فرحة جماهير القادسية العارمة التي ملأت مواقع التواصل الاجتماعي كافة لم تكن في المقام الاول بسبب الفوز الساحق على الجيش السوري بثلاثية نظيفة في ذهاب الدور ربع النهائي لبطولة كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، بل بفضل المشهد الفني الرائع الذي قدمه «الملكي» في أول إطلالة رسمية له هذا الموسم.جماهير «الأصفر» عانت كثيراً في الموسم الماضي من تدهور أداء ونتائج الفريق الذي خرج من سباق الدوري مبكراً، متنازلاً عن اللقب الذي حمل نسخته الماضية.لم يكن ألقاب كأس الاتحاد الآسيوي وكأس السوبر وكأس الأمير كافية لطمأنة الجماهير على حال «الملكي» الذي كان يعاني بالفعل حتى ظن كثيرون أن زمانه انتهى وبدأ زمان العربي الذي قدم موسما قويا.الحالة النفسية لجماهير «الاصفر» كانت متقلبة مع فريقها، خصوصاً مع المشاكل الفنية والادارية في الموسم الماضي، وانتقال السوري عمر السومة الى الاهلي السعودي والعاجي إبراهيما كيتا الى السالمية، ثم الخلافات الشخصية بين عدد من اللاعبين والمدرب الاسباني أنطونيو بوتشه واداريين.الوضع كان ملتهبا داخل «البيت القدساوي» وكاد أن يحرق الجميع.عاد الهدوء مرة أخرى في المراحل الاخيرة من الموسم الماضي مع بقاء بعض الترسبات التي كانت تهدد مصير الفريق، ولا شك في ان لقب كأس الامير لعب دور حبل النجاة بالنسبة الى الجميع.جماهير «الأصفر» دائما ما تكون على موعد مع الاخبار المزعجة قبل كل موسم، حين صدمها نجمها الأول سيف الحشان العائد من الاصابة التي أبعدته طويلاً بخروجه من «البيت القدساوي» وتوقيعه لصالح الشباب السعودي في صفقة لم تعرف بها الإدارة إلا عن طريق الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي.الجماهير وضعت يدها على قلبها بعد رحيل الحشان، اللاعب الذي بنت عليه كل آمالها هذا الموسم في قيادة الفريق الى منصات التتويج، خصوصاً مع تقدم كثير من نجومها في العمر مثل بدر المطوع وصالح الشيخ وعبدالعزيز المشعان، كما لم تكتشف الهوية المهارية للمحترفين الكونغولي دوريس سالامو والغيني سيدوبا سامواه.لكن كل تلك الكوابيس تحولت واقعاً جميلاً عاشته الجماهير مع الفريق في لقاء الجيش الذي خرجت منه في حالة سعادة لا توصف بعدما شاهدت «الاصفر» في قمة عطائه الفني، فاستمتعت حتى الإشباع.سالامو وسيدوبا نالا النصيب الاكبر من التشجيع الحار بعد ظهورهما بمستوى فني مميز، الاول سجل الهدف الثاني وبكى بحرارة من الفرحة ومن الحزن على فقدان ابنه الذي توفي قبل أيام، والآخر اتسمت لمساته وتحركاته بالسحر، وقد شكلا ثلاثياً خطيرا مع المطوع الذي ظهر عليه الاستمتاع باللعب الى جوارهما.بصمات المدرب راشد بديح بدت واضحة في الأداء والتشكيلة. اختياره كان موفقاً وعرف جيدا كيف يبدأ ويلعب بالطريقة التي تناسب امكانيات لاعبيه، كما فرض شخصيته وأسلوبه. كان جريئا في طريقته التي أظهرت كل ما يخنزنه نجومه من طاقات.فرحة الجماهير القدساوية الكبرى تمثلت في ولادة نوم جديد هو أحمد الزنكي ابن النجم الدولي السابق جابر الزنكي الذي شارك في الدقائق الاخيرة.لاعب فاجأ الجميع بأدائه الفني الكبير. كان بمثابة القنبلة الكروية من خلال ما يملك من موهبة ظهرت بشكل مميز، وكانت بصمته واضحة على الرغم من الدقائق القليلة التي لعبها، ولا شك في ان الهجمة التي صنعها بطريقة الكبار واثر مجهود فردي وأهدى فيها الكرة الى المطوع الذي سددها في القائم تؤكد أن «الزنكي الصغير» ... حكاية جديدة.
رياضة - رياضة محلية
جماهير القادسية ... بين بكاء سالامو وحكاية الزنكي
احمد الزنكي «المتألق» ... ثورة أم فورة؟ (تصوير جاسم بارون)
12:20 م