ضمن شهرية ليالي السينما الآسيوية، قدم «استوديو الأربعاء» بالتعاون مع نادي الكويت للسينما، في مكتبة الكويت الوطنية مساء أول من أمس، الفيلم الصيني الرومانسي «2046» للمخرج Wong Kar Way، الذي عرض له الاستوديو في وقت سابق رائعته «In The Mood For Love»، علماً أن الفيلم المعروض حاز 42 جائزة ورشح لعدد مماثل في مهرجانات عالمية كبيرة.شهدت الأمسية السينمائية، حضور عدد من أبناء الجالية الآسيوية ومحبي السينما والأفلام الرومانسية الطويلة، يتقدمهم الملحق الثقافي الصيني تساو جيان ينغ.وتدور أحداث الفيلم في ستينات القرن الماضي عن «تشاو مو وان»، الكاتب الصحافي الذي يستقر في فندق رديء السمعة في مدينة «هونغ كونغ»، على أمل نسيان حبه «سو لي تشن»، ويبدأ بكتابة روايات خيالية وعلمية عن مدينة بالمستقبل تحمل اسم «2046» يقصدها الناس لاستعادة ذكرياتهم المنسية. ويمكن القول إن الفيلم وضع السينما الصينية على سكة الرومانسية.قبيل عرض الفيلم، استهل أمين سر النادي الفنان التشكيلي عادل المشعل الأمسية السينمائية التي قدمها الشاعر سعيد المحاميد، بكلمة رحب فيها بالحضور، لافتاً إلى أن «الشهرية تحفل بالأفلام الآسيوية في محاولة لفك خيوط هذا الاتجاه السينمائي المبهر وغير المتداول في مشاهداتنا».وقال المشعل «الصين، وبحسب المصادر التي عدت إليها، هي ثاني أكبر سوق للأفلام في العالم بعد الولايات المتحدة، فقد تجاوزت عائدات شباك التذاكر في الصين سبعة مليارات دولار خلال العام الماضي، ومع ذلك فصناعة السينما في الصين لم تصل حتى إلى مستوى نظيرتها في هونغ كونغ أو تايوان. وفي حين تنتشر الأفلام الأميركية داخل الصين وتلتهم السوق المحلية، نجد تأثيرالسينما الصينية ضعيفاً في الخارج، فمبيعاتها في السوق الدولية نصف مليار دولار فقط، ومعظمها من أفلام (الكونغ فو)».وأرجع المشعل السبب في ذلك - وبحسب خبراء - إلى طبيعة المواضيع التي تعالجها السينما الصينية وإمعانها في الشأن المحلي. وبتعبير المخرجة الصينية آن هوي: «هناك عوائق، أبرزها الرقابة ومنع التطرق إلى مواضيع كثيرة».وقدم المشعل نظرة سريعة عن تاريخ صناعة السينما في الصين، فقال «ندرك أن أول فيلم سينمائي في الصين عرض سنة 1896، وأول إنتاج بشكل عام وهو إنتاج أجنبي كان في العام 1905، وهو إنتاج فيلم (معركة دينغ جون شان). لكن يمكن القول إن صناعة السينما المحلية بدأت في العام 1916 في مدينة شنغهاي. وفي فترة العشرينات من القرن الماضي، دربت مجموعة من الفنيين السينمائيين من الولايات المتحدة الأميركية صينيين في مدينة شنغهاي، فشهدنا التأثير الأميركي على السينما الصينية لمدة عقدين من الزمن. لكن الثلاثينيات هي الانطلاقة الحقيقية للسينما الصينية، فشهدنا أفلاماً مثل (تشنغ بوغا) العام 1933 وفيلم (صن يو) الطريق الكبير العام 1935، وفيلم (وو يونغانغ) العام 1934. وقد ظهرت مواهب عدة في الإخراج، معظمها من اليساريين، وسادت فيها ثلاث شركات إنتاج. وشهدت الصين في هذه الفترة إنتاج فيلم المرأة الجديدة العام 1934 وفيلم (أغنية الصيادين)، وفيلم (التقاطعات) العام 1937 وفيلم (شوارع الملائكة) العام 1937».وتابع المشعل: «أنهى الغزو الياباني للصين العصر الذهبي للسينما الصينية، ما أدى إلى إفلاس مجموعة من شركات الإنتاج وأدى إلى رحيل الكثير من صنّاع الأفلام من شنغهاي إلى هونع كونغ وإلى مناطق تسيطر عليها الشيوعية، ومع ذلك فصناعة السينما في شنغهاي رغم الأزمة التي مرت بها لم تتوقف بشكل نهائي، وسميت هذه الفترة بـ(الجزيرة المعزولة)».وزاد: «حالياً، تحاول السينما الصينية الانتشار وإعطاء الفرص لمخرجيها للانتشار»، موضحاً أن من أبرز المخرجين المعروفين دولياً الآن: جانغ إي مو صاحب فيلمي «البطل» و«الذرة الحمراء» ومخرج فيلم «الليلة» كار وي يونغ وأيضاً المخرجة الصينية آن هوي التي حصلت على جائزة أفضل مخرجة عن فيلمها «العصر الذهبي».وأشار إلى أن من الأفلام التي ذاع صيتها أيضاً «بلايند ماساج» للمخرج لو ييحيث. تحكي أحداث الفيلم عن حياة مجموعة من المدلكين الفاقدين للبصر. وفيلم «بلاك كوال»، الذي يحكي عن شرطي مضطرب يحاول القبض على سفاح. وفيلم «جون ويذ ذي بوليتس» الذي ينقل المشاهد إلى الصين في فترة العشرينيات، من إخراج جيانغ ويين.استغرق عرض الفيلم نحو ساعتين، وبعد استراحة قصيرة بدأت المناقشة حيث قال الملحق الثقافي الصيني تساو جيان ينغ إن المخرج والممثلين من أشهر ما يكون الآن وأن الحضور تعرف على هونغ كونغ من الداخل للمرة الأولى بفضل براعة المخرج في عرض التفاصيل بكادرات قريبة وموسيقى ناعمة وألوان مبهرة.من جهته، قال الناقد السينمائي غسان الغلاييني «إن الفكرة بدأت مبهمة وكأننا في رحلة للمستقبل، ثم سرعان ما تشابكت قصص الحب التي مر بها البطل، فأدرك المشاهد المقصد من عنوان الفيلم، وهو رقم الغرفة التي شهدت ذكرياته وأحلامه». بينما أشاد غالب الحضور بمزج تقنيات السينما الغربية مع روح الصين الشرقية في عمل استحق كل التقدير.يذكر أن الفيلم من بطولة Tony Leung Chiu Wai بدور Chow Mo-wan، وهو كاتب صحافي عانى من علاقته السابقة، وZiyi Zhang بدور الحسناء Bai Ling، وهي جارة Chow بالفندق، وFaye Wong بدور Wang Jing ابنة صاحب الفندق التي كانت على علاقه مع شاب ياباني، لكن أباها رفض تلك العلاقة، وLi Gong بدور Su Li-zhen، وهي لاعبة قمار محترفة يلتقيها Chow في سنغافورة.