبداء رأيها الفني وتحديد موجه لكل مدرسة، وكانت المدرسة المشار إليها في منطقة الأحمدي التعليمية قد اعتمدت من توجيه الاجتماعيات في المنطقة، الأمر الذي دفع الكلية إلى إرسال الطالبات إلى المدرسة المذكورة، مؤكداً«لقد ساءنا تصرف المديرة المساعدة للمدرسة مع طالبات التربية العملية اللاتي دخلن المدرسة بناء على اختيارها من قبل التوجيه لمادة الاجتماعيات في المنطقة».يذكر أن وزارة التربية تواجه ظاهرة سادت أخيراً كثيرا من قطاعاتها، وهي اعتقاد سائد لدى بعض مسؤوليها بامتلاكهم الأقسام والإدارات والمدارس التي يعملون بها، فيرفضون هذا ويقبلون ذاك وفقاً لأهوائهم ومزاجهم لا إلى لوائح الوزارة وقوانينها.
أخيرة
كلية التربية احتجّت رسمياً: ما بدر منها كان مفاجأة لنا كصرح أكاديمي
مديرة تربوية طردت معلّمات «الميداني» بأسلوب... «غير تربوي»!
04:14 م