كشفت عضو لجنة حماية الحياة الفطرية بجمعية حماية البيئة نوف الحشاش ان الكويت فقدت إلى اليوم 4 في المئة من نباتاتها الطبيعية، كما تتعرض الكثير من النباتات الأخرى لخطر الانقراض بسبب ادخال كميات كبيرة من الماشية لصحراء الكويت تتعدى الحمولة الرعوية التي تستوعبها صحراؤنا بالإضافة الى فترة التخييم الطويلة والتي تقع في فترة نمو الغطاء النباتي الطبيعي بين شهري نوفمبر وابريل من كل عام حيث تمنع بعد ذلك تلك المخيمات.وبينت الحشاش في تصريح أمس ان مايستخدمه رواد البر خلال فترة التخييم من معدات ثقيلة ودراجات نارية «بقيات» وسيارات فضلاً عن انضغاط التربة يتسبب في القضاء على الغطاء النباتي.وانتقدت الحشاش غياب ثقافة الحفاظ على البيئة رغم أنه في الماضي كانت ثقافة المحافظة على الصحراء متجذرة في نفوسهم من خلال قيامهم بالتخلص من النفايات والأوساخ بعد انتهاء فترة التخييم إما بحرقها أو رميها في الحاويات إلى جانب عدم الافراط في الصيد وعدم تقطيع الأشجار والنباتات البرية.وذكرت أن ما ينقصنا هو وجود سياحة بيئية للمناطق المحمية الطبيعية في الكويت، ليتعرف الناس عن قرب على الإرث الطبيعي للكويت وجماله وقيمته وأهمية المحافظة عليه من الانقراض.وفي ما يتعلق بقانون حماية البيئة أوضحت أن المعنيين بالشأن البيئي متفائلون جداً بالقانون الذي وضع قوانين صارمة لحماية الحياة الطبيعية ونأمل تطبيقه بالشكل الصحيح من جهات الدولة المعنية، بالإضافة الى توعية المواطنين والمقيمين بأهمية تلك الكائنات وضرورة حمايتها من خطر الانقراض.وبخصوص الأنواع النباتية في البلاد بينت أنه رغم المناخ الحار في البلاد الا ان صحراء الكويت تزهو بـ400 نوع نباتي مختلف، معظمها من النباتات الحولية التي تنمو بعد سقوط الأمطار، منها نبات الرمث والعرفج والغردق والثندى والرقروق والسليح والكحيل وغيرها لترسم على أرض الكويت الحبيبة أبهى وأجمل اللوحات الفنية، بالإضافة إلى ان النباتات هي الحلقة الأولى في السلسلة الغذائية فوجودها يهيئ وجود بقية كائنات السلسلة الغذائية من حيوانات وحشرات وطيور وكائنات دقيقة أيضاً.وأوضحت أن صحراء الكويت تتميز بوجود ثماني عشائر أساسية للنباتات، العشيرة هي مجموعة من أنواع نباتية تنتمي الى عوائل مختلفة دائمة أو حولية تستطيع التعايش مع بعضها؛ ويسود بها نوع نباتي دائم تسمى العشيرة باسمه والعشيرة تعيش على نوع معين من التربة مع طبوغرافية معينة مما يكون نظاما بيئيا محددا.وأضافت الحشاش أن الدول تتباهى بما ميزها الله من تنوع أحيائي طبيعي بإنشاء محميات طبيعية ومتنزهات وطنية وحدائق عامة، منها ما هو مقتصر على البحث العلمي أما الجزء الآخر فهو مكتبة طبيعية في الهواء الطلق ليتزود المواطنون والمقيمون والسائحون منها، فالطبيعة مصدر ملهم للأدباء والشعراء، ومحور فني أساسي للمصورين، ومرجع فني مهم للرسامين ومصممي الأزياء وغيرهم.وتساءلت «ان كنا نتكلم عن التنوع الأحيائي وجماله، حتماً سنجده في الدول التي تتمتع بمناخ معتدل لنمو النباتات وتواجد الكائنات الأخرى للتمتع بهذا الجمال من غابات ومسطحات خضراء ووديان بديعة الجمال مضيفة أن الكويت يخيل للبعض انها لا تنتمي لهذا الجمال وتفتقر له بسبب وقوعها في الطابق البيومناخي الجاف جداً، الذي يتميز بتطرف درجات الحرارة صيفاً وشتاءً، مع قلة سقوط الأمطار».وقالت ان في ظل هذا المناخ القاسي يتصور البعض ان البيئة الصحراوية للكويت يندر بها الحياة الطبيعية بجميع أنواعها، ويغلب عليها الكساء الأصفر الباهت الخالي من النباتات الزاهية.
محليات
«حماية البيئة»: معدات و«بقيات» وسيارات رواد البر تهددها بالانقراض
«التخييم» والرعي أفقدا الكويت 4 في المئة من نباتاتها الطبيعية
12:46 م