الشعر ديوان العرب، والشاعر يحلق بمفردات يختارها من أعماق الأحاسيس ويخاطب الوجدان ويعمل على إثارة الحماسة نحو خصال حسنة وأهداف طيبة ومسارات قد تفتح أفقاً من الخير يقتطفها القارئ ليتلمس ثمرات تفيده في مسيرته وتفتح له مسارات مضيئة يكتسب من خلالها نعوتاً وصفات وخصائص تعينه على تلمس بعض الحقائق.والأدب العربي يعج بأنواع من القصائد وصنوف من الشعر كل يهدف إلى هدف فمنهم من يقول في الاعتبار كقول القائل:عش ما بدا لك سالماًفي ظل شاهقة القصورفإذا النفوس تغلغلتفي ضيق حشرجة الصدورفاعلم هنالك موقناًما كنت إلا في غرورومنهم من يتغزل بغزل عفيف وكلمات عفيفة أيضاً كقول القائل:لو أن في قلبي كقدر غلامهفضلاً وصلتك أو أتتك رسائليوتتعدد أغراض الشعر فيأتي أحدهم ليمدح أحداً فيكتب له:وإذا الملوك تسايروا في بلدهكانوا كواكبها وكنت هلالهاإن المكارم لم تزل معقولةحتى حللت براحتيك عقالهاأراد هذا الشاعر ممن قال فيه الأبيات شيئاً فلن يحصل على جائزته فأنشد يقول:مدحتك مدحة السيف المحلىلتمضي في الكرام كما مضيتفهبها مدحة ذهبت ضياعاًكذبتُ عليك فيها وافتريتفأنت المرء ليس له مثالوكأني مذ مدحتك قد جنيتُهذه نماذج من أمثلة كثيرة لبعض المواقف والمواقف تتعدد والشعر تتعدد أغراضه والشعراء تتعدد أهواؤهم أيضا ومشاربهم ومناهلهم وأهدافهم.عزيزي القارئ تلقيت أخيراً هدية جميلة وثمينة بما تحتوي من معانٍ وأفكار ومفردات وجمل وتراكيب شعرية جميلة جداً من الشاعر المتألق والأديب الشاب علي نوح المهنا، إنه ديوان رائع بعنوان: «أولئك المقربون»، ضمنه مجموعة من القصائد الرائعة وإنني كنت من المستمتعين بقراءة ديوانه أكثر من مرة وأشكره على ما جاء فيه وما احتوى عليه من حكم رائعة ومعانً فاضلة.فهنيئا للشباب مواهبهم وعطائهم في سبيل إثراء الساحة الأدبية وإني في أشد الحيرة عندما أنتقي بعض أبيات الاستاذ علي نوح المهنا ولكن لنقرأ بعض أبيات قصيدة و«تقلبك في الساجدين»:قد بان نور المصطفى فتألقتأفقٌ وزانت بالضياء عوالمظهرت بمقدمه الشريف معاجزٌوبدت بمولدهِ الزكي علائمفهوى به إيوان كسرى وانطفتنيران فارس والشعاع الآثملاعزو أن فخرت لؤي وغالبأو سادت الأعراب جمعاً هاشميسدي إلى الأنساب أشرف محتدٍعالٍ وتعلو من علاه قوادموإن اصطفاك الحق خاتم رسلهفلأنت خاتمهم وأنت الخاتم
مقالات
حروف باسمة
ديوان رائع... والتحية للأديب علي المهنا
11:17 ص