أعشق الشعر الاماراتي (إذا جاز لنا تجنيس الشعر). أعشق «فن الشَلّة». ومَن من محبي الشعر والكلمة لا يعشق هذا الفن؟ اقرأوا هذه الشلة باللهجة الاماراتية: «لهموم في يوفي ازحمنّي، همّ(ن) على همّ(ن) على همّ / همّ(ن) ابراسي متعبنّي، وهمّ(ن) ابقلبي ثبّت وتم / ما حدّ يدري اشصايبنّي، غربال مع تفكير مع غم / حبّه لبسني لبس ينّي، لبس الخواتم في الصبع تم / ليته بوصله لي يثنّي، ويجلي هموم(ن) لي بتجدم»... لبساطة كلمات القصيدة وثرائها بالبهارات الشعرية، ثبتت هذه الشلة في ذاكرتي، شمال شرق النخاع المستطيل، في مكان لا يزاحمها فيه أحد. وعندما تتكاثر الهموم، أشل: لهموم في يوفي ازحمنّي...الاستماع للشلات هو أحد هواياتي المحببة. استمعت لشلاّت لا تعد ولا تحصى. وكنت ولا أزال أبحث عن جديد هذا الفن. وإن كانت الشلات القديمة برأيي أفضل من الشلات الجديدة. من ناحية النكهة... كنت أبحث بصمت عن هذا الفن، إلى أن وصلتني من أحد الاماراتيين معلومة، وأي معلومة: «هناك شَلّة بصوت الشيخ زايد رحمه الله، شلّها مع جلسائه، وتم تسجيلها، فابحث عنها».معقولة؟ الشلة ونحبها، لكنها هذه المرة بصوت زايد، الكبير زايد رحمة الله عليه الذي نزاحم أهلنا في الامارات على حبه. أين أجد هذه الشلة؟ حطّم فضولي الأرقام القياسية، فبحثت عن الشريط إلى أن وجدته في الانترنت. سقى الله الانترنت... بأنانية، أغلقت الباب على نفسي، واستمعت للكبير وهو يشلّ بخشونة صوت محببة تلامس الوجدان. لكن الكلمات مع الأسف الحارق لم تكن واضحة بسبب رداءة التسجيل: «يا راعي (...) العوادي، (...) ما يمكن نعيده / ليما يحضّرهن ابجادي ، وينول ناموس(ن) يفيده»... لذلك أتمنى على الأخ السفير الاماراتي مشكورا أن يكتب أو يكلف من يكتب لنا الكلمات. وإن أهداني تسجيلا واضحا لهذه الشلة، أو أي شلة أخرى للمرحوم، فسأكون ممتنا له... بانتظار سعادة السفير... وإليكم رابط الشلة: http://www.zaimuae.com/alain/thread137834.html
***أجد المتعة دائما في الحديث عن المرحوم زايد بن سلطان آل نهيان، وفي مشاهدة الأشرطة المصورة له. يبهرني تواضعه، بساطته، عفويته، نقاء سريرته، حبه للخير، لشعبه وللغير، لا تجد اسمه أبدا إلا كـ«مضاف إليه» في جُمَل التنمية والبناء في البلدان الفقيرة: هنا جسر زايد، هناك بحيرة زايد، تلك مدينة زايد، هذه منحة زايد، وغيرها... زايد نحبه كما نحب شيخنا صباح حفظه الله... رحمة الله عليك يا «بو خليفة».
محمد الوشيحيalwashi7i@yahoo.com