الطرفة جاهزة عندها، لا تغيب عن وجهها الابتسامة الخفيفة، نادراً ما تنفعل لأنها تعتبر - كما قالت لـ «الراي» - ان لا شيء يستاهل ذلك، وهي اعتادت منذ نعومة أظافرها أن تراقب النساء والرجال كيف يتحدثون، ماذا يقولون وبأي أسلوب أو لهجة، تمهيداً لتفريغ كل ما سمعته في المنزل أمام ذويها الذين يغرقون في نوبات ضحك، هي نفسها التي تتلقاها الفنانة ليلى اسطفان على المسرح هذه الأيام.إذاً، الكوميديا في دمها بالفطرة. وبالتالي، هذا يمنحها فرصة التعبير عن المواقف بكثير من العفوية، التي تبدو معها ليلى وقد ارتجلت الحركة والكلمة في آن... وعن هذا تقول صاحبة شخصية «أم حمودة»: «صحيح عندي سهولة مفرطة في التعبير عن الشخصيات التي أتقمصها. أنا سريعة في التقاط وهضم ما أراه وما أسمعه».• الشخصيات كثيرة، وفريق العمل يبتكرها... من أين تأتون بها؟- من الناس العاديين، أسلوب الكلام، اللهجة، التعابير على الوجه، إذا أردت كل التفاصيل تحضر أمامي. وغالباً ما أستمع إلى الجيران، إلى نماذج نلتقيها صدفة في منزل أو مطعم أو خلافه.• منذ أيام الراحلة فريال كريم غابت النجمات عن الصورة الكوميدية، لماذا؟- لا يوجد سبب معين لهذا الغياب، وإن كانت الظروف العامة في الأقطار العربية مسؤولة عن غياب الضحكة عن الوجوه أولاً. ثم إن الكوميديا فن صعب ويحتاج أولاً وقبل كل شيء إلى أساس نموذجي، وهو أن يكون الفنان نفسه خفيف الظل، سريع البديهة، وحاضر النكتة في كل وقت.• الكتابة مشتركة؟- بأكثر من طريقة، إما معاً أو بشكل مستقل، المهم في النهاية أننا (بيار شماسيان، وأندريه جدع) نجمع النص في جلسة نهائية. لكن هناك صعوبة وليس استحالة في استحضار الضحك.• والإضافات؟- في كل لحظة. لا يمكن لمسرحنا أن يكون بعيداً عن التطورات الحاصلة. في أي وقت يجب أن نكون جاهزين لإضافة مشهد، وأنت تعرف أن ساحتنا معرَضة دائماً لكل المفارقات.• أي تسمية تعطينها لمسرح الساعة العاشرة. أهو مسرح أم «شانسونييه»؟- مسرح طبعاً.• لكنكم تقدمون عملكم والجمهور يأكل ويشرب؟- هناك صفتان لا بد من ذكرهما. الأولى أننا نبدأ مسرحيتنا بعد أن يكون الحضور تناولوا ما يريدونه، والثانية أننا لا نعتمد على العبارات الجنسية الخادشة للحياء، حواراتنا مهذبة، مشاهدنا تحترم الحضور من الجنسين، وكل ما نفعله أننا لا نوفّر أحداً من نقدنا أبداً.• المعروف أنك تذكرين كثيراً الرئيس (نبيه بري رئيس مجلس النواب) في حواراتك؟- «يسلمولي عيونو الزرق، شب حليوة، من قلبي بحبو للأستاذ» (اللقب الأشهر له في لبنان).• هل تواصلت معه يوماً، أو جاءك مرسال منه أو عن لسانه؟- كان يحضرنا. وأذكر أن شقيقته أبلغتني مرة «إنو عيونو مش زرق، خضر، قلتلا خلص رح صير قول يقبروني عيونو الملونين».• ألا تعتقدين أن «الشانسونييه» أخذ هذا الفن إلى درك سيئ؟- طبعاً. الإسفاف، والكلام البذيء، والإيحاءات الجنسية الفالتة ليست من طبيعة فن «الشانسونييه» أبداً. نعم هناك ما يسيء إلى المسرح عموماً لكن لا رقابة على هذا الجانب من الفن.• ألا تفكرين بالجانب الدرامي. يرى فيك المتفحص صورة ما درامية؟- كل منا فيه الجانب الباسم، ونقيضه الدرامي. وأنا للعلم عندي جانب ميلودرامي عميق، هذا صحيح، أحتضنه بحنان في داخلي.• وترغبين في التعبير عنه فنياً؟- نعم. وأنت لست أول من يقول لي هذا الكلام. وأعتقد أن عندي الكثير مما أريد قوله في هذا السياق.• المسرح مقفل حالياً؟- صحيح. لكننا عائدون في النصف الثاني من سبتمبر. تعرف أن الظروف العامة لم تكن مناسبة للسهر، وإلا سنكون كالمضحك المبكي. لذا فضّلنا أخذ إجازة والعودة بنشاط مجدداً.• زميلك بيار شماسيان، انسحب ثم عاد؟- وجهات النظر، الرغبة في التجريب، ظروف مختلفة تفرض نفسها على الفنان عموماً، وعلينا احترامها بأي طريقة.• بماذا تعديننا للأيام المقبلة؟- هناك مشروع درامي للتلفزيون سيكون جديداً تماماً على صورتي.