الاختلاط بين الجنسين سلبياته كثيرة، والقول بسماحه في التعليم وغيره خطر جسيم. ولي مع مجيزي الاختلاط وقفتان، وقفة شرعية ووقفة عقلية، ولا يعني ذلك أن هناك تعارضاً بين الشريعة والعقل، فالعقل تبع للنقل، ولم يأتِ نبيٌّ إلا وقد جاء بما يوافق الفطر السليمة والعقول الحكيمة، ولكن فرقتُ بين العقل والشرع لمن بالغ في العقل حتى جعله جُلّ همه، فأقول:الوقفة الأولى؛ وقفة مع أصحاب العقول النيّرة:هناك من يقول: «أنا رجل وأخالط النساء ولا أتأثر». هذا الكلام لا يقبله من شمّ رائحة الرجولة! فهذا أحد رجلين؛ إما أنه ليس برجل، وإما يكذب! رجل يجلس أو ينظر إلى امرأة لا تحل له وليست من محارمه ويقول هذه العبارات؟! هذا وقد جاءنا الخبر من الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما خلا رجل بإمرأة إلا كان الشيطان ثالثهما» وما يعدهم الشيطان غير المنكرات؟!ومع الأسف، الدول التي تسمى بالدول المتقدمة كـ«أميركا» وغيرها أصبحت تعمل جاهدة على منع الاختلاط في كلياتها ومدارسها، لأنها ابتُليت بكثرة «حمل السفاح»! ألسنا أولى بهذا التطبيق منهم؟! كم نحن بحاجة إلى نشر الفضائل وتكثيرها، والتحذير من الرذائل وتقليلها، فبدل أن تقترحوا هذا القانون احرصوا على تطبيقه كما ينبغي قبل التفكير بإزالته. ولا أقول لنجرب الشريعة ونرى هل ستنجح التجربة أم لا! بل شريعة الله ناجحة في كل زمان ومكان لقوله: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً). فكيف لا نرضى ما رضيه الله لنا؟ والله قد اختار لنا الأفضل فهو لا يرضى لعباده الظلم، قال تعالى: (وما الله يريد ظلماً للعالمين).الوقفة الثانية؛ ماذا نفعل بالنصوص الشرعية؟ماذا نفعل بقوله تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم)؟ وماذا نفعل بقوله تعالى: (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها)؟ كيف سيطبقون غض البصر، والذكر والأنثى يتلاقيان فوق الست ساعات في اليوم؟ ومن جميل ما قرأت في تطبيق ترك الاختلاط كما ينبغي: تمسك الصحابي الجليل ابن عمر بهذا المبدأالعظيم. فعن نافع عن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو تركنا هذا للنساء». أي: باب المسجد. قال نافع: فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات. رواه أبو داود وصححه الألباني. وكانت الصحابيات يمشين بحافات الطريق حتى يلتصق ثوبهن بالجدار.وأما بالنسبة إلى الاختلاط في الأسواق، فهذا أمر يصعب منعه، وإذا حصل فتنظيمه شاق جداً، ولهذا وصف النبي عليه الصلاة والسلام الأسواق بشر بقاع الأرض، والمرء يذهب إلى السوق أو الجمعية متى ما احتاج إلى ذلك، مرة بالاسبوع أو نحو ذلك. فهناك فرق بين الأمر الاختياري والأمر الاضطراري. الأمر الاضطراري هو ما يضطر الإنسان إلى فعله، وكما وصف العلامة ابن عثيمين الضرورة بقوله: إذا فعله الإنسان أُزيل عنه الضرر، وإذا لم يفعله تضرر، ومن الضروريات: السوق، والطواف حول الكعبة، الخ... وأما الاختياري كالتوظيف أو الدراسة أو المعاملات، فيجب على المسؤولين أن يزيلوا مواطن الفتن بقدر الإمكان، ومن سعى في ذلك ابتغاء وجه الله يُكتب له أجور عظيمة في موازينه يوم القيامة. ووقفة أخيرة مع جملة عجيبة قرأتها، وهي: «ليس بمنع الاختلاط تتحقق المحافظة على القيم والأخلاق». قلت: لا تعطِ المجنون سلاحاً ثم لا تتوقع أن يقتل أحداً به!Abdallah_shamsalden@hotmail.com@Ashamsalden
محليات - ثقافة
قانون الاختلاط
12:04 م