رأى اقتصاديان أن حالة التباين التي شهدتها تعاملات سوق الكويت للأوراق المالية «البورصة» خلال هذا الأسبوع كانت من جراء الضغوطات البيعية وعمليات جني الأرباح والمضاربات التي شهدتها العديد من الأسهم. وقال الاقتصاديان في لقاءين متفرقين مع وكالة الأنباء الكويتية اليوم إن السوق ما زال يفتقد للمحفزات التي يأتي في مقدمتها الغياب شبه المتعمد من كبار صناع السوق إضافة إلى تباطؤ بعض المحافظ المالية والصناديق الاستثمارية بالدخول على أوامر الشراء خوفاً من الانزلاق في الخسائر. وأضافا أن السوق شهد موجات شرائية على عموم الاسهم التي تم التداول عليها خصوصا نحو الأسهم القيادية رغم سلسلة الانخفاضات التي منيت بها العديد من مؤشرات القطاعات المدرجة ما أثر ايجابيا على مكونات مؤشر «كويت 15» والمؤشر الوزني. وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة «عربي للوساطة المالية» ميثم الشخص أن السوق شهد خلال 3 جلسات حالة من الاستقرار لكنه كان أقرب إلى الانخفاض فيما شهدت إحدى الجلسات انخفاضاً حاداً بسبب تهاوي بعض أسواق المال فضلاً عن تراجع أسعار النفط ما انعكس على المؤشر الوزني بشكل مباشر. وأفاد الشخص بأن التباين سيطر على أداء الجلسات خصوصاً على المؤشرين السعري و الوزني في حين كان التركيز خلال الأسبوع على الأسهم ذات الوزن الثقيل بدعم من بياناتها المالية عن الربع الثالث على خلاف الأسهم الصغيرة التي تتراوح أسعارها ما بين 50 و100 فلس التي كانت في مرحلة التجميع. وذكر أن سوق الكويت وأسواق المنطقة ينتظرون قرار البنك المركزي الأميركي حول رفع أسعار الفائدة متوقعاً «أن يقوم بنك الكويت المركزي بخطوات مشابهة ما يبث الخوف إلى حد ما في نفوس المتعاملين لأن العلاقة عكسية بين أسعار الفائدة والبورصة وبالتالي رفع أسعار الفائدة لن يصب في صالح السوق». من جهته قال المستشار في شركة «أرزاق كابيتال» صلاح السلطان إن الحركة على الأسهم الخاملة خلال هذا الأسبوع كانت محور اهتمام وتركيز بعض المتعاملين فضلا عن انتظار وترقب البيانات المالية عن نتائج الربع الثالث والضغوطات البيعية على العديد من الأسهم. وأشار السلطان الى أن الأسهم الصغيرة متدنية القيمة كانت ضمن الأكثر تداولا وسط الضغوطات البيعية في حين انشغل المتعاملون بتداعيات قرار بعض الشركات بانسحابها اختياريا من السوق ما انعكس سلبا على تحركات الصغار. ولفت الى أن السوق يفتقد منذ فترة طويلة للعوامل المحفزة التي تدفعه للارتفاع إذ ما زالت بعض المجموعات المؤثرة في الأداء ترفض الولوج في التداولات فضلا عن التردد في أوامر الدخول من جانب الكثير من المحافظ لاقتناص الفرص رغم وصول العديد من المستويات السعرية الى مراحل مغرية للتجميع. يذكر أن المؤشر السعري لسوق الكويت للأوراق المالية «البورصة» أغلق جلسة اليوم منخفضاً 18.7 نقطة ليصل عند مستوى 5713 نقطة في حين بلغت القيمة النقدية نحو11.7 مليون دينار تمت عبر 2701 صفقة نقدية وكمية اسهم بلغت87.07 مليون سهم.