رغم عدم إقبال الطلبة على الحضور مع بداية العام الدراسي الجديد في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، عمّ زحام السيارات الأرجاء المحيطة بالكليات،خصوصا كليات البنات، لاسيما مع عدم السماح بدخولها ما يضطر معه السائق إلى الانتظار خارجها.وفي بداية روتينية معتادة، أحجم الطلبة وأقبل عدد ليس بالقليل من الاساتذة الذين تواجدوا في مكاتبهم وحرصوا على تبادل التهاني مع زملائهم بمناسبة العام الدراسي الجديد، كما لوحظت حالة من الهدوء في ممرات ومباني كليات ومعاهد الهيئة، توازيا مع امتداد طوابير الراغبين في التسجيل وسط حالة من الفوضى وعدم التنظيم.وساد لدى طلبة كلية التربية الأساسية شعور بعدم الارتياح لما رأوه من أثاث مستعمل وقديم بين أركان الكلية وحول المباني ما ترك شعوراً بعدم حرص الإدارة على تهيئة المكان لاستقبال العام الدراسي الجديد.وبينما أعربت إدارة الهيئة عن ترحيبها بالطلبة المستمرين والمستجدين عبر لافتات تم تعليقها في أرجاء الهيئة تم إغلاق بعض القاعات الدراسية في المعهد الانشائي دون إبداء الاسباب، ما جعل الطلبة الحضور يتسكعون هنا وهناك.وفي هذا السياق، قال الطالب علي العازمي (كلية الدراسات التكنولوجية) لـ«الراي»: «هناك مشكلة يعاني منها الطالب مع بداية كل عام دراسي وهي تغيير القاعات الدراسية من قبل الاساتذة أو من مكتب التسجيل، فمثلا في الجدول تسجل المادة في القاعة رقم 217 وتتغير دون سابق إنذار للطالب حيث تحسب له غياب الايام التي يحضر خلالها بالقاعة الخاطئة ويحرم من المادة دون ذنب»، موضحا أن «بعض الاساتذة في أول اسبوع من الدوام لا يحضرون بسبب عدم رقابة الهيئة عليهم، فيما يحرص معظم الطلبة على الحضور».أما محمد الداهوم -من كلية التربية الأساسية- فلفت إلى أن «الطلبة اعتادوا على أن يكون الدوام في الكلية بداية شهر اكتوبر حيث يبدأ الأساتذة تسجيل الحضور والغياب»، مضيفا أن «كل فصل دراسي يواجه الطلبة فيه مشكلة سحب المواد الدراسية بعد انتهاء فترة التسجيل عقب إحصاء الأعداد حيث ان المادة التي تضم اقل من 7 طلبة تسحب من قبل مكتب التسجيل دون بديل من المواد الاخرى». وتناول الطالب يوسف مبارك -من المعهد الإنشائي- مشكلات الدارسين في معاهد التطبيقي خصوصا المعهد الانشائي الذي يدرس به «حيث ان من المتعارف عليه أن الدوام يبدأ في نهاية ديسمبر بعد ان يتم استكمال الجداول لجميع الطلبة»، مبينا ان «من يحرص على الحضور في أول اسبوع من بدء الدراسة هم الطلبة المستجدون لأنهم لم يعرفوا النظام المعتاد عليه».وقال الطالب فهد الشمري -كلية التربية الأساسية- «إن غالبية الطلبة في الكلية يعانون من مشكلة تسجيل المواد الدراسية حيث لا يكون هناك تنسيق بين قسم التسجيل وإدارة الهيئة فعند الذهاب للتسجيل يرسلنا الى العميد ويضيع وقتنا بين إدارات الهيئة غير المنظمة».وأضاف «في بعض الاحيان نواجه مشكلة تغيير القاعات الدراسية من قبل الدكتور ولا تتغير من خلال نظام الهيئة فعندما نحضر لا نجد الاستاذ فنذهب وهكذا الى أن نفاجأ من الزملاء بتغيير القاعة وتسجل أسماؤنا بين الغائبين مع أننا نحضر كل يوم».وبدوره، بين الطالب أحمد حسين أن «الدوام الرسمي يبدأ من 6 سبتمبر ولكن غالبية الاساتذة لا يحضرون وكذلك الطلبة إلا المستجدين ان كانت لديهم مراجعة»، مشيرا إلى أن «المتعارف عليه بين طلبة التطبيقي أن الدوام سيبدأ في أول أكتوبر بعد عيد الاضحى».وعلى صعيد أعضاء هيئة التدريس والتدريب في الهيئة، قال الدكتور علي رجب -من قسم الدراسات الاجتماعية-:«في بداية كل فصل أحرص على الالتزام في الحضور خصوصا مع أول أيام الدراسة، وأهتم بتسجيل حضور الطلبة والغياب وأحاسب من لا يحضر طبقا ً للوائح والقوانين»، مؤكدا أنه«من غير الصحيح ما يقال ان الأساتذة تحرض الطلبة على الغياب في الاسبوع الاول من الدوام».كما ذكر الدكتور عبدالله الوتيد -قسم الدراسات الاجتماعية- أن«حضور الاستاذ في الاسبوع الاول من الدراسة مهم جداً لانه يعتبر القدوة للطالب»، مستطردا:«من يتغيب من الطلبة يحاسب حسب اللوائح والقوانين أما في ما يخص الاستاذ فيجب عليه الالتزام بالحضور وإن لم يحضر فتجب محاسبته».وقال الدكتور خلف العازمي -من قسم اللغة العربية- ان«أساتذة كلية التربية الاساسية حريصون كل الحرص على الحضور منذ أول يوم بالكلية، وأي شيء يتطرق إلى غير ذلك فهو باطل»، مشيرا الى ان«الكلية تعاني من فوضى التسجيل ووصول بعض الشعب في أعداد طلبتها إلى 70 و90 طالباً وطالبة، فضلا عن عملية تمديد السحب والإضافة في أكثر من مناسبة رغم انتهاء عملية التسجيل المتفق عليها في التقويم الدراسي».وأضاف:«فوق هذا الجهد الكبير الذي يبذله الأساتذة في تحمل شعب دراسية تخالف اللائحة من حيث الكثافة الطلابية لدرجة دمج شعبتين في شعبة أن الدكتور يرهق نفسه في 6 شعب، كل منها يصل إلى 70 طالبة وطالباً ثم يقابل كل ذلك بالنكران من لجنة الميزانيات بمجلس الأمة ووزارة المالية من خلال عدم صرف مستحقات الفصل الثاني السابق والصيفي أيضا».