على مدى ثلاثة أيام متتالية قدمت الشاعرة الزميلة سعدية مفرح دورة تدريبية حول فن كتابة المقالة الصحافية «كيف تكتب مقالا»، ضمن فعاليات مهرجان صيفي ثقافي في دورته العاشرة، في مكتبة الكويت الوطنية.وحرصت مفرح على أن تكون دورتها في سياق عملي متواصل مع لغة العصر، ومتناسب مع المتدربين، الذين تتنوع ثقافاتهم ورؤاهم وتطلعاتهم... وكذلك أعمارهم.وتهتم الدورة بفن كتابة المقالة بأنواعها المختلفة، لمن لديه الحد الأدنى من القدرة على الكتابة، علاوة على الذين يمارسون كتابة المقالات فعليا، ولديهم الرغبة في تحسين مستوياتهم الكتابية، ومن ثم تعلم تقنيات جديدة في كتابة المقالة الصحافية، وأيسر السبل لنشرها.وأجابت الدورة على سؤال لماذا تريد أن تصبح كاتبا صحافيا؟، ومن ثم انتهت بسؤال: هل أنت مستعد للبدء في الكتابة الآن؟وفي اليوم الأول من الدورة طرحت مفرح بأسلوب سهل دراسة تتعلق بتعريف المقالة وتاريخها وأنواعها وأشهر كتابها، في ما تناولت في اليوم الثالث دراسة تطبيقية على الكثير من المقالات الصحافية، وتحليلها وعقد مقارنة بينها، واليوم الثالث والأخير خصصته مفرح للتدريب العملي على الكتابة والمراجعة والنشر.ومن ثم فقد استهلت مفرح حديثها عن رحلتها مع الصحافة التي تقترب من ربع قرن من الزمان، رغم أنها خريجة أدب عربي، وهو التخصص الذي كان- وقتها- قريبا من الصحافة، حينما لم يكن الإعلام يدرس في كلية مستقلة في جامعة الكويت.مؤكدة أنها من خلال خبرتها مع الصحافة، رأت أن معظم الكتاب الصحافيين الناجحين هم الذين لم يدرسوا الصحافة، كونهم قد استشرفوها من خلال فطرتهم ومواهبهم، وليس من خلال مقاعد الدرس، موضحة أن الصحافة تختلف عن الكتابة الصحافية، كون الصحافة تحتاج إلى تدرج من خلال البحث عن الخبر والتعليق والاستطلاع والتحقيق وهكذا وصولا إلى كتابة المقال، في ما تحتاج الكتابة الصحافية إلى لياقة دائمة.وأوضحت مفرح أن دورتها التدريبية تتكون من 6 ساعات موزعة على ثلاثة أيام متتابعة كل يوم ساعتين، وبالتالي طلبت من المتدربين أن يعبر كل واحد منهم على حدة عن الأسباب التي دفعته للانضمام إلى الدورة، ومن ثم تباينت الآراء والأجوبة فمنهم من قال إن عنوان الدورة لفت انتباهه، ومنهم من أفصح أن انتسابه للدورة جاء من خلال حب الاستطلاع، والبعض أجاب بأنه يريد أن يحسّن من أدواته الكتابية... وهكذا.وطرحت مفرح رؤى عدة حول عناوين المقالات المطروحة، ووظائف المقالة وأنواعها، وأشهر الكتاب، وسبل استدراج الفكرة، مؤكدة أن الجملة الأولى هي الأهم في أي مقال لأنها المفتتح الذي يمكن للكاتب الانطلاق منها والجملة الأخيرة هي الخاتمة ولكنها ليست بأهمية الجملة الأولى.وحذرت مفرح من القوالب الجاهزة في الكتابة الصحافية، أو في أي كتابة كانت، في ما أوصت بأهمية الترقيم ونبهت إلى مسألة الاستطراد، التي قد تبعد المقال عن موضوعه وإدخاله في موضوع آخر، في ما أوضحت أن أهمية المقالة لا تكمن في حجمها أو عدد كلماتها، ولكن في طرحها وأسلوبها.وأشارت إلى أن الاستفادة من الدورة تكمن في الرغبة والشغف والاستعداد والهدف، منوهة إلى أن الدورات لا تخلق كاتبا ناجحا، لأن النجاح يتطلب الموهبة، والدراسة، ومن الممكن أن تساعد الدورات في إنتاج كتاب جيدين، وكشفت مفرح أن بداية الكتابة الصحافية لا ترتبط بسن محددة... «ابدأ حيث وكيف ومتى شئت»، وقالت: «معظم الكتاب الكبار بدأ الكتابة الصحافية في سن متأخرة»، وذهبت إلى أن الصحافة بدأت رأياً بسبب بطء نقل الخبر من مكان لآخر نتيجة لصعوبة وسائل الاتصالات والتنقل، وتطورت إلى الخبر ثم رجعت مرة أخرى إلى الرأي بسبب سرعة نقل المعلومات عبر الإنترنت.وأعطت مفرح تعريفا مبسطا للمقالة بأنها قطعة نثرية محددة الطول تتناول موضوعا يهم القارئ، بلغة يفهمها الجميع»، ونصحت باستخدام اللغة البسيطة في الكتابة الصحافية من دون تعقيد، في ما عرجت إلى تاريخ الصحافة المرتبطة بالطباعة، وهي صناعة غربية، وهذا لا يعني أن العرب لم يعرفوا الصحافة، فقد كانوا يعرفونها ولكن باسم الرسائل.
محليات - ثقافة
خلال دورة تدريبية أقامتها في مكتبة الكويت الوطنية
سعدية مفرح: أهمية المقالة الصحافية تكمن في طرحها وأسلوبها
03:39 م