هل تنكفئ الدمعة التي انحدرت تعاطفاً مع مأساة الطفل السوري إيلان كردي، الذي قضى غرقاً في البحر المتوسط وهو يحاول الهروب مع عائلته من الموت في سورية، بعد أن «فاضت» تعاطفاً مع قضية اللاجئين السوريين، وفتح الأبواب لاستضافتهم على امتداد القارة الأوروبية ؟ وهل من الممكن أن تفتح دول الخليج الأبواب أمام استضافة المزيد من اللاجئين السوريين، لا سيما وأنهم مسلمون وعرب ؟الجواب أتى إيجاباً من قبل بعض النواب، وإن تحفظ عليه البعض بسؤال مقنع مفاده «هل نترك سورية للطاغية بشار وميليشيات إيران الارهابية؟».النائب الدكتور عبدالله الطريجي طالب بـ «احتضان خليجي للاجئين السوريين الذين خرجوا من بلادهم قسراً وهرباً من طاغية مستبد»، مذكّراً بمعاناة الكويتيين حين خرجوا من بلادهم عندما غزا صدام حسين الكويت «ونحن أكثر من يشعر بمعاناة السوريين».وقال الطريجي لـ «الراي» إن اعلان الكويت السماح للسوريين بالبقاء في البلاد بعد انتهاء صلاحية التأشيرات، إجراء إنساني يُشكر عليه نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد، متمنياً القيام بتنسيق في ما خص استضافة السوريين، مؤكداً «نحن أولى برعايتهم لأنهم مسلمون وعرب، هربوا من جور طاغية يمطرهم يومياً بوابل من البراميل المتفجرة».ودعا الطريجي الى المباشرة في إجراءات استضافة السوريين «لأن من المعيب أن يستقبلهم الأوروبيون ونحن نقف مكتوفي الأيدي».ودعا النائب محمد طنا دول الخليج العربي إلى «تجهيز مكان خاص لاحتضان اللاجئين السوريين، سواء في الكويت أو في أي دولة خليجية اخرى»، مثمناً موقف الدول الأوروبية من التعامل مع اللاجئين السوريين.وقال النائب حمد الهرشاني لـ «الراي» إن «الكويت أكثر دولة تعاطفت ووقفت مع السوريين، وسمو الأمير رعى ثلاثة مؤتمرات لدعم الشعب السوري، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو في حال قمنا باستضافة السوريين في دول الخليج فهل نترك سورية للطاغية بشار الأسد وميليشيات ايران الارهابية؟. نحن مع الشعب السوري وضرورة مساعدته ومد يد العون له، لكننا نرفض في الوقت نفسه إخلاء سورية من أهلها وشعبها».وأكد النائب الدكتور عبدالرحمن الجيران لـ «الراي» إن «قرار استضافة اللاجئين السوريين يحتاج الى ارادة سياسية من قادة دول مجلس التعاون الخليجي، اخذاً في الاعتبار تخاذل الدول الكبرى من ناحية وإطالة امد بقاء اللاجئين كمخيمات الفلسطينيين لارتباط عودتهم بتسويات كبرى لم يتم الانتهاء منها، اضافة الى الاعداد الهائلة لاحصائيات اللجوء، حيث سجلت النسبة الاعلى بعد الحرب العالمية الثانية، مع مراعاة اختلاط عناصر مخابراتية بين صفوف اللاجئين. وهذا في تقديري اهم ما تجب ملاحظته في هذا السياق».