كشفت مصادر فلسطينية لـ «الراي» ان القاهرة أبدت استعدادها لاستضافة الإطار القيادي الموقت لـ «منظمة التحرير الفلسطينية» بحضور كامل أعضائه بمَن فيهم رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، مشيرة الى دور مصر المحوري في ثني الرئيس الفلسطيني محمود عباس «ابو مازن» عن عقد جلسة طارئة للمجلس الوطني الفلسطيني كانت مقرَّرة في رام الله ما بين 14 و16 الجاري، الى جانب «حركة الجهاد الاسلامي» في فلسطين.وأشارت المصادر الى ان الأمين العام لـ «حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين» رمضان عبدالله شلح لعب دوراً مع القاهرة في تقريب وجهات النظر مع «حماس»، وهو ما أثمر زيارة قام بها أخيراً نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق للعاصمة المصرية، الأمر الذي سيبنى عليه في الأيام المقبلة رغم النظرة السلبية التي تطبع الموقف المصري من الحوار القائم بين «حماس» ورئيس وزراء بريطانيا السابق توني بلير.وأوضحت المصادر نفسها «ان الحراك السياسي الفلسطيني يهدف الى استكمال المصالحة الفلسطينية الداخلية، وإعادة تفعيل أطر«منظمة التحرير»وانضمام حركتيْ«الجهاد الاسلامي»و«حماس»اليها، ثم دعوة المجلس الوطني للانعقاد بحيث يكون اجتماعه فرصة للتقارب وليس عاملاً لتعميق الشرخ والخلاف الداخلي»، مؤكدة في الوقت نفسه «أن المحادثات التي جرت في القاهرة تجاوزتْ الملف الفلسطيني وتطرقت إلى ضرورة وأهمية أن تلعب مصر دوراً مطلوباً في تخفيف حدة التوتر بين بعض الدول الخليجية من جهة وبين الجمهورية الإسلامية الإيرانية من جهة أخرى، بما يخدم في تسريع وصول القوى المتصارعة في غير بلد عربي إلى طاولات الحوار وسلوك طريق الحلول السلمية لوقف شلال الدم المراق في أكثر من دولة عربية، على أن تلعب حركة«الجهاد الإسلامي»دوراً في تقريب وجهات النظر في هذا الملف بين الأطراف المعنية».وأشارت الى «أن الزيارات واللقاءات والمحادثات التي يقوم بها شلح على رأس وفد من«الجهاد»هي باتجاهات متعددة: فلسطينية، عربية وإسلامية، تركت آثاراً إيجابية على مجرى العلاقات القائمة داخل الساحة الفلسطينية من جهة أولى، وبين بعض الفصائل ودول عربية معينة من جهة ثانية، وبين دول عربية وإيران من جهة ثالثة، وقد نشهد لها ترجماتٍ عملية على أرض الواقع في ظل هذه الظروف الدقيقة والخطيرة والمعقدة التي تمر بها المنطقة وفي القلب منها القضية الفلسطينية، ومنها تخفيف حدة التوتر بين حركتي«فتح»و«حماس»وتقريب وجهات النظر بينهما».وأكدت المصادر الفلسطينية عيْنها ان المحادثات التي جرت مع مسؤولين مصريين تناولت جملة مسائل مهمة ومركزية بالنسبة للقضية الفلسطينية وللعلاقات الفلسطينية العربية، وكان لها ثمرات واضحة، وأبرزها:- دعوة الجانب المصري لإعادة فتح معبر رفح وتخفيف الأعباء التي ينوء تحتها أبناء غزة في ظل الحصار الاسرائيلي المتواصل منذ نحو ثمانية أعوام... وقد استجاب المصريون لهذا المطلب في شكل جزئي كونهم يربطون فتحه في شكل دائم بالترتيبات الأمنية التي يُفترض أن يتم الإتفاق عليها.- تخفيف حدة التوتر القائمة بين مصر و«حماس»، وقد أبدى الجانب المصري حرصه على إعادة العلاقات، مشترطاً لذلك وقف الخطاب الاعلامي المناوىء للرئيس عبد الفتاح السيسي وعدم التدخل بالشؤون المصرية، الأمر الذي مهّد لزيارة موسى أبو مرزوق للقاهرة في أعقاب اجتماعه مع شلح في وقت سابق.
خارجيات
تقرير / هل يزورها خالد مشعل... وما دور «الجهاد الإسلامي» في تسوية علاقتها بـ «حماس»؟
القاهرة تستضيف الإطار القيادي الموقت لـ «منظمة التحرير»
09:01 م