وما إن ينطق أحدهم بـ «الكاميرا الخفية» أو حتى نمر عليها مكتوبة على صفحة ما إلا وتخطفنا ذاكرتنا إلى تلك اللحظات المضحكة التي يكون قد وقع فيها أحد الأفراد في كمين الكاميرا التي خبأها فريق العمل الذي يصنع تلك المقالب.وقد كانت الكاميرا الخفية العربية في السابق بريئة وطيبة، تُقدم بأناقة وبلا إهانة للآخر وبلا ابتذال وبلا وقاحة، بل وبلا اتفاقات مسبقة بين من يقدمها وضيوفه الذين يستأجرهم في حلقاته!، أما الكاميرا الأجنبية فهي الأجمل بسنين ضوئية عن الكاميرا العربية، لأن الكاميرا الخفية الأجنبية لا تهدر كرامة الفرد ولا تجرح قلوب أُولئك الذين يقعون في فخها، وتشعرك أنها تركز على ما يجلب الضحك والمرح بشكل حقيقي لا مصطنع في تلك اللحظات التي تبثها، لا كما يفعل «قرش البحر»، و«زكية زكريا»، والممثل الكويتي الذي انتقل من أجواء تعطل المصعد إلى السيارة والنمر!، وغيرهم ممن روعوا الناس وواجهوهم بعنف وقسوة وإحراج شديد.وهكذا هم عرب اليوم خائبون في كل شيء حتى في ممارسة الضحك والمرح!، إن صناعة الضحك والمرح والمقالب الجميلة تحتاج لوعي وإنسانية وصدق، لا لطمع وعنف وسخف كما ظهر في برامج عرضت أخيراً!