لم يمر توجه البلدية لإنشاء مسالخ موقتة خلال فترة عيد الأضحى المبارك بالتعاون مع الجمعيات التعاونية ؛«تسهيلا للمضحين خلال أيام عيد الأضحى المبارك» لم يمر هذا التوجه دون أن يقع تحت مشرحة المجلس البلدي الذي انتقد أعضاؤه ضعف البلدية في التعاطي مع القضايا الملحة والحيوية والتي تتعلق بصحة المواطن.وفيما أكدت البلدية أن «هدف هذه المسالخ الموقتة رفع الطاقة الاستيعابية للمسالخ والتسهيل على المواطنين والمقيمين الراغبين في ذبح الأضاحي»،دعا أعضاء البلدي إلى إقرار خطة بإنشاء مسالخ دائمة تغطي جميع المحافظات وبأعداد كبيرة، لا أن تلجأ البلدية إلى العلاج الموضعي الموقت الذي لا يسمن ولا يغني من جوع في ظل ما تشهده أيام عيد الأضحى المبارك من مسالخ عشوائية يقيمها وافدون في المناطق السكنية لذبح الأضاحي بعيداً عن الاشتراطات الصحية.«الراي» استطلعت آراء بعض أعضاء المجلس البلدي، حيث أكد عضو المجلس البلدي مانع العجمي أن محافظتي الأحمدي ومبارك الكبير تحتاجان على الأقل إلى 10 مسالخ يتم توزيعها على الوفرة الزراعية، والمناطق الجنوبية، وأخرى في المناطق الشمالية والوسطى، مشدداً على ضرورة توفير مسالخ في المراكز الحدودية للكشف عن المواشي قبل ذبحها.وأضاف العجمي لـ«الراي» أن الوضع الحالي القائم في محافظتي الأحمدي ومبارك الكبير جريمة بحق المواطن والمقيم، مبيناً أن إنشاء المسالخ له أهمية كبيرة تكمن في الحد من زيادة الأسعار، والطرق العشوائية القائمة التي يستغلها القصابين في بعض المناطق دون الرجوع إلى الطبيب البيطري قبل ذبح المواشي.وأكد أن «هذا الأمر يضع دولة الكويت في موقف محرج خاصة في ما يتعلق باللحوم غير الصالحة للاستهلاك الآدمي»، مضيفاً أنه من الظلم أن تفتقد محافظة مبارك الكبير للخدمات ولذلك لابد من توفير 3 مسالخ على الأقل، وأن تقوم وزارة المالية بإلغاء شرط تحكم التاجر بالمسلخ وأن تكون جميعها مفتوحة على كافة التجار بهدف أن يكون هناك نوع من التضارب في السوق.ولفت العجمي إلى أن «المجلس البلدي يدعم المسالخ الموقتة بشرط أن تكون تحت رقابة بلدية الكويت، ومع ذلك نطالب بمسالخ دائمة»، مطالباً أن تسمح وزارة المالية للمقاول الاستثمار بمسلخ واحد فقط.من جانبه قال عضو المجلس البلدي المحامي عبدالله الكندري إن فكرة إنشاء المسالخ الموقتة في بعض المحافظات هي دليل على ضعف البلدية في تدبير الأمور، إلا أنها تداركت الوضع في الآونة الأخيرة قبل عيد الأضحى.وبين الكندري لـ«الراي» أن مسلخ العاصمة كان له دور كبير في حل مشكلة الذبح، ولذلك لابد من إنشاء مسلخ مصغر داخل مسلخ العاصمة، أو تأهيل إحدى صالاته خلال فترة العيد فقط، مشدداً على ضرورة أن تقوم البلدية بدورها الرقابي قبل أي دور آخر.وأضاف أن «التخوف هذا الموسم ينصب في أن تختلط الأمور ولا تستطيع أن تسيطر البلدية على القصابين خاصة في مناطق التي لا تحتوي على مسلخ»، منوهاً على ضرورة أن تتعاقد البلدية مع بعض القصابين بعد إجراء الفحوصات الطبية لهم وذلك بأن يتم إرسالهم إلى البيوت والمنازل للقيام بعملية الذبح أو إعطائهم تصريحا موقتا خلال فترة العيد.وأكد الكندري أن «عدد القصابين المنتشرين في محافظتي حولي والفروانية كبير جداً ولا يمكن السيطرة عليهم على خلاف محافظة العاصمة»، لافتاً إلى أن دور فرق الطوارئ في أفرع البلدية في المحافظات مهم جداً لاسيما أن وزارة الداخلية دائماً هي القوة المساندة لهم.ومن جانبه أكد عضو المجلس البلدي المهندس علي الموسى أن «الإبرة المخدرة لن تفيد»، وما تقوم به البلدية من إنشاء مسالخ موقتة هو دليل أننا مقبلون على كارثة، مبيناً أن المجلس البلدي بكافة أعضائه ومنذ عامين سعوا لحل هذه المشكلة ولكن البلدية لم تحرك ساكناً اتجاه هذا الملف.وقال الموسى لـ«الراي» إن المشكلة قديمة ولكن لابد من ترتيب الأولويات بالنسبة للجهاز التنفيذي في البلدية، مؤكداً أن الحلول الموقتة هي بداية لتفاقم المشكلة وليس لحلها كما أنها «تزيد الطين بله».وتساءل «هل هناك أي اعتبارات أخذت قبل إنشاء المسالخ الموقتة وهل تم توفير الأطباء البيطريين، وهل تم تهيئة الخدمات داخل المسالخ الموقتة»، موضحاً أن فكرة الاستعانة بالقصابين وإعطائهم تصاريح عمل موقتة خلال فترة عيد الأضحى تخفف العبء على ميزانية الدولة، كذلك ستدر أموالاً على الدولة.وفي السياق ذاته، أضاف عضو المجلس البلدي الدكتور حسن كمال أن توجه بلدية الكويت لإنشاء مسالخ موقتة في الوقت الحالي أمر ممتاز، في حال توفير طاقم طبي بيطري من قبل بلدية الكويت.وقال كمال لـ«الراي» إنه لابد من تنظيم المسالخ الموقتة وأن تكون مناسبة من حيث الحجم والكادر (النوعية والكمية) حتى تستوعب جميع ما يرد إليها، مطالباً البلدية بإعداد إحصائية لعدد الأضاحي في كل محافظة للاستفادة منها في السنوات المقبلة، وبالتالي تخدمهم فنياً في إنشاء المسالخ الدائمة بمواصفات تتناسب مع الحجم المتوقع في المستقبل وفقاً لتلك الإحصائيات.وأكد كمال أن «المسالخ الموقتة سيتم إنشاؤها للاستفادة منها في مواسم معينة، ومع ذلك نطالب البلدية بإنشاء مسالخ دائمة خاصة أن بعض المحافظات لا تحتوي على مسلخ»، منوهاً على ضرورة التوجه إلى إنشاء مسالخ في المدن الإسكانية الجديدة.