كونا- في الوقت الذي تشارك الكويت العالم اليوم إحياء اليوم العالمي لمحو الأمية، كشفت إحصائيات أنها حققت نجاحات لافتة في خفض نسبة الأمية في البلاد نتيجة الجهود والإجراءات المتخذة بكل منهجية وكفاءة.فعلى مدى 50 عاما من العمل المتواصل استطاعت الكويت تجفيف منابع الأمية التي وصل معدلها عام 1970 إلى 48.3 في المئة، حتى انخفض عام 2013 إلى 3.8 في المئة، حيث ينتمي معظم الأميين حاليا إلى فئات عمرية متقدمة في السن ومعظمهم من النساء.ويهدف اليوم العالمي لمحو الأمية الذي تحييه منظمة التربية والعلوم والثقافة «يونيسكو» ويحمل هذا العام شعار «محو الأمية والمجتمعات المستدامة» إلى تسليط الضوء على ضرورة توفير المهارات القرائية الأساسية للجميع.ويعنى هذا اليوم بضرورة تزويد كل فرد بمهارات أكثر تقدما في مجال القرائية من منظور التعلم مدى الحياة لأنها حق من حقوق الإنسان وركن من أركان التعلم ووسيلة لتعزيز الرفاه وسبل العيش وتشكل بالتالي قوة دافعة لتحقيق التنمية المستدامة والشاملة.ومع الوصول إلى تلك النسبة المتدنية للأمية أصبحت الكويت من أوائل الدول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي نجحت في تحقيق أعلى معدلات في محو الأمية.وفي نظرة على أحدث الإحصائيات السنوية الصادرة من اللجنة الوطنية الكويتية للتربية والعلوم والثقافة «يونيسكو» يتضح أن نسبة الأمية لدى الرجال انخفضت من 3.7 في المئة عام 2010 إلى 3.3 في المئة عام 2013 في حين تراجعت نسبة الأمية عند النساء من 5.4 في المئة عام 2010 الى 4.5 في المئة عام 2013.وتمكنت الكويت من خفض عدد الدارسين في مراكز محو الأمية بمعدل 30.2 في المئة ما ترتب عليه انخفاض عدد المعلمين بتلك المراكز بمعدل 66 في المئة نتيجة الجهود المبذولة من قبل الدولة والإجراءات التي اتخذتها في سبيل القضاء على مشكلة الأمية.ولعل من أبرز الخطوات المبذولة في هذا المجال استحداث نقلة نوعية متقدمة في تخصيص مواد دراسية تعتمد على كتب ومقررات دراسية ذات طابع خاص بمرحلتي محو الأمية وتعليم الكبار، وإعادة النظر في لوائح تقويم محو الأمية وتعليم الكبار الى جانب تبني وزارة التربية لمفهوم محو الأمية الحضاري. وأولت الكويت في السنوات الأخيرة اهتماما بمراكز تعليم الكبار، لمعالجة مشكلة المتسربين من التعليم العام الصباحي فقد ارتفع معدل الدارسين بتلك المراكز عام 2013 إلى 61.1 في المئة ورافق ذلك زيادة في عدد المعلمين لهذه الفئة بنسبة 106 في المئة.وكشفت إحصائية لوزارة التربية لعام 2014 أن عدد مراكز تعليم الكبار ومحو الأمية بمختلف المناطق التعليمية في الكويت بلغ 85 مركزا بواقع 20 ألف دارس من الإناث و الذكور و3267 معلما ومعلمة.وأدركت الكويت أن الحصول على تعليم متطور ومخرجات متميزة يتطلب الاهتمام بالإنفاق على التعليم لذلك استحوذ قطاع التعليم بجميع مستوياته على نسبة عالية من ميزانية الدولة لتصل نسبة الانفاق على التعليم عام 2012 إلى 14.8 في المئة من الدخل المحلي و 4.3 في المئة من الدخل القومي الإجمالي للدولة.ولأن للعملية التعليمية في الصغر أهمية بالغة فقد برزت الكويت كإحدى الدول الرائدة في منطقة الخليج والعالم العربي التي اهتمت بالرعاية التعليمية للطفل، وبلغ عدد رياض الاطفال في العام الدراسي 2001 /‏2002 ما مجموعه 306 روضات التحق فيها 62880 طالبا وطالبة من أطفال الرياض واستمر العدد في الارتفاع ليصل في العام الدراسي 2012/‏ 2013 إلى 83044 طفلا وطفلة وبنسبة نمو بلغت 32.1 في المئة.وفي ما يخص التعليم بمرحلتيه الابتدائي والمتوسط، فإنهما أصبحتا إلزاميتين منذ صدور قانون عام 1965 وإثر ذلك سجلت الدولة ارتفاعات ملحوظة خلال السنوات الماضية في معدلات الالتحاق بالتعليم الأساسي.